السيد إمام وشهرته الدكتور فضل


من هو السيد إمام؟ :
هو السيد إمام بن عبد العزيز الشريف، ويمتد نسبه من جهة الوالدين إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد في الثامن من آب (أغسطس)1950 م (الموافق 22 شوال 1369 هـ) في مدينة بني سويف جنوب القاهرة..
نشأ في أسرة محافظة عرف عنه الالتزام الديني والتفوف الدراسي.بعد إتمامه دراسته الإبتدائية والإعدادية في بني سويف التحق بمدرسة المتفوقين الثانوية النموذجية في عين شمس في القاهرة (داخلية) في 1965، وكان من أوائل الجمهورية (13) في الثانوية العامة 1968 مما خوله الالتحاق بكلية الطب جامعة القاهرة، وتخرج منها عام 1974 بتفوق، وعُين بعدها في قسم الجراحة في الكلية نفسها (قصر العيني) حيث تعلم مهنة الجراحة على يد جهابذة الجراحة في مصراتهم في قضية تنظيم الجهاد الكبرى في 1981 (اغتيال الرئيس أنور السادات) فاضطرر للسفر عام 1982 وعمل فترة قصيرة في الإمارات، ثم سافر للخدمة الطبية في الجهاد الأفغاني عام 1983 حتى 1993, إلى أن أبعدت باكستان المجاهدين العرب فانتقل إلى السودان عدة أشهر، ثم إلى اليمن عام 1994، وعملت جراحاً فيها حتى اعتقلت هناك في 28/10/2001 في أعقاب أحداث 11-9-2001 حيث سلمته السلطات اليمنية إلى مصر في 20-2-2004، ولايزال إلى الان في أحد السجون المصرية.

كان مهتما بالإسلام كنظام عام فبدأ بقضية الإخوان المسلمين عام 1965، حيث كان كثير المطالعة في هذا الشأن, حين رأى أن الإسلام هو نظام عام لكل شيء في الحياة وليس مجرد شعائر تعبد شخصية، ورغم أنه لم يلتق أحدا من جماعة الإخوان الذي كان معظمهم تحت رهن الاعتقال أيام الحكم الناصري، ولم يطالع أياً من كتبهم الممنوعة في فترة شبابه، فقد أستطاع أن يكون فكرا خاصا به قريبا من فكر الاخوان مع توسعه في إطلاعه الديني حتى صارت الحصيلة ضخمة والتي ساهم فيها أسلوب البحث العلمي الذي أقترن بتخصصه .
ويقول سيد إمام ( كنت أدرس الموضوع الواحد في مصادر عدة لجمع أطرافه وكشف غوامضه، وكنت ألجأ إلى بعض المشايخ كل حين للتثبت من فهمي لما قرأت أو للاستفسار أحياناً.)
وهكذا كون قناعته من خلال دراسته للشريعة والتاريخ الاسلامي أن تطبيق الشريعة الإسلامية هو سبيل إصلاح البلاد، وتاريخ المسلمين.
ويذكر عنه أنه لم يلتحق بأي جماعة أو جمعية إسلامية قائمة إذ كان يرى في مناهجها إما نقصاً وقصوراً وإما خطأ وفساداً. لكن الصدفة ورطته في نشاطاتها وأجبرته على الهروب من مصر 1982 .
بداية نشاطه السري :
والبداية كانت حين تعرف على أيمن الظواهري في 1968 الذي كان زميل دراسة في كلية الطب، حيث جمعته به نقاشاتهما في موضوعات إسلامية مختلفة، وكان يعلم آنداك أن أيمن هو عضو في جماعة إسلامية حدثت بها انشقاقات، لكنه لم يفاتحه في الانضمام لجماعته إلا عام 1977،
و يقول السيد الامام في أحد مقابلته الصحفية :
(قدم نفسه على أنه مندوب من هذه الجماعة لدعوتي، فسألته هل في جماعتهم علماء شريعة؟
فقال نعم، فطلبت مقابلتهم لبحث بعض الأمور المتعلقة بذلك معهم، فظل يماطلني ويقابلني على فترات خاصة مع اختلاف أماكن العمل والسكن، وظل أمر انضمامي لجماعتهم معلقاً على مقابلتي لمن معهم من المشايخ، ولم أكتشف إلا بعد قضية الجهاد 1981 أن أيمن كان مراوغاً ويتعلل بالسرية، واكتشفت أنه كان هو أمير هذه المجموعة وأنه لم يكن معهم أحد من المشايخ، وأنه هو الذي تسبب في اعتقال أصحابه وشهد ضدهم.)

الأجهزة الأمنية اعتبرته أحد عناصر تنظيم الجهاد بسبب بعض الخدمات التي قدمها لأيمن الظواهري،باعتبار الزمالة والصداقة حسب السيد الامام, وكان من بينها نقله للشيخ عمر عبد الرحمن أحد كوادر تنظيم الجهاد من الفيوم إذ كان مطلوباً اعتقاله بعد 15/9/1981 بسيارته الخاصة إلى مخبئه فيه في الجيزة، ثم انتقل منه إلى منزل أخته في العمرانية حيث اعتقلته الاجهزة الامنية هناك.
وأخرجت التحقيقات إسمه إلى السطح ليتم توجيه التهمة إليه ضمن مجموعة قضية الجهاد الكبرى لأغتيال السادات وحكم فيها غيابيا بالبرآة سنة 1984وهو في حالة فرار إلى باكستان من سنة 1983.
الدكتور فضل والظواهري :
وصل الظواهري إلى باكستان عام 1986. وطرح فكرة تكوين جماعة للجهاد في مصر من أجل تطبيق الشريعة، فرفض السيد الامام معللا أن الأمر يحتاج إلى دراسة شرعية مستفيضة وليس بالبساطة التي تتصورها، خصوصا بعد توسعه في دراسته الشرعية في نفس المجال مستعيناً ببعض المشايخ الأفغان من أهل الحديث، فأصر الظواهري على أهمية استغلال الجهاد الأفغاني وأهمية إحضار شباب من مصر للمشاركة فيه، ولم يمانع السيد الامام بشرط أن لايكون له علاقة بهم لا إدارياً ولا تمويليا، فعرض عليه الظواهري أن يتولى الامارة الشرعية, وهنا وافق السيد الامام.
إلا أنه شيئاً فشيئاً كثر عددهم ومشاكلهم، وبصفته أميرا شرعي لجماعة الجهاد صارت المشاكل تحول إليه من طرف الظواهري حين يتعمد التهرب منها، فطلبت عقد اجتماع لهم في 1991 وهنا يذكر السيد الامام أنه قال:
( لا تشغلوني بمشاكلكم وإلا فسأقطع صلتي بكم.
فقال الظواهري: إن وجودك معنا رفع عنا الحرج لأن الجماعة الإسلامية تقول إن معها عالماً هو الشيخ عمر عبد الرحمن وأنت كل الناس تشهد بعلمك،
وفى الاجتماع نفسه قال الأخ مجدي كمال: تأكد يا دكتور أنك إذا قطعت صلتك بالإخوة فسينقسمون إلى جماعات.
ثم بعد عام في 1992 طلب الإخوة الاجتماع بي وعرضوا مسألة قيامهم بعمليات قتالية في مصر كما تفعل الجماعة الإسلامية لأن الناس يعيرونهم بذلك فقلت لهم:
أننا قد جاهدنا في أفغانستان ودربنا الكثيرين ممن نعرف وممن لا نعرف وعلمناهم علوماً شرعية نافعة، بما لم يفعل أحد مثلنا، أما القتال في مصر فلن يأتي بمصلحة وفيه مفاسد جسيمة، وأما الجماعة الإسلامية فلن تصل إلا إلى طريق مسدود، ونصحت الإخوة ببذل مزيد من الجهد في شؤون الدعوة، فقال لي الأخ مجدي كمال: انتهى وقت الكلام وجاء وقت العمل، وهددتهم إن هم تكلموا في ذلك ثانية، وعقدت العزم على قطع صلتي بهم بعد تصفية أوضاعهم في باكستان، وكان ذلك في مطلع عام 1993.)
مصيدة الظواهري :
وكان هذا سببا وجيها ليحقد الظواهري على الدكتور فضل ويخطط لفخ يسقطه في يد أجهزة الامن اليمنية, وبداية قام بالاستلاء على أحد كتبه في أفغنستان ثم بخلع الامارة الشرعية عنه حيث سارت إلى الظواهري بإجماع الغالبية الذين رأوا في فلسفة الظواهري الجهادية الحل المنطقي لتوجههم الجهادي.

فرغم أنه كان لسنوات موجها لجماعة الجهاد في أفغنستان حيث دفع البعض إلى تدريب المجاهدين ومساعدتهم بالمال والخبرات وأستطاع أن يؤلف مجموعة مهمة منظرة لتفكير الجهاد العالمي التي تبنته القاعدة إلا أن جماعته إنقلبت عليه
ويعلل الدكتور إمام ذلك بسبين أولهما إصرارهم على القيام بعمليات قتالية في مصر منذ عام 1992 رفضه لذلك، بسبب معرفته المسبقة بنتائجها العكسية على صمعة التنظيم ذاخل المجتمع العربي حيث توصلت الجماعة إلى عدم مردودية تلك العمليات الذاخلية وأعلنت وقف العمليات في مصر عام 1995، ولكن، بعد صدامات فاشلة دامية كانت للرياء والسمعة لمجرد تقليد الجماعة الإسلامية الجزائرية، فتوقفوا بعدما ساقوا أفواجاً إلى أحكام بالاعدام والسجون,
والثاني: هو تحريفهم كتابه «الجامع في طلب العلم الشريف»، والذي نسبه أيمن الظواهري له، والتزم أفراد جماعته الصمت على ما فعل فعتبرهم شركاؤه في جريمته.

وظل الظواهري يظهر إعجابه بالدكتور سيد الامام إلى حين غادر إلى السودان منتصف 1994، ولم يتأخر عن استقباله في مطار الخرطوم أواخر عام 1993، ولا عن توديعه في المطار نفس، حيث تركت له نسخة من كتاب (الجامع) الذي ألفه خلال إقامته في السودان
وأظهر له الظواهري تحمسه لكتابه الذي لقبه بالفتح من الله وأعلنت جماعته عن قرب إصداره في مجلتهم التي كانت تصدر من لندن باسم «كتاب العلم» ووصفوه مرة بأنه «مفتي المجاهدين في العالم»، ومرة بأنه «العالم المرابط والمفتي المجاهد الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز»، وبعد وصوله إلى اليمن للعمل كطبيب جراح, علم من أحد أفراد جماعة الجهاد جاء ليعمل كمهندس كمبيوتر في اليمن أنها بدلت كتابه «الجامع» بدءا بالحدف ثم بتغير اسم الكتاب إلى «الهادي إلى سبيل الرشاد»، وأعلنو أن ذلك بعد أقرار لجنتهم الشرعية، وكان الظواهري من فعل ذلك عندما وجد في الكتاب نقداً للحركات الإسلامية من واقع معايشته لها في أفغنستان.
مما أثار غضب السيد الامام الذي رأى في ذلك غشا وإنتهاكا للأمان من طرف أيمن الظواهري وأنه لايعبر عن الالتزام الديني والامانة الفكرية, ونعته في الاوساط الاسلامية باللص والمحرف والاخلاقي.
معتبرا أن جماعة الظواهري غير قادرة على كتابة صفحة دون خطأ فقي وأن لجنتهم عديمة الكفائة في مجال الفقه حيث كتب بيانا يندد فيه بما حدث حيث أستشهد بحادثة إعدام الصبي القاصر في افغنستان والذي تبث أنه تجسس عليهم وقال ( حكم على صبي تجسس عليهم في السودان عام 1995 بالقتل وقتلوه، والقاعدة الشرعية تنص على «ادرأوا الحدود بالشبهات»، وكون الصبي بدأ يتجسس عليهم وهو دون البلوغ شبهة تدرأ الحد، كما أن القاضي الذي حكم بالقتل هو خصم للصبي (لأن القاضي كان عضو مجلس شورى الجماعة وهي كلها خصم للصبي)، والقاضي إذا كان خصماً فحكمه باطل وكذلك شهادته، لكنهم قتلوه وهو ابن أحد أعضاء مجلس شورتهم، وقتلوه من وراء ظهر أبيه، (ذلك مبلغهم من العلم)، الذين حرفوا كتابي ووضعوا اسم لجنتهم عليه ليواري به الظواهري سوأة جريمته).

ورغم تهديد ياسر السري الذي حصل على الجوء السياسي في لندن من طبع كتاب الجامع فإنه طبع ووزع عن طريقه في لندن ومنها انتشر في باقي المجتمع الجهادي.
وقد حاولت جماعة الجهاد بعد ذلك الاعتذار معللة ما فعته كحق بإعتبار أنها هي من كانت تنفق عليه أثناء تأليفه لكتابه الجامع لكن السيد الامام رفض دلك بقوله ( فهل كان أحد منهم ينفق علي من ماله أو من مال أبيه، إنها أموال المسلمين (تبرعات)، وعاش أكابر العلماء على ذلك (على أموال الأوقاف) كابن الصلاح والنووي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وغيرهم، فهل جاء ناظر الوقوف ليبدل ما لا يعجبه في كتبهم، وأنا ما أخذت من أموال التبرعات نفقة معيشة إلا فترة قصيرة للتفرغ لإتمام الكتاب.
وقال الشاطبي في «الموافقات» إن «من قام بحاجة المسلمين وجب على المسلمين القيام بحاجته وإنما يكون ذلك من بيت المال»، وهذه القاعدة دليلها إجماع الصحابة رضي الله عنهم فإنهم منعوا أبا بكر الصديق من الاشتغال بالتجارة ليتفرغ لشؤون المسلمين، ثم من بعده عمر وسائر الخلفاء، فهل جاء أحد من الرعية ليبدل فتوى أحد الخلفاء بدعوى أنهم يأكلون من مال المسلمين؟قال البخاري رحمه الله في كتاب الأحكام من صحيحه «باب رزق الحاكم... وأكل أبو بكر وعمر»، وروى البخاري خبر أبي بكر في كتاب البيوع (حديث 2070) وشرحهما ابن حجر رحمهم الله.
وكان سيد قطب رحمه الله مستشاراً في وزارة التربية والتعليم فهل بدل جمال عبد الناصر كتبه؟فعل الظواهري وجماعته ما لم يفعل أحد قبلهم من خيانة الأمانة وتحريف كتب العلم الشرعي، واعتذروا بعذر هو أقبح من ذنب، وهل كانت مهنتي لا تغنيني، وكانوا كلهم يعيشون على التبرعات وما قدموا شيئاً نافعاً للإسلام؟ وبقيت كلمة أخيرة هنا ما كنت أحب أن أقولها، وهي أن أموال التبرعات التي يقولون إنهم يعطونني منها نفقة أنا الذي أرسلتها إليهم، فقد اتصل بي الأخ خالد الفقي مطلع 1993 وقال لي إن معه نصف مليون ريال سعودي (133 ألف دولار) تبرعات سيرسلها إلي في بيشاور، فقلت له أعطها للإخوة لإعاشة الأسر والإخوة المنقطعين فعاشوا منها وتزوجوا.
ثم دعوت عليهم أن يمزقهم الله كما مزقوا كتابي فمزقهم سبحانه أشتاتا.)
الظواهري بعيون السيد إمام
ويظهر مما أستشهد به السيد الامام عن الظواهري في مذكراته أن هذا الاخير عديم الكفاءة حتى في الطب وأنه لايستهويه إلا الشهرة الاعلامية ولا يتوانى عن إظهار نفسه على أنه الشخص المناسب لأي منصب وضعه أمام عينه ويعتمد في ذلك على ذكائه الاجرامي ليخفي بها ضعف إمكانياته العلمية والشرعية والمهنية وحتى الشخصية حيث يذكر قصة تعاقد على العمل كجراح مع مستشفى الهلال الكويتي في بيشاور عام 1986، ودون حصوله على تدريب على الجراحة من قبل ولا قضى نيابة جراحة في أي مستشفى حيث حصل على ماجستير الجراحة نظرياً واشتغل قليلاً في السعودية كطبيب عام وفي تجنيده عمل في التخدير، ولما تسلّم العمل في مستشفى الهلال الكويتي طلب منه أن يساعده في تعلم العمليات، فظل يدربه إلى أن أستطاع الوقوف على قدميه، درأ للفضيحة لأنه تعاقد على مهنة لم يمارسها، و يذكر أنه كان مولعاً بالإعلام والظهور فكتب له السيد إمام كتباً شرعية ونشرات وسمح له بوضع إسمه عليها ليدفعه دفعة شرعية وإعلامية.

لكن الظواهر تنكر له وتصيد الفرص لأطاحة به وليس هو فقط بل أنه عض هو وأصحابه في «القاعدة» يد الملا محمد عمر الذي استضافهم وحماهم في أفغانستان وأمرهم ألا يصطدموا بأميركا لأنه هو (محمد عمر) ودولته لا طاقة لهم بهذا الصراع، بعد أن بايعوه كأمير للمؤمنين على السمع والطاعة، فخانوه ونكثوا بيعته ونفذوا أحداث 11/9/2001 من وراء ظهره وأطاحوا إمارة أفغانستان الإسلامية وحولوا الملا محمد عمر من سلطان دولة إلى رجل حرب عصابات، وتسببوا في سقوط آلاف القتلى من العرب والأفغان مع الهجوم الأميركي على أفغانستان في 7/10/2001.

ولايزال الدكتور فضل في سجن طرة تحث حراسة مشددة في مصر ينظر للجماعات الاسلامية, لكن هذه المرة ضد الفكر الجهادي التكفير للانظمة والاجانب من خلال إصداره لبحوث او بينات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق