تزايد نشاط نساء "القاعدة"

عافية صديقي
أثارت قضية صديقي غضباً في أفغانستان

أصدرت مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، وهي التي تنشر مرئيات تنظيم القاعدة عادةً، شريطاً مصوراً يظهر مجموعة مسلحين يقذفون بمدافع الهاون مواقع للجيش الباكستاني. وأطلقت المؤسسة على الشريط اسم العالمة الباكستانية عافية صديقي، التي أصدرت محكمة أمريكية حكما بالسجن عليها.
وعافية صديقي عالمة أعصاب باكستانية، تخرجت من جامعة ماسشوتس للتكنولوجيا، وقد أدينت في نيويورك منذ أشهر بالسجن بعد إدانتها بمحاولة قتل ضباط أميركيين في أفغانستان عام 2008، بعد خمس سنوات من اختفائها.
ويرى محللون أن الجماعات الجهادية تسعى لاستغلال مشاعر الغضب في باكستان ضد قرار المحكمة الأميركية في عمليات التجنيد واستقطاب المؤيدين، خاصة وأن تحالفاً برز بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان باكستان التي تعد مسؤولة عن أكثر العمليات المسلحة داخل البلاد خلال السنوات الماضية.
وكان نائب زعيم ما يعرف بـ "تنظيم القاعدة في جنوب الجزيرة العربية" والذي يتمركز باليمن، سعيد الشهري قد وجه رسالة صوتية في يونيو/ حزيران الماضي يدعو فيها مؤيدي القاعدة إلى خطف أمراء ووزراء في السعوديَّة ردًّا على اعتقال مؤيدة للتنظيم اسمها هيلة القصير.
بالإضافة إلى استخدام القضايا الأمنية المرتبطة بالنساء، كقضيتي صديقي والقصير، فقد تزايد دور المرأة في نشاطات الجماعات المسلحة.

التحول في الفقه الجهادي

يقول محلل شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، في تصريح لـ "بي بي سي أرابيك دوت كوم"، إن "الفكر السلفي- الجهادي شهد تحولاً في مسألة قبول مشاركة المرأة في العمل المسلح"، فيرى أنه "بينما كان الفكر الجهادي التقليدي يحصر مشاركة المرأة في العمل الإسنادي (التمريض، وتربية الأجيال، والدعم المعنوي...الخ)، ويرفض مشاركتها في العمل المسلح، بدأت أدبيات التيار في التنظير لمشاركة المرأة في العمل المسلح".
مورييل ديغوك
أول انتحارية في العراق كانت بلجيكية الأصل
وكان قائد تنظيم القاعدة في السعودية يوسف العييري أول من نظر لذلك قبل مقتله من قبل القوات السعودية في مايو/ أيار 2003. وكانت تلك الفترة تشهد زيادة في عمليات انتحارية نفذتها شيشانيات في شمال القوقاز، خلال الحرب الدائرة هناك.
ويشار إلى أن الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري عد من المتحفظين على مشاركة المرأة في العمل المسلح. وكانت زوجته، أميمة، قد وجهت في ديسمبر الماضي رسالة مفتوحة إلى النساء المسلمات إلى "عدم الالتحاق بالجهاد "، وذلك لأن طريق القتال "ليس سهلاً بالنسبة للمرأة، فهو يحتاج إلى محرم، لأن المرأة يجب أن يكون معها محرم في ذهابها وإيابها". ودعتهن إلى "دعم الجهاد بوسائل أخرى".
وشهد العالم مؤخراً ارتباطات نساء بهذا التيار كالبلجيكية مورييل ديغوك التي نفذت عملية انتحارية في العراق عام 2004، وفتحت الطريق أمام تزايد العمليات الانتحارية النسوية في العراق، أو تلك التي خططت منها كتفجير الفنادق في العاصمة الأردنية عمان عام 2005، حين فشلت ساجدة الريشاوي في تفجير حزامها، وما زالت مسجونة في الأردن إلى الآن.
ويقول أبو هنية: "أن قائد تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي كان متردداً في إشراك النساء في العمل المسلح، لكنه قبل بعد عملية ديغوك، ومنذ ذلك الحين شهد العراق ما يزيد على الخمسماية عملية انتحارية".
وهناك أيضاً مليكة العرود التي ما زالت تحاكم في بلجيكا على خلفية "تحريضها على الجهاد" عبر الانترنت، وأيضاً الأميركية كولين لاروز التي تعرف "جهاد جين" وهي متهمة بـ "بالتآمر لقتل رجل سويدي ومحاولة تجنيد مقاتلين عبر الانترنت لارتكاب عمليات إرهابية في الخارج".

تزايد النشاط في الغرب

ويلاحظ أن مشاركة النساء بأنشطة القاعدة يشهد بروزاً في الغرب، وتقول حورية أحمد الباحثة في "مركز الاتساق الاجتماعي" في لندن، وتتابع ظاهرة مشاركة النساء في العمل المسلح، بأن النساء في الغرب شأنهن شأن الرجال "عرضة للإيديولوجية المتشددة" ، بحكم أن الحديث عن المظالم، والنقاشات حول الهوية، والنقاب، والارتباط بـ "الأمة" كلها تعد عوامل إضافية لجعل الخطاب "الراديكالي" جذاباً.
وتذكر أحمد في تصريح خاص لـ بي بي سي أرابيك دوت كوم، أن فرنسا أعلنت الأسبوع الماضي القبض على خلية تسعى لتنفيذ هجمات في فرنسا، من بينهم إمرأة، وتضيف أحمد، وإنا كنا لا نستطيع الجزم بتفاصيل هذه المجموعة بعد، فإنها ترى أن ذلك قد يكون مرتبط بقرار حظر النقاب، ونقاشات الهوية في فرنسا.
وتشير أحمد إلى هناك قضايا في أوروبا أدينت فيهن نساء أبدين رغبتهن بالجهاد، وإن لم يشتركن به فعلياً.

bbc arabic

0 التعليقات:

إرسال تعليق