ما حدث في غزة لن يكون الاخير.. ومقتل زعيم مشروع الامارة ماهي إلا البداية



ما شاهدناه في غزة كان متوقعا من المهتمين بتحركات الجماعات المسلحة, بعد أن أعلن أكثر من مرة عن مقتل عدد من الافارقة من الارثيريين والصوماليين و حتى السودانيين والتشاديين ممن حاولوا التسلل إلى غزة عبر الحدود المصرية.


بل وأكدت التقارير القادمة من غزة أكثر من مرة على وجود لافت لجيوب تنظيمات تابعة للقاعدة فكريا ولوجستكيا. ورغم نفي حماس لوجود مقاتلين من الاجانب إلا أن المراقبين أكدوا العكس.

ما حدث يوم الجمعة 14 غشت الموافق 23 من شعبان في أحد مساجد غزة مع عبد اللطيف موسى إمام مسجد أبن تيمية في رفح, لن يكون الاول ولا الاخير في القطاع مستقبلا, فالتنظيمات المسلحة كما تتغدى على أيديولوجيات متطرفة فهي تقوم على منجزات الاخرين كما تفعل الضباع في عالم الحيوان, وتنتظر في كل مرة أستعداد الجماعة المسيطرة للانتقال بنفسها إلى المؤسسية حتى تنفي عنها شرعيتها وتخون أهدافها لأنها لا تنجح بسرعة من نقل مؤيديها من عقيلة المحارب في مليشيا مسلحة إلى فاعل ذاخل مجتمع منظم إداريا, حيث تتقلص مهامه وسلطته التي أستمدها من حاجة تلك الجماعة إليه لضبط محيطه والسيطرة عليه لصالحها.

جماعة عبد اللطيف ليست الجماعة المسلحة الوحيدة في القطاع, بل هم كثيرون.. ورغم أنهم يزعمون أنهم إسلاميون إلا أن مموليهم متعددون, أو بمعنى آخر مسلحون تحت الطلب ولمن يدفع أكثر. ومعظمهم أن لم نقل كلهم مرتبطون بنشاطات للتجارة السوداء والجريمة المنظمة..


مقتل عبد اللطيف موسى

أخر الاخبار القادمة من غزة تأكد إرتفاع اعداد القتلى جراء احداث رفح الى 28 قتيلا وأكثر من 120 اصابة واعتقال ما يزيد عن 100 من عناصر جماعة جند أنصار الله المسلحة من بينهم مصابون، وتؤكد أن عمليات الانقاذ مستمرة من تحت انقاض منزل مدمر كان يتحصن فيه عبد اللطيف موسى زعيم الجماعة.


وكانت وزارة داخلية حكومة حماس في قطاع غزة قد أكدت أن عبد اللطيف موسى زعيم الجماعة قد قتل إثر اشتباك بين مقاتلي التنظيم وعناصر أمن حماس.


وقال أتباع التنظيم إن زعيمهم فجر نفسه وسط مجموعة من رجال الأمن التابعين لحماس، ولكن حماس نفت ذلك.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في اعقاب أعلان مسؤول جماعة ما يسمى 'أنصار جند الله' بفلسطين الدكتور عبد اللطيف موسى، عن "ولادة إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس"، بدءًا من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وطالب موسى خلال خطبة الجمعة في مسجد 'ابن تيمية' برفح، المسلحين التابعين له بمبايعته على السمع والطاعة، بعد أن كال اتهامات وشتائم لحكومة حماس المقالة في قطاع غزة، مهددا رجالأ منها بالمقاومة في حال اقتحامهم المسجد.
وقال الناطق باسم الداخلية في غزة ايهاب حسين ان "العملية في رفح قد انتهت وان مقتل عبد اللطيف موسى بات مؤكدا وما يجرى الآن هو عملية تفتيش وتمشيط للمنطقة التي وقعت فيها المواجهات ولذلك لا تزال رفح منطقة اعمال عسكرية حتى تعود الامور الى طبيعتها".

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان، إن المسلحين تحصنوا في اعقاب انتهاء خطبة الجمعة في المسجد والذي يعد معقلا للتنظيم السلفي، وإن آخرين تحصنوا بمنزل قريب من المسجد، في وقت كانت اشتباكات عنيفة تدور في محيط المسجد.
وكانت مدينة رفح قد شهدت الجمعة حالة استنفار أمني، حيث قامت دوريات أمنية ثابتة ومتحركة تابعة لوزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة، بقطع الشارع الرئيسي المعروف باسم شارع صلاح الدين الواصل بين شمال وجنوب قطاع غزة، وتفتيش السيارات، والبحث في هويات المارة، كما قامت بنصب حواجز أمنية في الشوارع المؤدية لمسجد ابن تيمية في قلب مخيم رفح للاجئين.
في المقابل، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان "ما يجري في غزة امر بغاية الخطورة والدليل على ذلك ان المواجهات ادت الى وقوع هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى، ويشير ذلك الى انزلاق القطاع نحو الفوضى في غياب القانون".

وأكد شهود عيان، أن خطبة موسى ركزت على إعطائه البيعة، و"الجهاد في سبيل الله وتطهير المجتمع من المنكرات المتمثلة بكثير من المستخدمات الحياتية"، ودعا إلى حمل السلاح وتجنيد الشباب في معركة "نصرة الإسلام وتمكين الشريعة الاسلامية من الحاكمية في قطاع غزة".
ونسب الى شهود عيان، أن المسلحين الذين كانوا يلتفون حول الدكتور موسى لحمايته، كانوا يتمنطقون بأحزمة ناسفة.
وفوجئ كثير من المصلين بخطبة موسى، بعد أن كانت الغالبية منهم تظن أن موسى ينتمي الى جماعة 'الكتاب والسنة ' وهي جماعة تتبع منهج السلف الصالح بالاحتكام الى كتاب الله وسنة النبي محمد، وترى في الخروج عن ولي الأمر معصية كبيرة وسببا أكبر في ضعف الأمة.
وكان موسى في بداية انطلاقته نائبا لرئيس جمعية الكتاب والسنة ولكنه لم يصبر طويلا قبل أن يتبع الجهاديين الذين يطلقون على انفسهم 'اسم السلفية الجهادية' واستولى على مسجد ابن تيمية الذي بني وأسس على منهج ' سلفي' يدعو سلما الناس الى الرجوع والاحتكام الى كتاب الله وسنة نبيه محمد.
ويعتقد أن تنظيم جند أنصار الله مرتبط بتنظيم القاعدة.
من جهته، قال الناطق باسم داخلية حماس في غزة إيهاب الغصين "إن عبد اللطيف موسى أعلن قيام إمارة إسلامية ويبدو أنه أصيب بلوثة عقلية'، مؤكدا أن الحكومة في غزة لن تسمح بعودة حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح.
وحمل المتحدث باسم حركة حماس طاهر النونو عبداللطيف موسى وأتباعه المسؤوولية الكاملة عما حدث

0 التعليقات:

إرسال تعليق