ضاحي خلفان: شخص من حماس سرّب تحركات المبحوح


قال لـ"إضاءات": قادرون على اختراق الموساد

 
دبي - العربية.نت
وجّه الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي اتهاماً صريحاً ومباشراً لإسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس داخل أحد فنادق الإماراة في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي، مؤكداً أن لدى شرطة دبي أدلة دامغة، كما أن لديها القدرة أيضاً - لو رغبت- على اختراق مكتب رئيس الموساد الإسرائيلي نفسه.

وقال إن شخصاً ما من حماس قريب من المبحوح هو من سرّب معلومات حساسة عن سفره، وبناء على تلك المعلومات تحركت المجموعة التي تولت عملية التنفيذ.

وجدد خلفان رفضه مشاركة حماس في التحقيق لأن ذلك من أعمال السيادة، وإذا كان لدى حماس المقدرة فعليها البحث عن الشخص الذي سرّب معلومة سفر المبحوح، ونفي خلفان ما روّجت له وسائل إعلام عن تدخل قطري لدي دبي لإغلاق ملف قضية اغتيال المبحوح.

وكشف القائد العام لشرطة دبي في حديث لبرنامج "إضاءات" تبثه "العربية" الجمعة 5-3-2010 عن تفاصيل عديدة حول عملية الاغتيال، نافياً ما تردد عن أن يكون منفذو العملية قد تركوا أدلة يسهل اكتشافها بهدف توصيل رسالة معينة.

وقال إنه على العكس تماماً حاول المنفذون التمويه، مستشهداً أن الغرفة التي تمتّ بها عملية الاغتيال في الفندق وجدت في حالة من الترتيب والنظام التام بما يوهم أن الوفاة طبيعية.

عودة للأعلى
خلفان: منفذي عملية الاغتيال سقطوا في أخطاء ساذجة
وأوضح خلفان في البداية أن شرطة دبي لم تكن تعلم أن هذا الشخص هو المبحوح، مرجعاً السبب في ذلك إلى أنه وجه غير معروف وأيضاً دخل دبي باسم رباعي لا يتضمن اسم العائلة "المبحوح"، مبيناً أنه لو كانت دبي تعلم أن هذا الشخص هو المبحوح ما كانت لتسمح له بالدخول، لأنها تسمح بدخول القيادات السياسية لحماس، ولكنها لا تسمح بدخول أعضاء أو قياديين في العمل السري.

وقال القائد العام لشرطة دبي إن الشرطة في البداية كانت في طريقها لاعتبار أن الوفاة تمت بصورة طبيعية نظراً لعدم معرفة شخصية القتيل وعدم وجود أي شبهات، وأن خيوط القضية بدأت في التكشف بعد أن أبلغ شخص فلسطيني يعرف المبحوح وحاول الاتصال به في دبي مراراً ولم يتمكن، وبعد اكتشاف مقتله أبلغ هذا الشخص أهل المبحوح في غزة بأنه قتل، فاتصل مسؤولون في حماس بشرطة دبي وأبلغوها أن القتيل قيادي في الحركة.

وقال خلفان إنه بعد ذلك تحولت القضية بدرجة 180 درجة وتم تشريح الجثة، وأظهر التشريح أن القتيل تعرض لكتم أنفاسه وللشلل عن طريق الحقن، ونفى ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية عن أن المبحوح تعرض لصدمات كهربائية.

وأوضح القائد العام لشرطة دبي أن منفذي عملية الاغتيال سقطوا في أخطاء ساذجة واستخدموا أساليب تنكّر عفا عليها الزمن، وضرب مثالاً على ذلك بأن الشخص الذي تنكر في زي لاعب تنس، كان واضحاً من شكله أنه ليس رياضياً بالمرة ولم يمارس التنس في حياته وأنه أمضى ساعات في بهو الفندق بهذا الزي مع أنه كان من المفترض ان يتوجه للعب ولا يبقى في الفندق.

عودة للأعلى
الصحفي تركي الدخيل
وشدد خلفان على أن لدى شرطة دبي قاعدة بيانات "مذهلة" وأن مسألة أن تكون الجوازات مزروة غير واردة، مبينا أن منفذي العملية استخدوا نفس الجوازات في
الدخول لدول أوروبية والولايات المتحدة، متسائلا كيف لم تكشف اجهزة الأمن والجوازات بتلك الدول ان تلك الجوازات مزورة.

وقال خلفان إن المنفذين غادورا الإمارات إلى عدة دول مختلفة ومنها عادوا لإسرائيل، وأنه بما يتوافر لديه من أدلة دامغة يوجه اتهاما مباشرا وصريحا للموساد بأنه وراء الجريمة.

وقال إن إسرائيل ارتكبت حماقة بذلك العمل باستخدامها جوازات تلك الدول في تنفيذ العملية، لانها أكدت لاصدقائها أنها دولة مارقة على القانون.

وردا على ماتردد عن تدخل أمير قطر لدى دبي، قال إنه لايتصور ان يكون أمير قطر قد طلب تقليل الضغط على إسرائيل، مشيرا إلى أنه لم يتلق أي طلب من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بشأن تلك القضية.

وأكد القائد العام لشرطة دبي على أن الشرطة تمكنت بعد مرورو 20 ساعة فقط من تلقى البلاغ ومعرفة هوية القتيل من إعداد الصور، وان ذلك بفضل التقنية المتقدمة والخبرة والكاميرات التي قال إنه يوجد في دبي آلاف منها, مشددا على أن تلك الكاميرات تراعى بشكل تام خصوصية الأفراد، مشيرا إلى أنه بعد تلك الجريمة طلبت الشرطة من الفنادق ان تستعين بالكاميرات الذكية.
الفريق ضاحي خلفان
وأعرب خلفان عن الثقة المطلقة في جهاز الأمن في دبي، وتحدى أن يتم تسجيل أي جريمة قتل وقعت، أو قد تقع في الإماراة ضد مجهول ونفى أن يكون دخول هذا العدد لتنفيذ العملية اختراقا لأمن دبي، كما نفى ما تردد عن تهديد دبي لدول اوروبية بوقف استثماراتها إذا لم تتعاون مع الإمارة في التحقيق.

وعن رفض دبي مشاركة حماس في التحقيق، قال خلفان إن هذه مسألة تتعلق بالسيادة ولايجوز مشاركة أطراف خارجية فيها.

وقال إنه إذا كانت لدى حماس معلومات وقدرات فعليها أن تبحث عن الشخص الذي سرب معلومة سفر المبحوح.

وعن المتهم الفلسطيني المعتقل لدى شرطة دبي على ذمة تلك القضية، رفض خلفان أن يفصح عما إذا كان ينتمي لحماس أو فتح، موضحا أن تلك الجزئية لاتعنيه شخصيا منوها إلى أن الاشكاليات الحالية بين فتح وحماس تسبب مشاكل.

وختم خلفان حديثه بالتأكيد على أن الإمارات لا تصلح أن تكون مسرحا لصراعات الأخرين، معربا عن استغرابه من اعتبار إسرائيل أن قتلها لرجل واحد يعتبر انتصارا، قائلا إنه إذا كانت هذه هي إسرائيل، فإنها لا تعرف معنى الانتصار

0 التعليقات:

إرسال تعليق