التقرير الامريكي حول وضع حقوق الانسان في العالم

اعتبر التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول وضع حقوق الإنسان في العالم الذي صدر الخميس ان وضع الأقليات في كل الأماكن أصبح هشا أكثر في العام 2009 فيما ثبت أن الانترنت تشكل ميدان معركة من اجل حقوق الإنسان لا سيما في الصين. والتقرير الذي نشرته الخارجية الأميركية يندد أيضا بوضع حقوق الإنسان في إيران معتبرا انه ازداد سوءا في هذه الدولة ولم يوفر أيضا شركاء أميركا في كل القارات. وجاء في التقرير إن التفرقة أو حتى اضطهاد الأقليات ظهر جليا لا سيما في حالة الاويغور في تشينجيانغ، المنطقة المسلمة في شمال غرب الصين حيث قامت بكين "بتكثيف قمعها الشديد على الصعيدين الثقافي والديني" بعد المواجهات الاتنية التي جرت هناك.

التفرقة ضد المسلمين

وتعتبر الولايات المتحدة أيضا إن التفرقة بحق المسلمين كان مثيرا للقلق عام 2009 في أوروبا لا سيما في سويسرا بعد اعتماد التعديل الدستوري الذي يحظر بناء مآذن. وأشار التقرير إلى "امثلة ملحوظة على تفرقة ومضايقة في عدة دول تحترم بشكل عام حقوق الإنسان" قائلا أن "التفرقة بحق المسلمين في أوروبا شكلت قلقا متزايدا". وذكرت الوثيقة من جهة أخرى أعمال العنف التي لحقت بالمدنيين في غزة مشيرة الى 1400 قتيل من الفلسطينيين سقطوا خلال النزاع بينهم أكثر من ألف مدني.

الصين

وفي مجال آخر، قال التقرير أن الصين "وظفت آلاف الأشخاص على الصعيدين الوطني والمحلي" في إطار جهدها لمراقبة استخدام ومضمون الانترنت ووقف امكانية الاطلاع على مواقع اجنبية وتشجيع الرقابة الذاتية. وأشار التقرير خصوصا إلى "حملة ضد السوقية" أدت إلى إغلاق 1250 موقعا. وتطرقت واشنطن من جهة أخرى إلى اتجاه دولي "لمراقبة الأصوات المنتقدة" بما يشمل الصحافيين عبر التكنولوجيات الجديدة. وهذه القيود تطبق بغالب الأحيان "بمهارة لتجنب لفت أنظار المدافعين عن حقوق الإنسان" والخارج. وتبدأ بتهديدات قضائية او عراقيل اقتصادية وإدارية أو حتى السجن والعنف.

إيران

وحول إيران، قال التقرير "ان أداء الحكومة السيء في مجال حقوق الإنسان ازداد سوءا خلال العام وخصوصا بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في يونيو".وأشار التقرير إلى نقص في حق التعبير وحق التجمع والى غياب إجراءات قضائية موثوقة وكذلك الى "تقييد شديد" من قبل حكومة الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد ل"حق الأفراد في تغيير الحكومة سلميا من خلال انتخابات حرة ونزيهة".

كوبا

من جهة أخرى، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن كوبا تواصل حرمان مواطنيها من حقوق الإنسان الأساسية بما يشمل الحق في تغيير حكومتهم وأنها ارتكبت "العديد من التجاوزات الخطيرة". وأشار التقرير في هذا الإطار إلى "المضايقة والضرب والتهديد بحق المنشقين والاعتقال التعسفي للناشطين في مجال حقوق الانسان وعدم اجراء محاكمات عادلة".

كوريا الشمالية

وحول كوريا الشمالية، قال التقرير ان سجل كوريا الشمالية في مجال حقوق الإنسان "مؤسف" حيث يقوم النظام بأعمال قتل خارج إطار القضاء وتعذيب كما أشارت إلى تقارير تحدثت عن "إجهاض قسري وقتل أطفال". وأضاف أن "سجل الحكومة في مجال حقوق الإنسان يبقى مؤسفا وهي تواصل ارتكاب عدة تجاوزات خطيرة". وتابع "هناك تقارير باستمرار عن أعمال قتل خارج إطار القانون واختفاء أشخاص واعتقال تعسفي واعتقال سجناء سياسيين وظروف سجن مزرية وأعمال تعذيب". كما أشارت الخارجية الأميركية إلى أنها سمعت تقارير تتحدث عن "إرغام نساء سجينات حوامل على الإجهاض في بعض الحالات، فيما قتل أطفال في حالات أخرى عند ولادتهم في السجون". واعتبر مايكل بوسنر المكلف شؤون حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن التقرير يعتبر الأكمل في العالم حول وضع حقوق الإنسان.

ابدت الخارجية الامريكية في تقريرها عن حقوق الانسان في العالم لعام 2010 ، قلقها من التمييز الجاري بحق المسلمين في اوروبا.
وقد شددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال اعلان التقرير السنوي العاشر للخارجية الامريكية حول حقوق الانسان في العالم على الاهمية التي توليها ادارة الرئيس باراك اوباما لقضية الحريات و الديموقراطية في العالم
و اشارت كلينتون الى ان تقرير الخارجية يعتبر اداة مهمة ترشد النشطاء الحقوقيين والصحافيين في توثيقهم لانتهاكات حقوق الانسان.

قلق متزايد من التمييز ضد المسلمين

لعل الابرز في تقرير الخارجية هذا العام هو اعتباره ان التفرقة بحق الملسمين في اوروبا خلال العام الماضي 2009 كانت مثيرة للقلق، اذ سجلت مضايقات و امثلة ملحوظة في دول تحترم عادة حقوق الانسان بحسب ما قال مساعد وزيرة الخارجية لحقوق الانسان مايكل بوسنر.
و اشار بوسنر الى الاستفتاء الشعبي في سويسرا في نوفمبر الماضي و الذي حظر بموجبه بناء المآذن.

تجاهل معاناة غزة

لم يتوقف التقرير عند معاناة الشعب الفلسطيني بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة، انما استعرض عملية استهداف المستوطنات الاسرائيلية على الحدود مع القطاع بصواريخ حماس وسقوط قتلى مدنيين من الاسرائيليين.
اما بوسنر فقد رد عدم تطرق التقرير الى الوضع الانساني في غزة الى صعوبة تقييم الوضع في القطاع في ظل سيطرة حماس على الحكم هناك.
وانتقد التقرير القيود التي تفرضها الحكومة المصرية على عمل المنظمات غير الحكومية و استمرار العمل بقانون الطوارىء اضافة الى القلق المتزايد من اعمال العنف الطائفي لاسيما في نجع حمادي.
ويحمل التقرير الحكومة العراقية و بعض اجهزتها مسؤولية عشرات عمليات "القتل التعسفية"، كما يسجل التقرير عدم قدرة الحكومة الافغانية على حماية السكان في المناطق النائية.

التضييق على الحريات الدينية

وأشار تقرير الخارجية ايضا الى التضييق على الحريات الدينية في بعض الدول العربية.
وفي الشأن الايراني اشار التقرير الى تراجع الحريات في ايران بشكل ملحوظ بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران الماضي و ما تلاها من احداث قوضت حرية التعبير وحق الايرانيين في اختيار قادتهم .
وانتقد التقرير الصين ومواصلتها لسياسات التمييز تجاه طائفة "الايغور" المسلمة وفرض المزيد من القيود على اهالي التيبت.
و لم تسلم روسيا من انتقادات الخارجية الامريكية اذ يبدي التقرير قلقا تجاه مقتل عدد من النشطاء في مجال حقوق الانسان و الصحافيين.
ويضع التقرير كوبا و كوريا الشمالية على رأس القائمة الامريكية للدول التي تسجل فيها اعلى نسب لانتهاكات حقوق الانسان.

وكالات

0 التعليقات:

إرسال تعليق