الإمارات تنفي دخول زعيم "جند الله" دبي قبيل اعتقاله.. اعترف بتلقي جماعته دعماً أميركياً


نفت وزارة الخارجية الإماراتية دخول عبدالملك ريغي زعيم جماعة "جند الله" الإيرانية المعارضة إلى دبي قبيل اعتقاله في طهران قبل أيام عدة. وقالت الوزارة إن ما تناقلته وسائل الإعلام بهذا الشأن لا أساس له من الصحة. وأوضحت أن ريغي توقف في دبي لمدة ساعتين فقط. وفي طهران بثت السلطات الإيرانية اعترافات لريغي قال فيها إن الجماعة كانت تحصل على دعم أميركي، وردت واشنطن على تلك الاعترافات بأنها مزاعم كاذبة.

وفي بيان بثته وكالة الأنباء الإماراتية يوم الجمعة 26-2-2010، صرح السفير سلطان العلي مدير إدارة الشؤون الإعلامية في وزارة الخارجية الإماراتية أن ما تناولته بعض وسائل الإعلام الإيرانية أول من أمس حول اعتقال المدعو عبدالملك ريغي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد عودته من دبي هو خبر يفتقر إلى أدنى درجات الدقة أو المصداقية.

وقال إن المذكور وبحسب الاسم الذي ظهر على التأشيرة وتناولته وسائل الإعلام لم يدخل إلى الدولة إطلاقاً وإنما توقف في مطار دبي لمدة ساعتين وهو قادم من كابول وفي طريقه إلى قيرغيزستان دون أن يستخدم إذن الدخول فعلاً .

وأكد سلطان العلي حرص الإمارات على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والذي يمثل ركناً " أساسياً" من توجهات السياسة الخارجية للدولة، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية تحري المسؤولين والإعلاميين الدقة والمهنية في تناقل الأخبار قبل الإدلاء بها ونشرها.


عودة للأعلى
وعرضت قناة تلفزيونية إيرانية اعترافات أدلى بها عبدالملك ريغي قال فيها "إن الولايات المتحدة طلبت مساعدته في محاربة إيران مقابل إفراجها عن أعضاء من جماعته". وأضاف "إن عملاء سي آي إيه وعدوه بدعم غير محدود يتضمن قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الإيرانية مجهزة بالأسلحة ومنشآت للتدريب"، حسب محطة "برس تي في" الإيرانية.

وأشار ريغي في اعترافاته إلي أنه كان من المقرر أن يلتقي مع مسؤول استخباري أميركي في قاعدة "ماناس بقرغيزستان" لبحث تفاصيل الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة لجماعته.

وأوضح ريغي في تصريحاته أن المسؤولين الأميركيين شددوا خلال اجتماعاتهم معه على أن إيران هي مشكلتهم الأساسية في الوقت الحاضر وليس تنظيم القاعدة أو حركة طالبان.

وتابع ريغي "إن عملاء سي آي أيه أوضحوا له أن بلادهم، التي تعتبر الهجوم العسكري ضد إيران في الوقت الحالي صعباً، تعتزم دعم أي جماعات إيرانية مناهضة وقادرة على شن حرب في الداخل الإيراني لتقويض البلاد".

وفي أعقاب بث الاعترافات المتلفزة لزعيم جماعة جندالله، وصف متحدث باسم الخارجية الأميركية اتهام بلاده بالتعاون مع "جندالله" بأنها مثيرة للسخرية.

وقال المتحدث الأميركي جان ساليفان في تصريح لمراسل القسم الفارسي لإذاعة صوت أوروبا الحرة في واشنطن بخصوص اتهام بلاده بالتعاون مع جندالله "إن المزاعم حول وجود علاقات بين الولايات المتحدة وجندالله أو أي تنظيم إرهابي آخر في إيران كذب ولا أساس لها من الصحة".
وقال "إن الولايات المتحدة الأميركية منشغلة في مكافحة الإرهاب في كافة أنحاء المعمورة فمن هذا المنطلق لا تدعم أي عمل إرهابي في أي رقعة كانت، لذا فإن أي اتهام لأميركا في هذا المجال مثير للسخرية".


عودة للأعلى
وفي الوقت الذي تناقلت وسائل الإعلام الحكومية تصريحات مختلف المسؤولين الإيرانيين الذين مدحوا بقوة أجهزة الأمن الإيرانية، سلطت وسائل الإعلام المعارضة الضوء على تصريحات السفير الباكستاني التي أدلى بها بعد يومين من إلقاء القبض على عبدالمالك ريغي والتي أكد فها دور إسلام آباد في اعتقال ريغي، الأمر الذي أثار الشكوك حول تصريحات وزير الأمن الإيراني بخصوص قيام "جنود الإمام المهدي السريين" أي عناصر الأمن السرية بالإيقاع بزعيم جندالله دون دعم أطراف استخباراتية خارجية.

وكان السفير الباكستاني لدى طهران محمد بخش عباسي كشف أن عملية اعتقال ريغي لم اكن لتتم لولا التعاون الباكستاني في هذا المجال.

وفي حديث إلى برنامج "بانوراما" الذي تبثه العربية قال متحدث باسم "جندالله" يدعى عبدالرؤوف إن واشنطن كانت قد سلمت عبدالمالك ريغي لطهران. وأضاف "لقد انتقل الزعيم (ريغي) قبل أيام إلى أفغانستان نتيجة للظروف الأمنية الصعبة في المناطق الجبلية لبلوشستان حيث ألقت القوات الأميركية القبض عليه هناك قبل ثلاثة أيام ثم سلمته إلى طهران في إطار صفقة مع الأخيرة".

وقال المحلل السياسي العربي الإيراني موسى الشريفي للعربية في برنامج "بانوراما" "إن التاريخ السياسي لإيران يبين دخولها في صفقات حتى مع أميركا التي تطلق عليها تسمية الشيطان الأكبر"، مشيراً إلى صفقة "إيران كنترا" بين الجانبين أثناء الحرب العراقية الإيرانية، ولم يستبعد تكرارها في تسليم ريغي على حد تعبيره. وعزا ذلك إلى احتمال تبادل السجناء الأميركيين الثلاثة وتسليم بعض عناصر القاعدة الموجودين في إيران.


عودة للأعلى
يذكر أن جماعة "جندالله" التي تقول بأنها تدافع عن الحقوق القومية والمذهبية للأقلية البلوشية في جنوب شرق إيران، نفذت في الأعوام الماضية عدة عمليات مسلحة ضد أهداف حكومية في إقليم بلوشستان".

وأكد بيان الجماعة الصادر بخصوص إلقاء القبض على زعيمها أنها لن تتوقف عن شن الهجمات بالرغم من اعتقال ريغي. وتشير مصادر بلوشية إلى أن الجماعة لديها حوالي 2000 عنصر مسلح في المثلث الجبلي الوعر بين إيران وباكستان وأفغانستان.

وفي آخر علمية انتحارية دموية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في منطقة بيشين سقط 40 قتيلاً بينهم 15 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني ومن ضمنهم الجنرال علي شوشتري نائب القائد العام للقوة البرية في الحرس الثوري.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تتسم بالتعددية القومية والإثنية ويشكل البلوش ثلاثة ملايين نسمة في إقليم سيستان وبلوشستان بمحاذاة بلوشستان باكستان.

العربية نت

0 التعليقات:

إرسال تعليق