أسست منظمة الحشاشين على يد حسن علي الصباح, أو كما يطلق عليه في أخبار الظهور بشيخ الجبل, وهو من طائفة شيعية في خرسان, وقد أدعى أبوه علي الصباح أن أسلافه كانوا من العرب الذين قطنوا مدينة الكوفة في العراق, لكن من يعرفونه كانوا يأكدون أنه فارسي أبا عن جد, ولكي يثبت أهليته الدينية, اعتكف في أحد الجوامع وأرسل إبنه حسن إلى إحدى المدارس العليا التي كان يرأسها الامام موفق, والمذكورعن هذا العالم أن كل تلاميذته كانوا يلتحقون بمناصب عليا في الدولة.
هناك ألتقى حسن بالشاعر والفلكي الفارسي عمر الخيام, ونظام الملك الذي صار فيما بعد رئيسا للوزراء. ونشأت صداقة حميمة بين الثلاثة لدرجة أنهم تعاهدوا أن أول من يصل إلى السلطة يدعم الاثنين الاخرين, وقد ورد ذلك في سيرة نظام الملك. وبعد فترة قصيرة أصبح نظام الملك وزيرا للسلطان ألب أرسلان, سلطان تركيا في بلاد فارس, وسارع لمساعدة عمر الخيام حسب العهد الذي قطعوه سابقا, حيث خصص له راتبا شهريا فحين انغمر عمر الخيام في بحثه العلمي وكتابة رباعياته, أما حسن فقد اعتمد على الانتقال من بلد لاخر بحثا عن فرصة توصله إلى السلطة.
هناك ألتقى حسن بالشاعر والفلكي الفارسي عمر الخيام, ونظام الملك الذي صار فيما بعد رئيسا للوزراء. ونشأت صداقة حميمة بين الثلاثة لدرجة أنهم تعاهدوا أن أول من يصل إلى السلطة يدعم الاثنين الاخرين, وقد ورد ذلك في سيرة نظام الملك. وبعد فترة قصيرة أصبح نظام الملك وزيرا للسلطان ألب أرسلان, سلطان تركيا في بلاد فارس, وسارع لمساعدة عمر الخيام حسب العهد الذي قطعوه سابقا, حيث خصص له راتبا شهريا فحين انغمر عمر الخيام في بحثه العلمي وكتابة رباعياته, أما حسن فقد اعتمد على الانتقال من بلد لاخر بحثا عن فرصة توصله إلى السلطة.
عند وفاة السلطان ارتقى نظام الحكم إلى رئيس للوزراء لدى ولده ملك شاه الذي خلف والده. وهنا ظهر حسن الصباح ليطالب نظام الحكم بتنفيذ وعده وذلك عبر منحه منصبا في البلاط, لكن حسب ماذكره نظام الحكم في مذكراته, خيب حسن الصباح ظنه حيث قال ( لقد نجحت في تعينه وزيرا في البلاط وذلك بناء على التوصية التي قدمتها بشأنه إلا أنه برهن بأنه إنسان زائف ومنافق وأناني, شأنه في ذلك شأن والده, لقد كان ذكيا فقد حاول الظهور بمظهر الانسان النقي الذي لم يكنه, وخلال فترة قصيرة تمكن من سلب عقل الشاه).
فقد تمكن حسن من الحصول على ثقة الشاه الصغير السن معتمدا على ماتلقنه من والده من أساليب الطائفة الاسماعلية, وهنا حاول التخلص من نظام الحكم, فاستغل أول فرصة له حين طلب الشاه سجلا لايرادات ومصروفات الامبراطورية, فكان جواب نظام الحكم انه موضوع يستغرق سنة على الاقل, هناك إدعى حسن الصباح أنه بإمكانه إنجاز العمل خلال أربعين يوما, ونجح في تقديم المعلومات المطلوبة في الوقت المحدد, مما جعل نظام الحكم يفكر في قتله لولا عشرة الدراسة التي حالت دون ذلك, لكنه نجح في إيجاد أخطاء في سجل الايرادات والمصروفات, وكانت معها نهاية حسن الصباح حيث نفاه السلطان إلى خارج البلاد فاتجه إلى أصفهان وهو عازم على جمع أتباع والرجوع للانتقام, ويبدو أنه اكتشف الوسيلة, فسافر إلى مصر حيث لجأ إلى إحدى الخلايا التي تبشر بتعاليم الاسماعلية,حين أدرك جوانب القوة في تلك التعاليم.. حيث ركز على وسائل تحويل الاتباع إلى المؤمنين مخلصين ومتعصبين, وأستطاع ابتكار خطة وأسلوب جديد للسيطرة على أتباعه, فقد أدرك كذلك العيوب في الطريقة الكلاسكية للطائفة الاسماعلية, فليس كافيا قطع وعد للناس بالجنة والسعادة الابدية, فقرر خلق تلك الجنة لهم وتقريبهم من مشاعر السعادة التي يوعدون بها.
فأنشأ جنته في واد جميل يقع بين جبلين شاهقين, شيد بذاخلهما حدائق مليئة بالفواكه اللذيذة والقصور المزينة بالذهب والجواهر المزيفة, وأنشأ قنوات مليئة بالعسل واللبن والخمر. كما جلب بذاخلها جواري فاتنات ومحترفات في العزف والغناء والرقص, ودربن على أغاني الغزل والسعادة, وكان لايسمح لهن بالخروج من تلك القصور أبدا. وإبتكر هندسة ذكية للمكان لإخفاء تلك الجنة عن العيون فلا يمكن لأحد دخولها إلا عبر ممر سري.
وبدأ حسن بجدب فتيان مابين الثانية عشر والعشرين من العمر, وخاصة من القرى وضواحي المدن حيث يختار كل من رأى فيه قابلية لان يكون مجرما وقاتل.
وعبر المجلس الذي يعقده كل يوم, كان يتحدث عن مباهج الجنة, وفي أحيان كثيرة يوضع مخدر في شراب الفتيان الذين يحملون في نصف وعيهم إلى جنته الاصطناعية, وحين يفيقون يجدون أنفسهم بكل حواسهم في الجنة وبكل التفاصيل التي ذكرها حسن الصباح.. فيتعلقون بذلك المكان ولا يتخيلون أنفسهم بعيدين عنه, وبعد مرور بضع أيام, يتم تخديرهم ونقلهم إلى نفس المكان الذي حملوا منه أول مرة, فيتحدثون أمام الحاضرين الجدد عن ماشهدوه في الجنة, وعن رؤيتهم الصالحين الذين يبشرون بحسن الصباح في الجنة, فيقول حسن, (لدينا تأكيدات من نبينا أنه من يدافع عن سيده مهدي آخر الزمان فسيدهب إلى الجنة, وإذا أخلصتم لي فتلك الجنة ستكون لكم)..
وقد حاول الكثير منهم الانتحار والذين نجوا منهم قالوا بأن طاعة حسن الصباح تهبهم مفتاح الجنة. فقد كانت طريقة حسن تنجح مع كل الخلفيات الثقافية و الطبقات الاجتماعية. وتضاعف عدد الاشخاص المؤمنين بحسن من الذين أحسوا تلك الجنة بحواسهم في حالة التخدير.
وقد أستعمل حسن الصباح بجانب جنته, أمور دجل أخرى كان من بينها ما ذكره عبد الرحمن الدمقشي في كتابه (فن الدجل), حيث قال (كان لحسن حفرة ضيقة عميقة وغارقة في أرضية القاعة التي يستقبل فيها الناس, وكان أحد مريديه يقف في تلك الحفرة, بحيث لايشاهد إلا رأسه وعنقه وكانت توضع حول العنق صحن مدور مؤلف من قطعتين متساويين ويوجد ثقب في وسط ذلك الصحن المعدني, ولقد كان الشيء يعطي الانطباع بأن هناك العديد من الرؤوس موجودة على أرض القاعة ولاجل إضافة شيء من الواقع القابل للتصديق..)
وهنا يأمر التابع له في الحفرة بوصف ما شاهده, فيجيب المريد واصفا الجنة, فيجيب حسن ( لقد شاهدتم رأس رجل ميت تعرفونه جيدا, ولقد جعلته يتكلم بلسانه).. وبعد ذلك يقطع الرأس بكل غدر ويرمى في مكان عام حتى يراه الناس ويصدقوا أنهم كانوا بصدد سماع شاهدة لرأس ميت!!
فحسن إستطاع بهرطقته ودجله أن يؤسس أقوى منظمة إرهابية شهدها التاريخ, بدءا باللعب على نفسية الوالي في القاهرة عندما وصل إليها منفيا من طرف السلطان, فوجد نفسه في السجن الذي لم يلبث فيه طويل, فهناك صومعة في سجن إنهارت فجأة مما جعل الوالي يصدق هرطقة حسن الذي لم يكف عنها وهو في سجنه مكررا أن العناية الالهية ترعاه.. فأخرجه السطان مع كم من الهدايا النفيسة التي كانت ما ممول جنته الاصطناعية, ولم يكف طوال رحلة العودة في إستغلال كل حادث قدري لكي ينسبه لرضاه أو غضبه على المحيطين من حوله, محافظا بشكل عجيب على أعصابه مهما كانت أهمية ذلك الحادث, إلى أن تمكن من جمع أتباع لابأس بهم, أوكل لهم مهمة تشكيل خلايا في أماكن تواجدهم وحيث تعمل بنفس آلية معسكرات التدريب الفاطمية في القاهرة.
إلى أن وصل إلى العراق, حيث أقنع أصحاب المنطقة التي اختارها لقلعته بالايمان بمعتقده, وكان هدفه كل أصحاب السلطة والوجاهة في العراق, حيث نجح في ضمهم إلى أتباعه, وبعدها شيد قلعة علموت في منطقة جبلية وعرة, وخلال سنة واحدة فقط استطاع أن يسيطر على جيش, يفوق جيش الوالي, حيث حول سكان المناطق والقرى المجاورة له إلى عمال وجنود مخلصين له, لايتحركوا أو يترجعوا إلى بأوامره.
وبعد عامين من ذلك طعن نطام الملك بيد أحد أتباع حسن الصباح.. وبعدها مات الملك مسموما بعد أن أرسل جيوشه لمحاربة حسن الصباح, وهناك تفرقت الدولة إلى مليشيات تتصارع على السلطة, مما جعلهم لقمة سائغة في يد حسن, الذي استخدم أسلوب الاغتيالات السياسية بخناجر مسمومة تكون غالبا من أحد حرس تلك الشخصيات الذين صاروا بطريقة ما من أتباع الحشاشين.
وبسيطرته على العراق وفارس, بجيش من الاتباع (المرتدين للبياض ومتمنطقين بالاحمر وبقبعات وأحذية حمراء), أصبح لحسن علاقات خارجية مع أوروبا, حيث كان ينفذ مهام التنظيف بدلا عنهم, من خلال عمليات إنتحارية لأتباعه, الذين دربوا على ذلك من خلال أساليب التخفي والوصول إلى أهداف الاغتيال وكذلك اللغات وآداب الرهبان والتجار وتمثيل كل العادات لمختلف الثقافات الموجودة آنداك, لتمكينهم من التخفي الجيد. وبعد تنفيذ مهمتهم بخناجرهم المسمومة يطعنون أنفسهم!!! ومع هذا لم يتوقف عن شن الهجمات ضد الصلبين لضمان تأييد العامة له, رغم علاقته المتميزة مع جماعة فرسان الهيكل الصلبية!!
وبعد أربعة وثلاثين سنة من سيطرته على منظمة الحشاشين, من حجرة ذاخل قلعة علموت لم يغادرها إلا مرات قليلة, كان لزاما عليه أن يخطط لإستمراره حتى بعد موته. فلم يكن له وريث بعد مقتل ولده الاكبر ووفاة الاصغر بسبب إدمانه للخمر, فاستدعى مساعديه حيث أسند لاحدهما يدعى كيا الامور الروحية, وأسند لمساعده أبا علي القزويني الشؤون العسكرية.
بعدها خرج من غرفته عبر ممر سري تاركا وراء خفيه, حتى يوهم أتباعه أنه رفع إلى السماء وسيعود عند نهاية العالم, وهذا يعني في العقيدة الاثنى عشرية, تواجده الروحي مع أتباعه!!
ورغم أن منظمة الحشاشين شهدت زعماء عديدين طوال تواجدها الرسمي قبل نهايتها كتنظيم علني على يد جيوش هولاكو المغولية, إلا أنهم لم يكونوا أقل جنونا من مأسسها, فمعظمهم إدعوا النبوة والباقين إدعوا الالوهية!!
لكن يبقى حسن الصباح المنظر الفعلي لمفهوم الارهاب, بمفهومه التنظيمي ومصطلحاته وأيديولوجيته.. لقد كان أول من أسس مفهوم الانتحاري الموجه وأطلق عليه إسم الفدائي (بعد ظاهرة الساموراي الذي يعتبر إنتحاري مخير كمحارب ياباني ينهي حياته بإختياره بشرف وهذا ما ألهم الطيارين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية), وكان حسن أول من أسس شكل الخلايا الارهابية والتي عادت للظهورعلى السطح في أماكن وأزمنة مختلفة وحتى حافظت على استراتجية حسن التنظيمية, من خلال تشكيله لخلايا فدائية يتزعم كل منها شخص مستقل يدعى أمير الجماعة, كما قلص درجات الانتماء إلى سبعة, وجعله الرقم المنظم في منظمته بعد أن كانت عند الفاطمين تسع درجات, واهتم بشكل المكلفين بالاستقطاب حيث كان يعتمد الدقة فيهم, وفراستهم في الالمام بسيكولوجية الاخريين, وقدرتهم على تمييز الاشخاص المناسبين لضمهم إلى التنظيم..
فكانت أول قاعدة يلتزم بها المبشر هي عدم زرع بدور في الصخر.
القاعدة الثانية هي إختيار الوسيلة المناسبة للتقرب إلى الاشخاص المناسبين لزرع تلك الافكار بالمديح وكل عمل يعطي ذلك المستهدف ثقته للمبشر.
أما القاعدة الثالثة هي زرع بدور الشك في أذهان المستهدفين عبر تزويده بمعارف واسعة وجديدة.
والقاعدة الرابعة, قسم لأولئك المستهدفين بعدم تفريط بالحقائق التي ستكشف إليهم.
وفي المرحلة الخامسة يتم تأكيد أن المنظمة لها قوة ونفوذ بدعم من شخصيات مهمة.
بعدها يتم تطويع المرشح إلى خلق أفكاره وأراءه الشخصية التي تخرج على الايديولوجية الخاصة بالمنظمة, وهنا يطلب من العضو التأمل في الايات التي تذكر الجهاد في القرآن, وحديث الرسول محمد (ص) الجنة تحت ظلال السيوف, بعدها يتم حشو أفكاره بكل المعاني المجازية للأيات معينة في القرآن الكريم.
أما القاعدة الثالثة هي زرع بدور الشك في أذهان المستهدفين عبر تزويده بمعارف واسعة وجديدة.
والقاعدة الرابعة, قسم لأولئك المستهدفين بعدم تفريط بالحقائق التي ستكشف إليهم.
وفي المرحلة الخامسة يتم تأكيد أن المنظمة لها قوة ونفوذ بدعم من شخصيات مهمة.
بعدها يتم تطويع المرشح إلى خلق أفكاره وأراءه الشخصية التي تخرج على الايديولوجية الخاصة بالمنظمة, وهنا يطلب من العضو التأمل في الايات التي تذكر الجهاد في القرآن, وحديث الرسول محمد (ص) الجنة تحت ظلال السيوف, بعدها يتم حشو أفكاره بكل المعاني المجازية للأيات معينة في القرآن الكريم.
لكن يظل هناك عنصر مهم في هذا السلم الارتقائي, وهو نبتة "الحشيش والافيون" التي أخدت المنظمة إسمها, أي لابد من مصاحبة تلك العملية بعامل يعود الدماغ على نشوة معينة تصبح جزءا مهما لفصل الشخص عن واقعه العادي أو طبيعته المعتادة كشرطية مهمة لتحريك مشاعره وحصرها في جهة معينة.
وبنجاحه يكون قد أجتاز المرحلة السادسة, وفي هذه المرحلة بالذات يتم تأسيس فكر جديد للعضو الذي يتوقع منه أن يعتمد على ذكائه ومعارفه التي اكتسبها ذاخل الجماعة للتحرك الذاتي والمستقل عند استلامه أي مهمة, مع التقيد بسياسة الجماعة والحفاظ على مصالحها.
أما المرحلة السابعة, فهي الطموح في الارتقاء في السلم العسكري للمنظمة وشغل مناصبها العليا عبر العمل الجاد.
وبنجاحه يكون قد أجتاز المرحلة السادسة, وفي هذه المرحلة بالذات يتم تأسيس فكر جديد للعضو الذي يتوقع منه أن يعتمد على ذكائه ومعارفه التي اكتسبها ذاخل الجماعة للتحرك الذاتي والمستقل عند استلامه أي مهمة, مع التقيد بسياسة الجماعة والحفاظ على مصالحها.
أما المرحلة السابعة, فهي الطموح في الارتقاء في السلم العسكري للمنظمة وشغل مناصبها العليا عبر العمل الجاد.
وتعتبر تعاليم الحشاشين وطرقهم, المرجع الاساسي للجمعيات السرية التي نشأت في أوروبا كجماعة فرسان الهيكل, وجمعية يسوع وجماعة الدومنيكان الشرسين وجماعة الفرانسيسكان المعتدلين, وجماعة البناءين التي تفرعت عنها الماسونية.
فحسب المستشرف (أس أمير علي) أن الصلبيين كانوا على إطلاع بتعاليم الحشاشين وأسرارهم الكثيرة, وكانت الاساس لتشكيل العديد من الجمعيات السرية والدينية والعلمانية في أروبا من خلال إستعارتهم مفاهيم الحشاشين من خلال تطابق طرقها مع طرق تلك الجمعيات في الإستقطاب العضو وتدرجه في سلم الارتقاء والسيطرة على الاتباع المخلصين.
ورغم أن منظمة حسن قد أنتهت مند 600 سنة إلا أن كل الشواهد تقول العكس, فقد تسبب تشتيتهم في بناء جماعة متفرعة عنها بزعماء جدد مع التطوير المستمر لأساليبهم, في كل من الهند وإيران وأفغانستان وسوريا, واليمن. فكل تقارير المستشرقين والبعثات الدبلوماسية الاروبية إلى بداية القرن الماضي كانت تؤكد إستمرار المنظمة في نشاطها وحتى وجود علاقات تواصل سرية من بلد إلى آخر.
ففي القرن الثامن عشر أكد القنصل البريطاني في حلب (سوريا) وجود الجماعة ويبدو أن الاوروبين في ذلك التاريخ كانوا يعلمون خطورة مثل تلك التنظيمات أكثر من العرب الذين لم يهتموا خلال التواجد العثماني بالرجوع إلى التاريخ وفهم عبره, فقد قال القنصل في أحد رسائله محذرا : (أكد بعض المؤرخين بأن التاتر تمكنوا من القضاء على جماعة الحشاشين في القرن الثالث عشر إلا أنني تمكنت من التأكد من خلال وجودي في هذه المنطقة, من أن بعض عناصرها ماتزال تعيش في الجبال المحيطة بنا).
وحتى في كتب الرحلات, فقد أشار إبن بطوطة في كتابه عن تواجدهم متحصنين في مقراتهم السابقة بعد أن أعادها إليهم السلطان المملوكي جزاءا لبلائهم في مساعدته في حربه ضد التاتر, وبعدها صاروا تنظيما للمرتزقة لكل من يريد التخلص من خصومه السياسين.
فحسب المستشرف (أس أمير علي) أن الصلبيين كانوا على إطلاع بتعاليم الحشاشين وأسرارهم الكثيرة, وكانت الاساس لتشكيل العديد من الجمعيات السرية والدينية والعلمانية في أروبا من خلال إستعارتهم مفاهيم الحشاشين من خلال تطابق طرقها مع طرق تلك الجمعيات في الإستقطاب العضو وتدرجه في سلم الارتقاء والسيطرة على الاتباع المخلصين.
ورغم أن منظمة حسن قد أنتهت مند 600 سنة إلا أن كل الشواهد تقول العكس, فقد تسبب تشتيتهم في بناء جماعة متفرعة عنها بزعماء جدد مع التطوير المستمر لأساليبهم, في كل من الهند وإيران وأفغانستان وسوريا, واليمن. فكل تقارير المستشرقين والبعثات الدبلوماسية الاروبية إلى بداية القرن الماضي كانت تؤكد إستمرار المنظمة في نشاطها وحتى وجود علاقات تواصل سرية من بلد إلى آخر.
ففي القرن الثامن عشر أكد القنصل البريطاني في حلب (سوريا) وجود الجماعة ويبدو أن الاوروبين في ذلك التاريخ كانوا يعلمون خطورة مثل تلك التنظيمات أكثر من العرب الذين لم يهتموا خلال التواجد العثماني بالرجوع إلى التاريخ وفهم عبره, فقد قال القنصل في أحد رسائله محذرا : (أكد بعض المؤرخين بأن التاتر تمكنوا من القضاء على جماعة الحشاشين في القرن الثالث عشر إلا أنني تمكنت من التأكد من خلال وجودي في هذه المنطقة, من أن بعض عناصرها ماتزال تعيش في الجبال المحيطة بنا).
وحتى في كتب الرحلات, فقد أشار إبن بطوطة في كتابه عن تواجدهم متحصنين في مقراتهم السابقة بعد أن أعادها إليهم السلطان المملوكي جزاءا لبلائهم في مساعدته في حربه ضد التاتر, وبعدها صاروا تنظيما للمرتزقة لكل من يريد التخلص من خصومه السياسين.
أما القنصل الفرنسي في حلب فقد أكتشف في سنة 1810م تواجدا لجماعة الحشاشين في باريس يعترفون بزعيم روحي يقال عنه أنه من أحفاد الزعيم الرابع لقلعة علموت عاش في قرية كيك التي تقع بين أصفهان وطهران, وأن أتباعه الذين كان يطلقون عليه خليل الله, كانوا يتقاتلون فيما بينهم للحصول على قلامة أظفاره عند تقليمها ويعتبرون المياه التي يغتسل بها مقدسة, ولم تكن تلك الجماعة التي كان يقصدها القنصل إلا جماعة البهرة أو مايطلق عليها المكارمة في اليمن.
وتوجد أدلة كثيرة عن إستمرار المنظمة بنشاطها السري عبر طائفة البهرة في أرشيفات البريطانية والفرنسية التي صارت في متناول الجميع في هذا الوقت..
0 التعليقات:
إرسال تعليق