أزمة الرئاسة في إيران تظهر إنقساما بين أجنحة الحرس الثوري

عقد إجتماعات لمناقشة الاحداث التي تعصف بالبلاد
في الوقت الذي خرج فيه الحرس الثوري الموالي للمؤسسة الدينية المحافظة في إيران عن صمته وشن حملة على الاحتجاجات التي ضربت البلاد منذ الإعلان عن نتائج انتخابات الرئاسة بإيران، باعتقال المئات واستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، بدأت تبرز أصوات معارضة داخل المؤسسة التي أنشئت قبل نحو 30 عاما بهدف حماية نظام الحكومة الايرانية الجديدة آنذاك بقيادة الزعيم الروحي للثورة آية الله الخميني.وتتحدث تقارير واردة من داخل إيران عن عقد اجتماع لعدد من قادة حرس الثورة إثر اختفاء الفريق علي فضلي، القائد العام لفرقة "سيد الشهداء" ومقرها في طهران، بعد أن رفض إصدار أوامر لفرقته بقمع المحتجين.

ورجحت التقارير أن الأجهزة الأمنية اعتقلت الفريق فضلي ما دفع بالعقيد حاج سعيد قاسمي، القائد السابق لفرقة "محمد رسول الله الـ27" إلى عقد اجتماع غير رسمي بحضور 14 من قادة الحرس الثوري القدامى.
وتم عقد الاجتماع لمناقشة الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد بعد إعلان السلطات فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية. وعبر قادة السابقون للحرس الثوري عن استيائهم تجاه ما يجري على الساحة الإيرانية، وقال العميد سعيد قاسمي إن "الوضع مثير للقلق للغاية ومخجل ويتنافى كليا مع خط الإمام الخميني".
وهدد قاسمي بـ"الوقوف إلى جانب الشعب في حالة استمرار القمع الذي يتعرض له المتظاهرين".ويرى المراقبون أن التهديدات التي أطلقها الحرس الثوري بقمع الاحتجاجات التي هزت ايران، كان موجها في واقع الأمر "لمنتسبي هذه القوة العسكرية التي تشكل العمود الفقري للنظام وذلك بهدف تحذير عناصر الحرس الثوري من تأييد ما يجري في الشارع الإيراني".
وينقسم الحرس الثوري في إيران إلى عدة أجنحة، فأتباع حاج داود کريمي (وكان قد توفي في المستشفى متأثرا بالأسحلة الكيمياوية خلال الحرب العراقية الإيرانية) لا يزالون متماسكين في الكوادر القيادية وفي جسم الحرس ويتذكرون تحذيراته إزاء انحراف النظام عن خط الزعيم الروحي للثورة.وهناك أتباع محسن رضايي الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية الأخيرة إستنادا إلى دعم هؤلاء وأسرهم.
أما أتباع الفريق رحيم صفوي، القائد العام السابق للحرس الثوري الذي تم ابعاده عن القيادة العامة للحرس العام الماضي، وتم تعيينه في منصب المستشار العسكري للمرشد الأعلى، فتؤكد التقارير أن أتباعه يتذمرون من الوضع خاصة بعد أن بدأ خامنئي ومنذ 8 أعوام بتعيين عناصر مقربة له في المراكز القيادية، ويرون في المنصب الذي انيط لصفوي ما هو الا منصب صوري.
وتعرض أتباع التيار الإصلاحي الذين كان عدد منهم يشغل مواقع قيادية ومناصب أخرى في جسم الحرس التنظيمي، إلى عزل من مناصبهم أو إبعادهم إلى مناطق نائية، ولكن المراقبون يعتبرونهم خلايا نائمة قد تستيقظ في الوقت المناسب.
وظهر في الأشهر القليلة الماضية مؤيدون للمرشح الإصلاحي ميرحسين موسوي ويرون فيه نموذجا مناسبا يجمع بين أصول الثورة ومبدأ الإصلاحات.
ولعب الموالون للرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات، دورا بارزا في الأحداث الأخيرة، ويقال إنهم حذروه قبل الانتخابات من خطة لإنجاح أحمدي نجاد في الانتخابات بغض النظر عن نتائج الاقتراع. وكانت الرسالة التي وجهها رفسنجاني للمرشد الأعلى قبيل الانتخابات جاءت بناء على هذه المعلومات.
ويبقى أخيرا أنه هناك مجموعة في الحرس الثوري تنتظر التغييرات حتى تغيير مواقفها على ضوء الأحداث.
سعود الزاهد - رشاد عبد القادر
منقول عن موقع العربية نت

0 التعليقات:

إرسال تعليق