بيت الله محسود.. زعيم طالبان باكستان



بيت الله محسود من مواليد 1970 هو قائد مليشيا عسكرية متمردة في وزيرستان، پاكستان. وقائد تحريك طالبان پاكستان, التي تأسست في ديسمبر2007.

حتى فترة غير بعيدة كان بيت الله محسود زعيما عشائريا ثانويا مغمورا وغير معروف خارج منطقته الواقعة في جبال ووديان وزيرستان الجنوبية.
إلا أنه الان يعتبر من أبرز المطلوبين باعتباره قائد المتمردين السيء الصيت في باكستان، حيث تحمله السلطات المسؤولية عن تدبير اغتيال بي نظير بوتو أستهدافه حكومة الرئيس برويز مشرف بعمليات منظمة.

ويتهم محسود، الذي أصبح أواخر عام 2007 زعيم حركة طالبان في باكستان، بارسال عشرات من المفجرين الانتحاريين الى المدن الباكستانية. ويقال ايضا انه شن حرب عصابات هزت جيش باكستان القوي وجلبت المعارك الى عتبة بيشاور، عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي والبوابة الى أفغانستان والحزام القبائلي لباكستان.


ويعتبر بعض المراقبين محسود التهديد الاكبر الذي ظهر خلال سنوات من الوساط العشائرية، وزعيما أظهر انه قادر على توحيد طائفة من الجماعات المحلية المتفرقة حتى عندما يتبادل المساعدة اللوجستية الحاسمة والمعلومات والموارد مع القاعدة. ويقول هؤلاء المراقبون انه اذا ما استمر تحالفه على التماسك فانه يمكن أن يكون في موقع يؤهله لتهديد وجود أي حكومة في باكستان والامتحان الاصعب الذي مر به مشرف ويواجهه الرئيس الحالي أصف زرداري.
صعود محسود أثار جدلا في أوساط المحللين والمسؤولين العسكريين حول دوره الحقيقي في التمرد الواسع الذي قادته القاعدة في مناطق القبائل، وحذر من تداعياته مسؤولين استخباراتيين ساعتها.


سمات شخصية بيت الله محسود
وينظر بعض المراقبين الى محسود باعتباره زعيما صوريا وكبش فداء للأعمال العدائية الدموية التي لا يحتمل ان يكون الشخص نفسه مهندسها. ويقولون ان هناك اشارات دائمة الى ان محسود يستخدم من جانب عناصر داخل المؤسسة المدنية الباكستانية من اجل تنفيذ اهدافهم. وقبل مصرعها وصفته زعيمة المعارضة بوتو باعتباره «رهينة».
وعلى رغم سمعته السيئة المتزايدة يحتفظ محسود بهالة السرية ونادرا ما يتحدث الى غرباء ويتجنب التقاط الصور، وحتى عمره غير معروف، حيث يقدر أنه في اربعيناته.
وينام في بيوت آمنة، ونادرا ما يستخدم الاتصالات الإلكترونية، ويسافر مع مرافقين من الحراس المدججين بالسلاح، ولا يتردد في اصدار اوامر بقتل الأتباع الذين يفشلون في تنفيذ رغباته، وفقا لما اورده عدد من الأشخاص المطلعين على المعلومات الاستخباراتية التفصيلية.


ويبلغ طول محسود خمسة اقدام وشعره طويل وأشعث على طريقة قبيلته محسود. ولم يتعلم اكثر من مستوى «المدرسة» ويعاني من مشاكل صحية ناجمة عن مرض السكري. وقال اقبال خطاك الصحافي المقيم في بيشاور والذي التقى مسعود مرات عدة «لم يكن من ذلك النوع العشائري الذي توقعته والذي يتسم بالهيبة. ولكن على الرغم من مظهره يمكنك ان ترة انه يتمتع بالسلطة».

أهداف محسود

وتعهد كل من محسود والقاعدة بالانتقام من مشرف بعد أن اقتحمت قوات الحكومة في يوليو (تموز) الماضي جامعا راديكاليا في العاصمة يعرف باسم «المسجد الاحمر» وقتلت رجل الدين المسؤول فيه وعشرات من اتباعه الشباب وكان كثير بينهم من وزيرستان الجنوبية. وحتى قبل ان تشن الحكومة هجومها على الجامع الاحمر «لال» كان الطرفان يعبران عن ازدرائهما للزعيم الباكستاني باعتباره اداة بيد الغرب بسبب تحالفه مع واشنطن في القتال ضد المتطرفين الاسلاميين.

وتتباين التقديرات بشأن عدد مقاتلي محسود بشكل كبير. ودائرته الداخلية من مئات الأتباع المسلحين هم بشكل رئيسي من عشيرته ممن تعود سطوتهم كقوة قتالية مرهوبة الجانب الى عهد الكولونيالية البريطانية.
غير أنه في أواسط ديسمبر (كانون الاول) تولى محسود زعامة جماعة تعرف باسم حركة طالبان الباكستانية التي تضم ما لا يقل عن ستة من الجماعات المتطرفة واكثر من 20 ألف مقاتل، وفقا لما يعتقده مسؤولون ومحللون.
وقال محمود شاه الجنرال المتقاعد الذي يتمتع بخبرة واسعة في مناطق القبائل «انه مقاتل ذكي جدا ويكرس طاقاته لقضيته وتاكتيكي جيد، ولا يشعر بأي تأنيب ضمير بشأن الأشكال المتطرفة من العنف» مثل قطع الرؤوس.


وقد حفزت المخاوف من التهديد الذي تشكله القاعدة وتحالف محسود أنداك بعض كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في ادارة بوش على السفر الى باكستان لممارسة مزيد من الضغط للقيام بعمل عسكري اميركي أشد.

فتحالف محسود الجديد منحه منطقة نفوذ تتجاوز حزام منطقة القبائل، التي تمتد حاليا من جنوب مدينة كراتشي إلى المناطق «المستقرة» شمال غربي باكستان.


التقنية المحسودية
بدأ محسود بالمشاركة في سلسلة من الهجمات بنشاط محدود نسبا اقتصر على مجموعات بتجهيزات خفيفة تعتمد على الهجمات المفاجئة على القوات التقليدية الأكثر قوة.

وبدلا عن السعي إلى الاستيلاء على أراض والبقاء فيها درج محسود وأتباعه على شن هجمات رمزية الغرض منها إذلال القوات الحكومية وإضعاف معنوياتها.

إلا أن الخبراء العسكرين الباكستانيين يؤكدون انه قد نسب إلى بيت الله محسود فضلا في القيادة والسيطرة أكثر مما يستحق. وقال الجنرال المتقاعد شاه، انه يعتقد ان محسود لا يعدو ان يكون «واجهة» وانه عاجز على تنظيم حملة واسعة النطاق ضد القوات الحكومية.


مقالة ذي أوبزيرفر البريطانية عن محسود

وصفت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود بأنه أحد أكثر الشخصيات المرهوبة الجانب ليس في باكستان وحدها بل في العالم بأسره.
وقالت الصحيفة –في تقرير تناول شخصية الزعيم الباكستاني الإسلامي- إن بزوغ نجم محسود هو نتاج أفكار وأحداث عدة, وإن الشباب الغض, ومعظمهم ينحدر من عائلات فقيرة, هم وقود حركته. أما من يتولى تدريبهم فهو قارئ حسين, الذراع اليمنى لزعيم طالبان باكستان.
ومن أبرز إنجازات محسود في رأي الصحيفة أنه أعاد للشبكة الجهادية في أفغانستان عنفوانها, وجمع أمراء الحرب من قبائل البشتون والمجاهدين من إقليم البنجاب وفلول تنظيم القاعدة في أرجاء العالم الإسلامي تحت راية واحدة.
وقد منحه هذا المزج بين العناصر الجهادية المدربة والمال والقدرة على التنظيم الوسائل اللازمة، إمكان توجيه ضربات في أي مكان بباكستان.
ومع أن بيت الله محسود المولود عام 1970 رجل أمي, فإنه يتمتع بذكاء وجاذبية هادئة وقدرة على التركيز. قضى محسود الجزء الأخير من ثمانينيات القرن الماضي في محاربة الروس بأفغانستان وبرز إلى الواجهة عام 2004 ليملأ الفراغ الذي تركه القائد الميداني نك محمد, الذي قتل في غارة جوية أميركية.
ولمحسود خصومه, فهنالك مولوي نذير الذي يبسط هيمنته على سهول وتلال جنوب وزيرستان المنخفضة, وحفيظ غل بهادور في شمال وزيرستان. والثلاثة تفصل بينهم الأرض والقبيلة والانتماءات الخارجية.
ومنذ فبراير/شباط الماضي شكّل الثلاثة تحالفا أطلقوا عليه اسم "مجلس المجاهدين المتحد" من أجل التصدي حسب ما هو مفترض لمقدم 21 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان في وقت لاحق من العام الحالي.
وتزعم الصحيفة أن لزعيم طالبان صلات بجهاز الاستخبارات الباكستاني, وتنقل عن محلل يدعى خالد أحمد تأكيده أن بيت الله محسود حليف لبعض العناصر داخل المؤسسة الرسمية ومنها الجيش
.

وفي معرض تعليقها على حادثة مقتل 13 شخصا في مركز للهجرة بمدينة نيويورك يوم الجمعة الماضي الذي أعلن محسود مسؤولية حركته عنه, رأت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي أن الزعيم الباكستاني إنما خلق بذلك لنفسه سمعة سيئة في وقت تتأهب فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لشن عدوان جديد على قوات طالبان والمليشيات المتحالفة معها التي تأوي عناصر تنظيم القاعدة

0 التعليقات:

إرسال تعليق