تصميم سعودي لتطهيرهم.. (جولة عن ما قالته الصحف السعودية)

كتّاب: الحوثيون ذراع إيرانية ينبغي كسرها
  
مأرب برس- خاص- متابعة نشوان العثماني
عتبر كتّاب في صحف سعودية أن الهدف مما قام به الحوثيون هو إرباك الحدود السعودية، وإشغالها، للاستفادة من شحن مشاعر البعض في الداخل اليمني، ولكي يستفيد أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي من هذه الظروف، واتهموا الحوثيين بلعب أدوار لصالح الغرب وإسرائيل, داعيين إلى فهم هذا التدخل من خلال قراءة العمل الإيراني، خصوصا وأن الحوثيين تحولوا إلى لعبة وضيعة في يد جهاز المخابرات وقوى الحرس الثوري الإيراني في محاولة لـ"لجر" السعودية إلى عراك داخلي باليمن تقوده أطراف موتورة تحركها جهات دأبت على إثارة الفتنة.

صحيفة (الرياض) قالت في كلمتها اليوم السبت إنه "من المؤلم أن ترتهن منظمات أو أحزاب وتجمعات قبلية بأن تكون لعبة في يد خارجية، والأكثر إيلاماً أن تحل خلافات وطنية بقوة السلاح" في الوقت الذي كانت فيه المملكة قد "فضلت الحياد في الصراعات العربية الداخلية بما فيها اليمن لإدراكها أن الحساسيات السياسية قد تتطور إلى اتهامات فحروب أو أعمال تخريبية".

الكلمة التي عنونها يوسف الكويليتى بـ"الحوثيون.. الرهان الخاطئ.. في الوقت الضائع!!" استنكرت مع كل ذلك "أن تصل الأمور إلى الاعتداء على حدود وطنية وقتل أبرياء والتفاخر باحتلال أراض لدولة مستقلة" والذي اعتبرته "يدخل في باب الحرب، مما لا تسمح به الأعراف الدولية أو أي قانون بانتهاك سيادة أي وطن" مؤكدة أن للسعودية الخيار في الدفاع عن أرضيها وسيادتها طالما هناك من أراد دفعها لهذه المواقف.

ونوهت الصحيفة في كلمتها إلى أن الحوثيين قاموا بإرسال مقدمات كاتهام السعودية بمساعدة الحكومة اليمنية وأن قواتها تضرب مواقعهم، وهو ما نفته المملكة. "والأمر ليس جديداً" كما تقول الصحيفة, فـ"عندما تخسر أي فئة مواقعها وتشعر بالخسارة، تلجأ إلى خلق جهة أو عدو تضيفه لخلافاتها".

وأرجعت (الرياض) عملية فتح معركة مع المملكة إلى أن الحوثيين مجرد أداة في إدارة لعبة أكبر، "لكننا لن نسمح أن نوضع في دوائر الأزمات ولهب الحروب، ولدينا وسائلنا الخاصة، في نفس الوقت لا نريد تصفية حسابات مع أي أحد".

وذكّرت الصحيفة الحوثيين بـ"خسائر الحروب الأهلية والانقلابات" مستشهدةً بـ"تجربة لبنان والعراق وأفغانستان وغيرها ومدى ما خلفته تلك الحروب من مآسٍ لا تزال تدفع ثمنها حتى اليوم".

واختتمت كلمتها بأن الحوثيين "أرادوا تغيير المعادلات بخلق فوضى تقسم اليمن إلى ولاءات وصراعات قبلية بمذاهب متعددة، ولا يريدون أن تكون سيادة الدولة قائمة بالرغم من محاولاتها فتح النوافذ، وإعلان الهدنة وجلبهم للحوار تحت سقف وطني".


نتاج التدخل الخارجي في الأراضي اليمنية

من جهته حث الكاتب طارق الحميد بردع الحوثيين وكسر شوكتهم بشكل حاسم وسريع, مؤكدا أن ما قاموا به لا يعد عملا عابرا، بل عملية مدروسة ومعروفة الأبعاد.

وأضاف الحميد في مقاله "اكسروا شوكة الحوثيين" المنشور اليوم في صحيفة (الشرق الأوسط) أن "ما يريد الحوثيون فعله هو التصعيد مع السعودية للهروب إلى الأمام من ورطتهم في اليمن، وقبل هذا وذاك، خدمة أهداف الإيرانيين التي أبرزها إشغال المملكة العربية السعودية بجبهة مشتعلة على الحدود السعودية".

واعتبر أن "منطقة جبل دخان، أو الحدود البرية السعودية مع اليمن، هي منطقة ملتهبة أساساً بعمليات تهريب السلاح، وكذلك عمليات تسلل مقاتلي (القاعدة) إلى الأراضي السعودية" ومن ذلك "فإن الهدف الواضح لما أقدم عليه الحوثيون من اعتداء على الأراضي السعودية، وعلى رجال سلاح الحدود، هو إرباك الحدود السعودية، وإشغالها، بحيث يستفيد الحوثيون من شحن مشاعر البعض في الداخل اليمني، وإشغال حرس الحدود السعودي لكي يستفيد أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي من هذه الظروف، وبالتالي يتسنى لهم التسلل إلى داخل السعودية". وإلى ذلك فإن هناك أمر آخر "هو أن طهران تريد إرسال رسالة إلى الرياض مفادها أن إيران على مشارف الحدود السعودية".

وأكد الحميد "أن التصدي للحوثيين، وكسر شوكتهم، ما هو إلا دعم كامل لليمن، وقبل هذا وذاك، هو حفاظ على أمن السعودية، وحق من حقوقها بعد أن تجرأ الحوثيون على أراضيها، وسيادتها", مشيرا إلى "أن ما يحدث ليس نتاج مشاكل داخلية في اليمن، بل هو نتاج تدخل خارجي في الأراضي اليمنية تطور إلى أن وصل إلى ما وصل إليه على الحدود السعودية".

وقال الحميد, إن إيران أثبتت تورطها في هذا الصراع "المراد منه تحويل اليمن إلى أرض صراع ومصدر قلاقل" عبر تزويدها الحوثيين بالدعم الإعلامي والعسكري "وهو أمر أعلنته الحكومة اليمنية مرارا، وآخر تلك الأحداث السفينة التي أوقفتها السلطات اليمنية، وتقوم بالتحقيق مع طاقمها الإيراني".

وكرر الحميد في ختام مقالته دعوته إلى كسر شوكة الحوثيين وعدم التهاون؛ "لأن في ذلك رسالة مهمة لمن يستسهلون اللعب بأمن السعودية واستقرارها، مفادها أن الثمن مكلف جدا".


تجربة مكررة لاستنساخ الجماعات المتململة

"هجوم الحوثيين المتمردين على حدود جارتهم السعودية شمالا، يفترض أن يُفهم من خلال قراءة العمل الإيراني"، فعبد الرحمن الراشد لا يعتبره حدثا يمنيا داخليا, ومن وجهة نظره فـ"المسألة إقليمية أكثر من كونها مشكلة محلية".

الراشد في مقاله اليوم "استنساخ حزب الله في اليمن" ربط بين حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية- اللذان نشآ وترعرعا في ظروف تميزت بضعف السلطة المركزية المحلية، اللبنانية والفلسطينية- بالحوثيين الذين ظهروا وثاروا وقاتلوا في ظروف مماثلة, على حد تعبيره.

وقال الراشد في مقاله الذي نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) إن الحوثيين حين أطلقوا رصاصتهم الأولى كانت الشكوك تحوم حول طهران لأسباب ترتبط بتواصل الجماعة دراسيا بالإيرانيين, مشيرا إلى أن التفكير الاستراتيجي الإيراني يدعم مثل هذه الجماعات الانفصالية والمعادية لخصومها, "فالحوثيون على عداء مع حكومة صنعاء الضعيفة خارج عاصمتها، ويسعون علانية للاستيلاء على السلطة بوسيلتين، عسكرية ودعائية", مؤكدا أن هدفهم هذا "ليس من المحال" إضافة إلى هدفهم بـ"إقلاق السلطات السعودية وإشغالها، دون تهديدها على اعتبار أن المناطق الحيوية السعودية بعيدة جدا عن مناطق الحوثيين".

وأوضح الراشد أن الجماعة الحوثية المتمردة رعتها إيران من خلال زعيمها حسين بدر الدين الحوثي، الذي بدأ حركته ضد النظام قبل خمس سنوات مدعيا أن حكم اليمن يجب أن يتم من خلال الإمامة الدينية، والذي تبنى فكر الشيعة المتطرفة التي تكفر السنة وتوجب قتالهم، كما هو الحال عليه عند خصومها من (السلفية السياسية المتطرفة)، التي أسس عليها فكر (القاعدة) الإرهابي ويحل قتال الشيعة, وفقا لما ورد في المقال.

واختتم الراشد حديثه بأن لإيران تجربة مكررة في تحويل الجماعات الصغيرة إلى حزب عسكري وسياسي, مثلما استنسخت جماعاتها في لبنان والعراق وفلسطين, متهما إياها بامتهان استغلال الجماعات المتململة داخليا، في باكستان والعراق ولبنان وفلسطين وأذربيجان ونيجيريا والآن في اليمن, حسب تعبيره.


قراصنة التخريب

في السياق ذاته فإن الحوثيين "تحولوا إلى لعبة وضيعة في يد جهاز المخابرات وقوى الحرس الثوري الإيراني وأداة ضغط لا أكثر ولم تعد لطروحاتهم السياسية أو الدينية أو الثقافية أي قيمة ولا أي مصداقية يعتد بها أو يعتمد عليها" وكما يضيف "حسين شبكشي" فإن ما حدث على الحدود يعد "محاولة خبيثة لجر السعودية إلى عراك داخلي باليمن تقوده أطراف موتورة تحركها جهات دأبت على إثارة الفتنة حتى باتت جزءا أساسيا وأصيلا من فكرة ومبدأ تصدير الثورة".

واعتبر شبكشي في مقال له "الفئة المخزنة" ما قامت به مجموعة الحوثيين بأنه "نوع من (التخزين) السياسي وهو التصديق والاقتناع بأنهم باتوا قوة قادرة على التأثير وأنهم دولة داخل الدولة يحركون الساسة ويغيرون الوضع ويحدثون ما يريدون في اليمن وما حول اليمن", واصفا إياهم بأنهم "قراصنة وأشقياء بالتخريب والتدمير داخل بلادهم ويعاونهم ولا شك أرتال من المنتفعين", وبأنهم "دعاة فتنة وأداة تدمير, وهو أقل ما يمكن وصف موقف الحوثيين ومن يساندهم".

ونفى شبكشي في مقاله الذي نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) أيضا, مشاركة السعودية "في الاقتتال ضد الحوثيين كما زعم مندوبهم في أكثر من تصريح بائس لمحاولة تبرير موقفهم المعتدي" موضحا أن السعودية "كانت تحمي حدودها من الاختراقات المتكاثرة من قبل خط الحدود الجنوبي الذي شهد العديد من التجاوزات غير البسيطة مثل تهريب الأسلحة وتهريب المخدرات واحتواء أعضاء (القاعدة) التي كانت عمليتها الأخيرة، وهي محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف" الذي قال إنها جاءت نتاجا للوضع المتوتر في اليمن، على حد تعبيره.

وانتهى شبكشي إلى أن "إيران تدرك تماما الثقل السعودي وأهمية الدور الذي تلعبه وأنها هي السد الأكبر لمحاولات اختراقها وتنفيذ خططها، ولذلك هي حريصة جدا على إشغالها ووجع رأسها بالعراك الصغير الذي يكبر في حدودها الجنوبية, وأن الحوثيين فرقة إجرامية لم تترك خيارا إلا بالقضاء عليها نظير انضمامها وبامتياز لمعسكر الإرهاب".


تطهير

إلى ذلك أكدت المملكة السعودية أن حملتها العسكرية على مواقع المتمردين الحوثيين ستستمر إلى حين اكتمال تطهيرها لهم داخل أراضيها, وستتخذ كافة الإجراءات لإنهاء هذا التواجد غير المشروع, وفق ما قاله مصدر سعودي لوكالة الأنباء السعودية, ونقلته صحيفة الشرق الأوسط.
*الصور أعلى الترويستين من "عكاظ" السعودية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق