أطفال باكستان والصومال بين انتحاري أو ذرع بشري..


قلق حول تجنيد الأطفال في الصومال
على مدى سنين دأب أمراء الحرب في افريقيا على تجنيد الأطفال في نزاعاتهم على المال والسلطة والأرض.
في الفترة الأخيرة بدأت هذه الظاهرة بتعميق جذورها في الصومال كما يوضح الزميل محمد محمد من القسم الصومالي في بي بي سي.
أطفال لا يتجاوزون العاشرة يختفون، بعضهم يتعرض للتخدير والبعض الآخر لغسيل الدماغ، وبعضهم يحصل على 30-50 دولارا شهريا مقابل خدماتهم المسلحة.

معظم الناس يخشون الحديث حول هذه الظاهرة، والذين يملكون المقومات الملية يرسلون أطفالهم إلى خارج البلاد لإنقاذهم من هذا الخطر.
رجل عجوز لم يشأ التعريف بهويته أخبرني كيف اختفى ابنه ذو الخمسة عشر ربيعا.
قال محدثي إنه بحث عن فتاه في كل مكان، وسأل مسلحي "شباب المجاهدين" عنه، فقالوا له إنهم لم يروه، ليكتشف لاحقا أنهم أقنعوه "بالالتحاق بالجهاد من أجل أن يدخل الجنة".

الأطفال دروع بشرية
قال محدثي: "بعد بحث طويل اكتشفت أن ابني موجود في أحد معسكرات التدريب في ضواحي بيدهابو. إنهم يستخدمون أطفالنا دروعا بشرية، ولكن أطفال القادة ليسوا في المعسكرات، ولا يشاركون في القتال".
ويقول أحد الصحفيين العاملين في مقديشو إنه رأى أطفالا في العاشرة يحملون بنادق آلية في شوارع مقديشو.
ويقول أحد كبار ضباط الشرطة إن المئات من الفتيان الصوماليين يجري تجنيدهم وتدريبهم في معسكرات جنوبي الصومال على أيدي "شباب المجاهدين".
وقال الضابط إن أجانب من باكستان وأفغانستان والشيشان يشرفون على تدريب هؤلاء الفتيان.
ويمتد نشاط "شباب المجاهدين" الى خارج حدود الصومال، فقد قاموا بتجنيد فتيان صوماليين في الولايات المتحدة، ونفذ أحد هؤلاء واسمه شروة محمد عملية انتحارية ضد قوات الأمن في بوساسو شمال شرقي الصومال.
ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالية (اف بي أي) في سبب تخلي الفتيان الصوماليين عن الحياة المريحة في الولايات المتحدة والسفر الى الصومال حيث تتعرض حياتهم للخطر.
وقال أحد العاملين في منظمة لرعاية الأطفال إنه بينما ظاهرة تجنيد الأطفال ليست جديدة إلا أن مدى انتشارها حاليا بالاضافة الى أعمار الأطفال يبعث على القلق.
وتحاول العائلات حماية أطفالها ولكن نقص المدارس وإمكانيات النشاطات الأخرى والضغط الذي يتعرضون له يجعل مهمتهم صعبة.
المئات منهم تعرضوا لـ"غسيل دماغ".. باكستان تكشف عن تجنيد طالبان لأطفال انتحاريين في سوات
انتحاريون مع وقف التنفيذ".. الجيش الباكستاني يعرض أمام وسائل الإعلام فتية يقول إنهم من عشرات الأطفال الذين حررهم من قبضة طالبان باكستان في وادي سوات خلال الحملة العسكرية الأخيرة، نقلا عن تقرير تبثه قناة "العربية" الخميس 30-7-2009.
ويتحدث أحد الفتية عن أن حركة طالبان ضغطت عليه للانضمام لها حيث كان يعمل في منظمة إنسانية أجنبية وعند انضمامه للحركة أحس بالذنب وقرر ترك طالبان لكنه تراجع لأن طالبان هددته بالقتل.وتعزو السلطات الباكستانية عددا من الهجمات الانتحارية التي شهدتها باكستان أخيراً إلى مهاجمين تقل أعمارهم عن عشرين عاما، ويتحدث مسؤولون باكستانيون عن مئات الأطفال الذين تعرضوا لغسل دماغ من أجل استغلالهم في هجمات انتحارية.

ويقول العقيد طاهر حميد المتحدث بإسم الجيش الباكستاني في سوات: طالبان سعت إلى استغلال هؤلاء الفتية في هجماتها لاستبعاد الاشتباه بهم وإمكان تعرضهم للاعقتال على يد قوات الأمن وأنهم حرروا عددا منهم وأنهم يسعون الآن إلى إصلاحهم.
ويخضع عشرات من هؤلاء الأطفال لبرامج تسعى الحكومة من خلالها إلى إعادتهم إلى المجتمع مواطنين عاديين، غير أن مختصين يرون أن برامج التأهيل التي يشرف عليها الجيش لا تكفي وحدها لعلاج هذه الظاهرة.
ويقول الخبير الأكاديمي والاجتماعي الدكتور أنيس أحمد إن تأهيل هؤلاء الأطفال يتطلب إستراتيجية شاملة تبدأ من فهم الأسباب التي حولتهم إلى متمردين وتتضمن مشاركة الأسرة ومعلمين وخبراء علم النفس لجعلهم يفهمون الحقائق.
وعلى رغم نفي حركة طالبان تجنيدها أطفالا وإعتبارِها تصريحات المسؤولين مجرد دعاية ضدها، فقد تبنت الحركة المسؤولية عن هجمات انتحارية نفذها فتية في باكستان وأفغانستان.ويرى مراقبون أن علاج ظاهرة الإنتحاريين الصغار مرتبط بالحالة السياسية والاقتصادية والتعليمية في باكستان التي عانت أزمات وتقلبات وإهمالا على مدار العقود الماضية وربما لا تزال حتى يومنا هذا.
العربية نت/BBC ARABIC

0 التعليقات:

إرسال تعليق