المغرب يحبط فرار إسلاميين من السجن عبر مجاري الصرف الصحي.. ومطالبات بفتح باب الحوار



فيما طالب حقوقيون مغاربة بفتح حوار مع الإسلاميين بدل الحلول الأمنية، أعلن مصدر في الشرطة المغربية الأربعاء 10-3-2010 أن حراس السجن المركزي في القنيطرة (40 كلم شمال الرباط) أحبطوا محاولة فرار 10 معتقلين سلفيين الثلاثاء.

واستعمل السجناء في محاولة الفرار هذه مجاري الصرف الصحي للوصول إلى باحة السجن قبل أن يحاولوا عبثاً تسلق الحائط بواسط حبال بدائية.

وقال عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير التي تدافع عن حقوق السجناء الإسلاميين الذين حاولوا الفرار عشرة أشخاص، من بينهم "ستة حكم عليهم بالإعدام وأربعة بالسجن ما بين 20 عاماً أو مدى الحياة".

وأضاف أن "هذه الأحكام القاسية صدرت على هؤلاء المعتقلين بتهمة القتل العمد"، مندداً بالشروط الصعبة التي يعيشها السجناء وبرفض إدارة السجون الحوار معهم.

وفي نيسان (أبريل) 2008، تمكن 9 معتقلين سلفيين من الفرار من السجن نفسه من خلال حفر نفق، لكنهم اعتقلوا بعد عدة أيام على فرارهم.


عودة للأعلى

وفي غضون ذلك، دعا حقوقيون مغاربة إلى تفعيل المقاربة التصالحية بين الدولة والمعتقلين الإسلاميين المغاربة في مختلف سجون المملكة معتبرين أن محاربة الإرهاب لا تكون بالمقاربة الأمنية الصرفة بل يجب فتح باب الحوار والمصالحة.

وقال الحقوقي مصطفى الرميد رئيس جمعية "منتدى الكرامة" التي تعنى بحقوق الإنسان في ندوة صحافية "ندعو إلى تفعيل المقاربة التصالحية لأن محاربة ما يسمى بالإرهاب لا يمكن أن يأتي من خلال المقاربة الأمنية الصرفة بل ينبغي أن ينطلق من الحوار والمبادرة التي تؤدي إلى اجتثات الأفكار التي يمكن أن تؤدي إلى أفكار عنفية إرهابية".

وأضاف الرميد بمناسبة تقديم منتدى الكرامة القريب من التيارات الإسلامية المعتدلة لوثيقة المعتقل الإسلامي عبد الوهاب الرفيقي الملقب بأبي حفص أن "معالجة المغرب للملف شابته العديد من الخروقات والمحاكمات الصورية".

وقال إن "هناك العديد من الأبرياء يجب منحهم الحرية في أقرب الأوقات" وأضاف "بقدر ما يوجد إرهابيون يوجد أبرياء حقيقيون".

واعتقلت السلطات آلاف الإسلاميين بعد تفجيرات الدار البيضاء في العام 2003 التي خلفت 45 قتيلاً. ويوجد حالياً نحو ألف معتقل إسلامي على خلفية هذه التفجيرات. ويقول حقوقيون مغاربة وأجانب إن محاكمات الإرهاب شابتها العديد من الخروقات وإن عمليات الاعتقال شهدت انتهاكات مثل الاختطاف والتعذيب.

واعتقل أبو حفص وكذلك حسن الكتاني اللذان يوصفان بالإضافة إلى معتقلين آخرين أنهم من شيوخ "السلفية الجهادية" قبل تفجيرات 16 من أيار (مايو) بالدار البيضاء.

ويرى حقوقيون أن أبو حفص والكتاني زج بهما في ملف تفجيرات الدار البيضاء في حين تعتبرهما السلطات منظرين غذيا العنف معنوياً.

ولم تكن "جماعة السلفية الجهادية" معروفة في المغرب قبل تفجيرات الدار البيضاء. ويرى إسلاميون أنها مصطلح من اختراع المخابرات المغربية للإيقاع بأكبر عدد من المعتقلين الإسلامييين.

ووزعت في الندوة وثيقة أبو حفص التي عنوانها "أنصفونا" ومما جاء فيها "الاعتزاز بالانتساب إلى الإسلام واستنكار العمليات المسلحة في بلاد المسلمين وعدم تكفير مجتمعات المسلمين وعدم معارضة النظام الملكي" القائم في المغرب.

وكان المنتدى قد سبق أن نظم العام الماضي مع منظمة "السلام المسيحي" ندوة عن المقاربة التصالحية تم الاطلاع فيها على تجارب دول أخرى سبقت المغرب في مجال فتح الحوار مع الإسلاميين، ودعت إلى اعتماد المراقبة التصالحية بدلاً من المقاربة الأمنية

العربية نت

0 التعليقات:

إرسال تعليق