محللون: نزاع قبلي وسياسي تسبب في أحداث عنف نيجيريا

مؤكدين أن العامل الديني ليس مهماً


يرى محللون أن النزاعات القبلية التاريخية وتلك المرتبطة بالأراضي والاستياء السياسي هي أبرز العوامل المسببة للعنف الذي تشهده بانتظام منطقة جوس في وسط نيجيريا، معتبرين أن العامل الديني ليس مهماً ويحل عادة في المرتبة الثانية.

وقتل 500 على الأقل من قبيلة بيروم وهم مزارعون مسيحيون ليل السبت 6-2-2010، على أيدي رعاة ماشية مسلمين من قبيلة فولاني، وهذه المجزرة هي الاحدث في سلسلة مجازر أوقعت 2000 قتيل على الاقل في المنطقة خلال العقد الماضي.

وتأتي بعد اقل من شهرين على موجة عنف قتل فيها اكثر من 300 مسلم على ايدي مسيحيين في جوس وضواحيها، بالرغم من أن قبيلة بيروم تشكل إحدى أبرز المجموعات الاتنية في ولاية بلاتو، إلا أن رعاة الماشية في الشمال الباحثين عن أراض للمراعي نزحوا على مر السنوات من هذه المنطقة، والتي تقع بين شمال البلاد ذات الغالبية المسلمة والجنوب حيث تقيم غالبية مسيحية، وهذا النزوح أدى الى نزاعات مرتبطة بالاراضي الخصبة جداً في هذه المنطقة.
وقال تاج الدين اكنجي مدير مركز السلام وحل النزاعات في جامعة ابادان (غرب) "انه نزاع بين سكان محليين وبدو رحل له صبغة دينية".

وفي مقابلة مع اذاعة الفاتيكان بثت الاثنين استفاض جون اونايكان رئيس الاساقفة الكاثوليك في ابوجا في الحديث بهذا الصدد قائلاً: "لا يتم الاقتتال بسبب الدين وإنما بسبب مطالب اجتماعية واقتصادية وقبلية وثقافية".

من جهته قال سليمان نيانغ المتخصص في شؤون افريقيا والاسلام في جامعة هاورد في واشنطن "انه نزاع اتني وسياسي وليس له اي علاقة بالدين"، مضيفاً أن "البعض في نيجيريا لا يريد الاستقرار ويقوم بكل انواع المناورات".

وتطرق نائب عن ولاية بلاتو ايضاً الى اسباب سياسية متحدثاً خصوصاً عن استياء المجموعة المسيحية، مبيناً أنه "في كل مرة تحصل فيها انتخابات يفوز الهاوسا (اتنية مسلمة)، يصبح الامر صعباً جداً بالنسبة للاشخاص المتحدرين من المنطقة"، خاصة أنه "ليس هناك أي من المسؤولين الإداريين المحليين من اتنية بيروم "(المسيحية).

وقال اكانجي من جامعة ابادان "هناك شعور بالظلم لدى البيروم الذين يخشون ان تهيمن عليهم اتنيتا الهاوسا والفولاني المسلمتان"، بينما يوضح رئيس اساقفة ابوجا "انه نزاع كلاسيكي بين رعاة ومزارعين لكن الفولاني (المعتدون) كلهم مسلمون والبيروم (الضحايا) كلهم مسيحيون".

وفي منطقة جوس "لا يتقاتل الناس حول حق او اماكن الصلاة" كما قال لطيف اديجبيت احد الناطقين باسم المجموعة المسلمة في نيجيريا، ويخشى مسؤولو المجموعات والمسؤولون الدينيون والسياسيون الان دوامة من الاعمال الانتقامية.

وحذر أبرز حزب معارض الثلاثاء من "الإفلات من العقاب" في المنطقة الذي يؤجج أعمال العنف، في الوقت الذي أعلنت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش" ان اكثر من 13 الفاً و500 شخص قتلوا في اعمال عنف قبلية او دينية في نيجيريا منذ انتهاء النظام العسكري في عام 1999.

وكالات

0 التعليقات:

إرسال تعليق