هل تحسم عملية وادي سوات مصير بن لادن؟.

العملية الباكستانية الواسعة في وادي سوات تغذي التكهنات بشأن مصير المطلوب الأول على وجه الأرض.

إن العملية الهجومية الواسعة النطاق التي قام بها الجيش الباكستاني منذ قرابة شهرين في وادي سوات ووزيرستان، معقل المتمردين الطالبان والمأوى المحتمل لقادة القاعدة البارزين تغذي التكهنات بشأن مصير أسامة بن لادن، الرجل الأول المطلوب على وجه الأرض.

وأكد الشيخ مصطفى أبو اليزيد، رئيس الفرع الأفغاني لتنظيم القاعدة، أن بن لادن وساعده الأيمن أيمن الظواهري وكذلك القائد الأعلى للطالبان الأفغان، الملا عمر، هم "بمنأى عن أيدي الأعداء".

وأقسم أبو اليزيد، الملقب بـ"الشيخ سعيد"، خلال لقاء محفوف بالمخاطر مع مراسل قناة "الجزيرة"، أحمد زيدان، السوري الأصل، بثته الفضائية القطرية الأحد ولا يزال يتصدر أحداث الساعة "بالتأكيد لا يمكنا أن نقول أين يوجدون. فحتى نحن لا نعرف أين هم، ولكننا على اتصال دائم بهم".

وأضاف الشيخ سعيد "علمنا أن الجيش الباكستاني يعتزم شن هجوم على مناطق وزيرستان، ولكن إن شاء الله، سيخرج مهزوماً ومدحوراً وإن شاء الله، يستولي المسلمون على الأسلحة النووية ويستخدمونها ضد الأميركان".

وكان "الشيخ سعيد" خلال المقابلة التي تمت على الأرجح في وزيرستان محاطاً بالعديد من الحرس الشخصي المدججين بالسلاح والكامنين وراء صخور وأشجار وقد وضعوا أيديهم على الزناد وهم يتفحصون بالنظرالأفق والسماء.

وشرعت القوات الباكستانية في نهاية إبريل/نيسان في تنفيذ عملية هجومية واسعة النطاق ضد طالبان في وادي سوات (شمال غرب).

ومنذ قرابة عشرة أيام، فتحت جبهة في المناطق القبلية باتجاه الجنوب حيث يعتقد وجود زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود وأعضاء بارزين في القاعدة.

وأكد "الشيخ سعيد" مع ذلك "أن معنويات إخواننا المجاهدين في الإمارة الإسلامية عالية. إنهم عازمون على مواصلة الجهاد حتى النصر للتصدي للإستراتيجية الجديدة حيال أفغانستان وباكستان التي أعلن عنها أوباما، المجرم الجديد في البيت الأبيض".

وتهدف الإستراتيجية الجديدة التي كشف عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في 27 مارس/آذار الماضي إلى جعل الحياة خطرةً وقاسيةً للغاية في تلك الربوع ودفع السكان إلى الانفصال عن المتمردين وبالتالي "عرقلة وتفكيك وهزيمة القاعدة في باكستان وأفغانستان، ومنع عودتها لأي من البلدين في المستقبل".

وأوضح "الشيخ سعيد"، المسؤول المالي السابق لابن لادن، "إن رجالنا يشاركون في المعارك بجانب طالبان ويدرّبون المجاهدين الذين يتدفقون من جميع بلاد العالم، بما في ذلك الدول الكافرة، نحو المعسكرات الكثيرة التي فتحت في مناطق شتى من الإمارة الإسلامية".

وهذه الأقوال التي تحمل معنى الاطمئنان تتناقض مع بيانات الجيش الباكستاني الاثنين التي تحمل معنى الانتصار والتي تفيد أن العملية الهجومية دخلت في "مرحلتها الأخيرة"، كما تتزامن هذه البيانات مع الإعلان عن الجولة المقبلة التي سيقوم بها قريباً الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، والتي تشمل أفغانستان وباكستان لمتابعة تنفيذ الإستراتيجية الجديدة وبحث سبل مواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

وما زال تكثيف هجوم الجيش الباكستاني وتصاعد هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار يغذيان التكهنات بشأن مصير بن لادن على مواقع الانترنت المعادية للتنظيم الإرهابي.

وكتب أحد مستخدمي الانترنت "نجحت القوات الباكستانية في تضييق الخناق على وادي سوات، وغداً سيحل الدور على منطقة وزيرستان والمناطق القبلية المتهمة دوما بأنها الملاذ الآمن لقادة طالبان والقاعدة، وعلى الأخص بن لادن والظواهري".

وقال آخر "يجب حسم مصير الملا عمر وبن لادن لصالح سيادة السلطة المركزية" في أفغانستان وباكستان.

ومنذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، والتي كان هو العقل المدبر لها، وضع بن لادن حداً للتكهنات التي أحاطت بمصيره عدة مرات، وكان يغذيها على الأخص صمته الإعلامي لفترات طويلة.

وحدث هذا على الأخص في سبتمبر/أيلول 2007 عندما ظهر بن لادن في تسجيل فيديو نشر على مواقع للانترنت ليوجه رسالة، كانت الأولى بعد ثلاث سنوات، بمناسبة الذكرى السادسة لاعتداءات 11 سبتمبر/أيلول.

وكان بن لادن في الخمسينات من العمر ولكن بدا أصغر سناً وقد ارتدى الثوب الأبيض التقليدي ومعطفا أصفر ولحيته، الرمادية اللون عادة، كانت مشذبة بعناية وملونة بالحناء الحمراء.

وتحدى بن لادن أميركا من جديد بالتعبير عن فخره بمسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول وبتهديد الشعب الأميركي بشن هجمات جديدة "لأنه أعاد انتخاب جورج دبليو بوش".

وعقب خروج بن لادن عن صمته الإعلامي الطويل انفجر سيل من الأحاديث الجهادية على مواقع انترنت الإسلاميين بعد عدة أشهر من التكهنات والابتهالات والقصائد الوجدانية أو الرثائية من المعجبين به، وكان البعض قد فسر صمته بدواع أمنية، وبخاصة بعد تصفية أو اعتقال العديد من أنصاره.

وفي 3 يونيو/حزيران وبينما كان الرئيس الأميركي يقوم بجولة مصالحة مع العالم الإسلامي، خرج بن لادن من جديد عن صمته ليتهم أوباما "بسلك نفس السياسة العدائية" التي كان يتبعها سلفه تجاه المسلمين.

وهاجم بن لادن أيضاً الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري واتهمه بتنفيذ "أوامر أوباما لمنع سكان سوات من تطبيق الشريعة الإسلامية".

وقبل بضعة أسابيع، أكد زرداري على محطة "أن بي سي" التلفزيونية المحلية أن لديه "إحساساً داخلياً قوياً بأن بن لادن مات".

وقال زرداري للصحافيين "يقول لي الأميركيون إنهم لا يعرفون إن كان بن لادن ميتاً أو حياً، وهم مجهزون أكثر منا لتقفي أثره، غير انه من الواضح أن أجهزتنا الاستخبارية تعتقد انه لم يعد موجوداً وانه مات".

وأوضح أن "ما عزز هذا الإحساس الداخلي القوي المناقشات التي جرت بيني وبين أفراد في أجهزة المخابرات الأميركية. أمضوا سنوات لم يجدوا خلالها أدنى أثر يؤكد أنه لا يزال على قيد الحياة".

ولكن في يوم 11 يونيو/حزيران، أكد ليون بانيتا، مدير الوكالة المركزية للمخابرات الأميركية (س آي ايه) أن بن لادن لا يزال مختبئاً في باكستان..."طبقاً لآخر المعلومات".

وهذا يعني أن مطاردة بن لادن قد تستغرق سنوات طويلة، وربما لا تؤدي إلى شيء، حسبما قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في مارس/آذار الماضي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق