محللون يربطون بين الحوثيين وتوقع أزمة سعودية ايرانية خلال الحج



المسلحون عند مفترق طرق بحثًا عن "هوية ضائعة"

أتاح التسلل الحوثي المباشر في الأراضي السعودية الحق المشروع للمملكة في حماية أراضيها بالقوة العسكرية، بعدما صبرت السعودية طويلاً على تدخلات وتسللات سابقة على كافة الشريط الحدودي مع اليمن، وصل في بعض الأحيان إلى حد التوغل إلى مناطق داخلية.

وفيما دخلت السعودية ما اعتبرته "حرباً"، وسط تأييد خليجي وعربي وعالمي يؤكد حقها في الدفاع عن أراضيها، بدأت سلسلة تفاعلات معتادة في الحروب، رغم أن رؤية المتابعين لتفاعلات الحرب، التي كانت توصف بالصعبة وغير التقليدية لكون الخصم،(أي الحوثيين) ليسوا منظمين، ويعتمدون حرب العصابات التي تعتمد توزيع الحركة، بالاعتماد على طبيعة جبلية قاسية، ودعم خفي، حسبما يقول بعض الخبراء العسكريين.


لكن الملامح الأكثر خطراً كانت في تطورات الموقف الأخيرة، حين قامت بعض المجموعات الصغيرة التابعة لجماعة "الحوثي"، الجمعة الماضي، بالتسلل إلى داخل الحدود متخفين بملابس نسائية و ملابس تقليدية باكستانية، لينجح بعضهم في الدخول إلى مخيمات الإيواء التي أقامتها السلطات السعودية باعتبارهم نازحين يبحثون عن الأمان.

ورُبطت حادثة التنكر بالزي النسائي بمحاولة منتمين لتنظيم القاعدة التخفي بزي نسائي، قبل أسابيع في منطقة جازان، بقصد خداع رجال الأمن السعودي في نقطة تفتيش, استغلالاً لعدم تنفيذ الإجراءات الأمنية على النساء كما تطبق على الرجال على خلفية اعتبارات اجتماعية.

فجاءت الحادثة الأخيرة وبحسب مراقبين لتؤكد عدم انطلاء هذه الخدعة على الجهات الامنية، التي باتت تدرك أن القاعدة اعتمدت مثل هذه المحاولات ضمن أجندتها، وربما نقلتها للجماعات الحوثية المسلحة


ويعلّق رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط طارق الحميّد على الأحداث الجارية، فيقول لـ"العربية.نت" إن "لا خطورة على المملكة من تسلل الحوثيين، لأن الاستنفار الأمني جاء على مستوى الحدث. و لكن إذا دخلت هذه المجموعات، وكوّنت خلايا نائمة في الداخل، فإن هذا سيشكل خطورة كبيرة، خصوصاً وأن الحوثيين لا يختلفون عن القاعدة بل لديهم ذات الأهداف التي تستهدف السعودية لخدمة قوى إقليمية تحاول تهميش الدول المحورية مثل السعودية بثقلها الاقتصادي و السياسي و الديني".

وعن الاحتمالات حول من يقف خلف ذلك، يضيف الحميّد لـ"العربية نت" لا استبعد وجود محاولة لخلق "حزب الله" جديد على الحدود الجنوبية مع السعوديةـ في مسعى لزعزعة الاستقرار و الأمن الذي تعيشه البلاد. وهذا التعدي السافر على الحدود السعودية أعطى الشرعيّة لعمليات ردع الحوثيين



من ناحية أخرى يؤكد الخبير العسكري السعودي اللواء المتقاعد سند المطلق، لـ"العربية نت" أن "المقلق في عملية تسلل الحوثيين و فتح النار على القوات السعودية هو أن تكون عملية جس نبض، واختبار لمقدرات القوات المسلحة ولكن الردع الذي واجهوه سيوقف كل معتدي عند حده".

ويشير إلى أن "ما يقوم به الحوثيون هو حرب عصابات لا تكلفهم كثيراً على صعيد الإمدادات، ولن يضيرهم استمرار الكر والفر مع القوات السعودية مهما تطول المدة. فالحوثيين يعتمدون أسلوب الإزعاج و الإنهاك و الإرباك، لكونهم لا يحتملون المواجهة المباشرة مع القوات السعودية، فيلجأون إلى دوريات الكمائن أو الإغارة. لكن الحسم في نهاية المطاف سيكون سعودياً".

أما عن ضرورة توحيد الجهود بين السعودية واليمن بمواجهة هذا التهديد، يقول المحلل السياسي اليمني محمد الصبري إن "الحوثيين مكوّن اجتماعي، وليس مكون عسكري, لذلك ينبغي توحيد الجهود والتنسيق بين حكومتي السعودية واليمن للتعامل مع الأزمة بعد استخدام القوة العسكرية لأن من الممكن بثقل هذه الجماعة اجتماعياً أن تصحو من جديد و أن لا ينتهي فعلها على الأرض


وفي ظل اقتراب موسم الحج الذي توليه السلطات السعودية أهمية كبرى، بدأت الأصوات الإيرانية تتعالى مطالبة بعدم التضييق على الحجاج الإيرانية، حيث جدد المرشد الاعلى للجمهورية الإيرانية آية الله على خامنئي، و الرئيس احمدي نجاد، مطالبتهما بما سمّياه "البراءة من المشركين"، في ما وصف باستغلال خطير لموسم الحج .

وعن الربط بين التسلل الحوثي، في هذا التوقيت، وارتباطه، بشكل أو بآخر بتصريحات خامنئي ونجاد، أشار المحلل السياسي الإيراني ما شاء الله شمس الواعظين إلى أنه "قبل الحج في كل عام، يحدث حراك بين طهران و الرياض، وذلك لرغبة طهران باستغلال التجمع الإسلامي الكبير لغرض إظهار شعارات سياسية، وهو ما ترفضه السعودية بشدة لرغبتها في ضبط الأمن وسط هذا التجمع البشري الكبير". ويستبعد شمس الواعظين، في حديثه لـ"العربية.نت"، وجود أي رابط بين التصريحات الإيرانية والتحرك الحوثي، معتبراً أنه "ليس من مصلحة إيران تجنيد أو دعم الجماعات داخل الدول".

ورداً على فرضية إشغال الأجهزة العسكرية بحرب مع الحوثيين لإحداث شغب في الحج، أكد خبير أمني طلب عدم ذكر اسمه، أن "السلطات السعودية تعي تماماً أهمية أمن الحج و أن الإمكانات العسكرية السعودية قادرة على ردع أي عمل عسكري في أي مكان و التعامل مع عدة جهات في وقت واحد".

وكانت الحكومة السعودية ردّت على التصريحات الإيرانية بالتأكيد على أن سياسة المملكة لا تسمح لأية جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي. وناشدت المملكة جميع الحجاج البعد عن كل ما يعكر صفو الحج والالتزام بمقاصد الحج الشرعية

العربية نت 

0 التعليقات:

إرسال تعليق