بعد تكذيب موت بيت الله محسود.. قتال بين فصيلين متناحرين تابعين لطالبان على الزعامة !



قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إن السلطات الباكستانية تلقت معلومات تفيد بأن قتالا نشب بين فصيلين متناحرين من الفصائل التابعة لطالبان وأنه يعتقد أن رجلا أو اثنين من الذين يتنافسون على خلافة زعيم طالبان في باكستان بيت الله محسود، قد قتلا خلال الاشتباكات المسلحة.
وأضاف الوزير الباكستاني أن القتال اندلع بين الجماعتين المتنازعتين من طالبان تنتميان للقائدين العسكريين في طالبان ولي الرحمن وحكيم الله، وأن الأنباء أفادت بمقتل أحدهما.
وأوضح مالك أنه يجري التأكد من تلك الأنباء مصرا على ضرورة العثور على جثث القتلى. وقال ان الحادث وقع يوم الجمعة.
إلا أن الناطق باسم حركة طالبان في باكستان حكيم الله محسود نفى في تصريحات إلى وكالة أسوشيتدبرس مقتل زعيم الحركة بيت الله محسود.
وقال حكيم الله في تصريح لمراسل بي بي سي في إسلام آباد بكر يونس "أن هذه الادعاءات مؤامرة من المخابرات الباكستانية والأمريكية والبريطانية ضدهم".
واضاف حكيم الله ان الحركة ستنشر مقطعا صوتيا أو شريط فيديو لبيت الله خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض قد قال إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد الانباء القائلة إن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود قد قتل في هجوم صاروخي نفذته طائرة امريكية بدون طيار.
ولكن الناطق اضاف ان المواطنين الباكستانيين سيزدادون امانا في حال ثبتت صحة النبأ.
غارة
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي انه تسلم تقارير استخبارية تفيد بأن محسود قد قتل في غارة صاروخية، وان موفدين حكوميين توجهوا الى المنطقة للتيقن من صحة هذه الانباء.
وقال الوزير الباكستاني، في مؤتمر صحفي عقده في اسلام آباد، الجمعة انه "من اجل ان نكون متيقنين مئة في المئة نحن ذاهبون الى الموقع للتأكد".
وكان وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك قد قال قبل ذلك انه على الرغم من عدم وجود دلائل دامغة على مقتل محسود، الا ان الانباء الواردة المتدفقة من المنطقة تشير الى مقتله بالفعل.
وكان ثلاثة من المسؤولين الاستخباريين الامريكيين والباكستانيين قد ذكروا ان التحقق من صحة تلك الانباء ما زال مستمرا.
وقالت مصادر في المنطقة لـ بي بي سي ان مسعود قد قتل بالفعل، ودفن في مكان غير بعيد عن موقع الغارة الصاروخية.
وكان احد اقارب محسود قد اكد مقتل احدى زوجاته في الغارة التي نفذت بواسطة طائرة امريكية من دون طيار على بيت ابيها في اقليم جنوبي وزيرستان.وقال مسؤول باكستاني ان الانباء التي تحدثت عن مقتل محسود مبنيه على معلومات تم التقاطها ورصدها عبر وسائل اتصالات.
اصابع اتهام
يذكر ان اصابع الاتهام في مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو تشير الى محسود، الذي يقال انه يرتبط بعلاقات قوية مع تنظيم القاعدة.وينفي محسود ضلوعه في اغتيال بوتو التي قتلت في تفجير ضخم في ديسمبر/ كانون الاول من عام 2007.
وتعتبر واشنطن محسود خطرا جديا على جهدها الحربي في افغانستان، اذ يُعتقد انه له نفوذ واسع في باكستان، الدولة النووية.
وقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار مقابل اي معلومات تفضي الى قتل محسود او القبض عليه.

طالبان متهمة بقتل مئات الباكستانيين
وقد ضرب الصاروخ منزل والد زوجته في منطقة جنوبي وزيرستان في وقت مبكر من الاربعاء، مما ادى الى مقتل شخصين منهما زوجته، لكن مساعديه قالوا انه لم يكن في البيت وقت وقوع الهجوم.
تريث
ودعا الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال أثار عباس الى التريث وعدم التسرع في الاستنتاج قبل ان يتم التحري من صحة تلك الانباء والتدقق منها.ويرى مراقبون، في حال صحت انباء مقتل محسود، ان هناك العديد من معاونيه الذين يمكن ان يتولى احد منهم موقعه القيادي.لكن من غير الواضح كيف سيكون نفوذ هذا القائد الجديد في معقل طالبان باكستان الرئيسي، منطقة جنوبي وزيرستان.وكانت الحكومة الباكستانية قد حاولت في الماضي تحييد محسود او مهادنته من خلال اتفاقيات من جانب، وحملات عسكرية من جانب آخر، مستفيدة من مليارات الدولارات قدمتها الولايات المتحدة لتحقيق هذا الغرض.
نفوذ واسع
الا ان اسلام آباد لم تنجح تماما في وضع حد لنفوذ محسود او طالبان باكستان، التي تنشط بقوة في منطقة القبائل الباكستانية ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، والمحاذية للحدود مع افغانستان.وكان اتفاق سلام داخلي ابرم معه في فبراير/ شباط من عام 2005 قد منح محسود فرصة لالتقاط انفاسه وتدعيم قوته العسكرية، وهو ما ادى لاحقا الى سقوط العديد من زعماء القبائل قتلى، وقيل ان عمليات الاغتيال نفذت باوامر منه.ويقدر عدد الذين لقوا حتفهم في تلك العمليات منذ يوليو/ تموز من عام 2007 بحوالي ألفي شخص.ويتزعم محسود "تحريك طالبان"، او حركة طالبان الباكستانية، التي تتهم بانها وراء هجمات انتحارية واغتيالات ادت الى سقوط المئات من الباكستانيين.ويعتقد ان هذا التنظيم مكون من ما يقرب من 20 ألف مسلح، فيهم سيل متدفق من عشرات الانتحاريين.ولا توجد لمحسود سوابق باستهداف منشآت او اهداف غربية، على الرغم من انه هدد في السابق بامور مشابهة

0 التعليقات:

إرسال تعليق