أطمئنوا.. كلنا لن نحصل على تأشيرة لبريطانيا!!


عندما قرأت مقالة حسن النجمي, بحثت بسرعة إرسالها إلى صديقتي في المغرب والتي تعاني مند أشهر للحصول على تأشيرتها للحاق بزوجها المقيم بالمملكة البريطانية, حتى تعلم أن تجربتها لم تكن فردية.
لم يمر الكثير على يومها الضاحك بالقنصلية البريطانية بالدارالبيضاء.. حينها علقت على الموضوع بدون تفكير: " لو كنت مكانك لسحبت الملف بإستعراضية وأجبت صاحبة الحسن والدلال أنني فوق أرض مغربية ولن أقبل بإهانتي ولتذهب هي وتأشيرتها وسفارتها إلى الجحيم (مع الاشارة أن تلك الموظفة مغربية الجنسية)!!

كل ما نقلته لي صديقتي عن الاجراءات الامنية.. يحدث بعنصرية من فكر في تلك الاجراءات.. وكأن تلك القنصلية ليست على أرض مغربية ودولة مؤسسات.. إنما فوق نيجيريا أو أفغنستان!!

تصورا معي مثلا بعد أن يتم تفتيشك وسحب كل ما يحدث صوتا من جيوبك وحدائك و.., ثم تترك كل متعلقاتك عند البوابة ولا تحتفظ إلا بالملف الذي يجب أن تسلمه للموظفة التي وراء الزجاج, بطريقة مدلة وكأننا كائنات معدية!! يطلب منك رمي الملف في سلة يتم سحبها من وراء ذلك الزجاج.. لتجد نفسك أمام موظفة قليلة لياقة وأدب وتفنن في إهانتك إما بحركات جسدها أو بما يخرجه لسانها!!
لكن عندما قرأت أسئلة الاستمارة التي أرفقها الشاعر حسن نجمي مع مقالته.. أيقنت أننا جميعا إنشاء الله لن نذهب إلى بريطانيا ولن نحصل على تأشيرتها يوما, وإن عمت هانت!!
فمثلا صديقنا الشاعر لا يعلم أن طلب القهوة بالحليب في تجمع للبريطانيين عيب كبير.. لا تستغرب فأنا كنت مخدوعة كالكثيرين حين نقرأ عن الثقافة الانجليزية, ونجد أن المشروب المفضل والشعبي لدى البريطانين هو الشاي!!

وكم كان حرجي كبيرا حين دعيت إلى النادي البريطاني بصنعاء بصحبة صديق فرنسي, وطلبت بكل تلقائية قهوة بالحليب.. تصورا معي تلك القروية في باريس.. لقد عوملت مثلها, ليس بإستعلاء فقط بل وبحذر وريبة أيضا!! لقد أكتشفت بصدمة التجربة أن المشروب الشعبي والمفضل لدى البريطانيين هو شراب الشعير (البيرة)!!

لكي أثبت لكم أننا لن نحصل على تأشيرة إلا إذا تبرأنا من قناعتنا وملئنا تلك الاستمارة بالكذب.. سنحاول جميعا أن نجيب عليها دون كذب!! والاسئلة كالتالي :


أسئلة إرهابية من استمارة السفارة المذكورة:

س- هل لديك قناعات إجرامية في أي بلد؟

ج- أحيانا.. أتعمد رشوة أحدهم, وكلنا فعلنا ذلك بقصد أو بغير قصد ولدينا قناعة بذلك!!


س- هل سبق لك أن قمت بعمل إجرامي في بلد ما والذي لم تتم محاكمتك بعد في شأنه؟

ج- كثيرا.. أولها شرائي لأقراص كمبيوتر مقرصنة وعدم إلتزامي بقانون السير!! وكلنا نفعل ذلك..

س- في وقت السلم أو الحرب، هل سبق لك أن كنت متهما بتورطك في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو عملية إبادة إنسانية؟

ج- هذا السؤال لا يخصنا.. نحن مجرد مواطنيين!!

س- هل سبق لك أن شاركت أو دعمت أو شجعت عملا إرهابيا في بلد ما؟

ج- نعم.. سبق أن شاركت في مظاهرة ضد حرب الخليج وشتمنا الحلفاء وأيدنا صدام.. مع العلم أني ساعتها لم أتمم 13 بعد من عمري, إلا أنني حسبت من مؤيديه قبل أن يصنف كإرهابي ومجرم حرب.. لكنني أؤيد دولة الكويت الديموقراطية حاليا!!

س- هل سبق لك أن كنت فردا في جماعة إرهابية أو تدعم أي جماعة متورطة في الإرهاب؟

ج- نعم أدعم حزب الله.. معنويا!! مع علمي أنه مصنف كحزب إرهابي!! والكثيرين غيري يدعمون حماس .. أما أنا فلا.. فهل يشفع لي هذا للحصول على تأشيرة!!


- هل سبق لك أن صرحت بعبارات تدعم وتمجد أي عمل إرهابي أو أعمال عنف؟


كثيرا.. دعمت خاطفي الاجانب في اليمن قبل 2009 ورأيت أنهم وسيلة مهمة لتشجيع سياحة الخطف.. لكنني توقفت عن ذلك بعد أن أعتزل رجال القبائل مهمة التنشيط السياحي وتسلمها بعدهم قطاع الطرق!!


- هل سبق أن أقحمت في أي نشاط يبين أنك إنسان ذو سلوك سيء؟

نعم.. شاركت في تفريطات نسائية, وأجبرت على تخزين قات 12ساعة دون توقف!!
إليكم مقالة حسن النجمي مع تحياتي الخالصة له وتأيدي لموقفه المشرف..

__________________________________
الشاعر حسن النجمي ممنوع من دخول بريطانيا

جريدة المغربية/حسن النجمي


لم يتمكن الشاعر المغربي، حسن نجمي (وهو أيضا مدير الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الثقافة)، من الدخول إلى إنجلترا لحضور تظاهرة ثقافية، وجهت إليه دعوة بشأنها من طرف الجهة المنظمة.

أما السبب، فيعود إلى تعقيدات واجهت الشاعر في الحصول على التأشيرة، واعتبر نجمي أن الاستمارة، التي قدمت إليه في سفارة بريطانيا بالرباط، تتضمن أسئلة "إرهابية"، وأورد نماذج منها، في رسالته التالية:


على إثر الدعوة الكريمة، التي تلقيتها للمشاركة في مهرجان ليدبري الشعري بإنجلترا، والمساهمة بقراءات شعرية يوم 13 يوليوز2009 في مكتبة "لندن ريفيوبوكشوب"، تقدمت إلى سفارة المملكة المتحدة في الرباط، للحصول على تأشيرة دخول، بعد أن حصلت على موعد عبر الإنترنيت ليوم 18 يونيو2009، وملأت - بطبيعة الحال – الاستمارة الغبية وغير الأخلاقية*، وصَحبتُ معي أوراقي الثبوتية الكاملة (دعوة الجمعية البريطانية الداعية، جواز السفر، شهادة العمل كمدير للكتاب بوزارة الثقافة، شهادة الأجرة...).

فوجئت بالسيدة المكلفة، من وراء حاجز الزجاج، تعتبر جواز سفري غير صالح ليحظى بتأشيرة الإنجليز، لأن " مدة الصلاحية المتبقية فيه هي خمسة أشهر فقط، وينبغي ألا تقل هذه المدة عن ستة أشهر". شكرتها، وقمت بإجراءات تمديد الصلاحية إلى خمس سنوات إضافية ( تنتهي بتاريخ 24 يونيو 2014 ).

عدت إلى الأنترنيت بحثا عن موعد جديد، وكان أقرب موعد ممكن هو 10 يوليوز 2009، وهو موعد سفري إلى لندن ومنها إلى ليدبري ، مكان المهرجان (200 كلم عن العاصمة البريطانية، كما علمت).

ولأن الآلة العجيبة لا تقبل التفاوض حول تغيير المواعيد، أجرينا في وزارة الثقافة- حيث أشتغل- الاتصال مع الملحق الثقافي البريطاني، ومع بعض الزملاء في المركز الثقافي البريطاني، وجرى تحديد الموعد ليوم 29 يوليوز2009 .

إلا أنني فوجئت بعدم وجود اسمي عند المدخل، ما اضطرني إلى بذل الجهد، عبثا، لشرح الأمر للحرس الخاص، إلى أن تفضل أحد الإخوة المغاربة العاملين في السفارة بالتدخل ، بعد أن صادف خروجه وجودي بباب السفارة.

وحين دخلت، ووجهت بضرورة تبيان وضعيتي المالية، وتقديم وثائق بنكية.

قلت، الأمر سهل، فقط ليسمح لي بالدخول في اليوم نفسه، أو صباح اليوم الموالي، فقالت السيدة المكلفة بأن عليّ أن " أفعل ما فعلته اليوم للدخول!".

أخبرت رؤسائي في الوزارة، وهذه المرة قامت السيدة وزيرة الثقافة مشكورة بإرسال رسالة في الموضوع إلى السيد سفير بريطانيا في الرباط مصحوبة بوثيقة (أمر بمهمة، على اعتبار أن الأمر يتعلق بسفر وفد من الشعراء المغاربة –وأنا أحدهم- لتمثيل المغرب في مهرجان شعري دولي، لكن سكرتيرة السيد السفير، التي أكدت توصل السفارة بالوثيقتين ، عادت تخبرنا بأن "السفير لا يتدخل في شؤون التأشيرة، وأن السفارة أوكلت هذا الأمر لشركة خاصة!".

وأوضحنا لها بأن الأمر لا يتعلق بطلب تدخل للحصول على تأشيرة ليست من حقنا قانونيا، وإنما فقط لتقريب الموعد، حتى لا يظل هو عاشر يوليوز (الذي يصادف يوم السفر).

على كل حال، أود أن اعتذر اعتذارا صادقا لمنظّمي مهرجان ليدبري الشعري، وللمكتبة اللندنية الكبيرة وبالأخص للصديقين العزيزين، ماركريت أوبانك، وصمويل شمعون، اللذين أشرفا على استضافة المغرب الشعري كضيف شرف في هذا المهرجان بعد مشاركة لبنان و سوريا على التوالي في الدورتين الماضيتين.

دون أن أنسى الشاعر والمترجم سنان أنطون الذي بذل جهدا في ترجمة مجموعة من قصائدي خصيصا لهذه المناسبة، كما تقتضي المسؤولية الأخلاقية والحقوقية أن أدين هذا التصرف المهين من جانب سفارة بريطانيا وسفيرها ومسؤوليها القنصليين.

وأود أيضا أن أؤكد أنني لن أزور بريطانيا طالما لم يجر احترام كرامتنا كبشر، كمغاربة و كشعراء، خصوصا بعد هذا السلوك المتعجرف، وبعد أن انحطت القيم الثقافية والحضارية والإنسانية لبريطانيا إلى هذا المستوى.على سبيل التّذكُّر وفي السياق نفسه، أود أن أستعيد – هنا والآن – موقف الشاعر الأميركي الكبير روبير كيللي.

كنا دعوناه سنة 1999 إلى المشاركة في المهرجان العالمي للشعر بالدارالبيضاء، وظل يتردد بحثا على مكتب شركة النقل الجوي المغربية لتسلم تذكرة السفر ( وكانت التذكرة ضمن بضع تذاكر متبرع بها لفائدة بيت الشعر في المغرب). وحين تعب، اعتذر عن المشاركة متأسفا ومتألما، وقال لنا عبر الهاتف:

" أنا شاعر، ومهنتي هي الأشتغال على الإشارات، وتلقيت إشارة سيئة!".

ولم يأت إلى الدار البيضاء. وسوف لا أسافر إلى لندن مع اعتذاري الكبير.()

أسئلة إرهابية من استمارة السفارة المذكورة:
- هل لديك قناعات إجرامية في أي بلد؟
- هل سبق لك أن قمت بعمل إجرامي في بلد ما والذي لم تتم محاكمتك بعد في شأنه؟
- في وقت السلم أو الحرب، هل سبق لك أن كنت متهما بتورطك في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو عملية إبادة إنسانية؟
- هل سبق لك أن شاركت أو دعمت أو شجعت عملا إرهابيا في بلد ما؟
- هل سبق لك أن كنت فردا في جماعة إرهابية أو تدعم أي جماعة متورطة في الإرهاب؟
- هل سبق لك أن صرحت بعبارات تدعم وتمجد أي عمل إرهابي أو أعمال عنف؟
- هل سبق أن أقحمت في أي نشاط يبين أنك إنسان ذو سلوك سيء؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق