الصوم في الثراث الانساني والاسلامي


(اللهم أجعله شهر بركة وخير ومغفرة على كل قرائنا الاعزاء وقرر عيني في كل مكان.. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. )

الصوم في الثراث الانساني والاسلامي - د. محمود ربداويي

رمضان اشتق له واضع الاسم الأول لفظة رمضان من الرمض وهو في اللغة شدة الحر؛ لأنّ بداية فريضة الصوم واكبت أشهر الحر الشديد.
‏وترددتُ في الكتابة عن الصوم مع أن الموضوع موضوعٌ تراثي؛ لأن هذه المناسبة تتكرر في كل عام، وفي كل عام ينبري المفكرون والكُتّاب للكتابة فيها، فيشرع رجال الدين والأطباء والمصلحون الاجتماعيون أقلامهم ليكتب كلٌّ وجهة نظره عن الصيام، ويعزِّز كل كاتب وجهة نظره هذه بما يحفظه من شواهد وبراهين في الحقل الذي يتناول موضوع الصيام فيه، وكل هؤلاء محقون في عرض أفكارهم في اختصاصاتهم، وجاء ترددي من عزوفي عن منافستهم، وعن إيماني بأن الموضوع استُهلك، ولم تبق فيه زيادة لمستزيد؛ لكثرة ما كُـب فيه على مرور الأيام والأعوام، ووفرة الصحف والأقلام.‏

ولما تصحفتُ ما في ذاكرتي من بضاعة عن موضوع الصوم وجدتُ في مخزونها جوانب غابت عن أذهان الكتاب، فلم تكشف عنها أقلامهم، فحاولتُ بسطها لأن فيها إثراءً للجانب الثقافي عندهم بمقدار ما فيها إغناء لحصيلتهم الفكرية والعلمية، صحيحٌ أنني أحاول أن أتحدث عن حكمة تشريع الصيام وممارسته عند الأمم على مدار حقب التاريخ حتى وصل إلى الإسلام، فأغناه بأشكال من الأحكام نَحَتْ به منحى الفوائد الصحية والاجتماعية والنفسية فضلاً عن التوجه الديني الذي هو الأصل في ممارسة الصيام.‏ومارس الناس الصيام أفراداً تارة وجماعاتٍ تارةً أخرى، في أوقات خاصة ولأغراضٍ خاصة، و مع ذلك ظل شعيرة عبادية مقدَّسة، يقصر حتى يصبح ساعاتٍ من اليوم، ويطول حتى يصبح شهراً أو يزيد عن الشهر، غير أن الأمم أجمعت على كراهية صيام الدهر. أو الصيام الطويل الذي يتجاوز السنوات؛ لأنه مخالف لحكمة الصيام وفوائده. وحتى لقد شملت الكراهية مواصلة الصيام لمدة يومين أو ثلاثة أو أكثر ـ كما في الإسلام ـ لأنه إرهاق للجسد وإضعاف له، وفي التعاليم الإسلامية: (ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَهْلُكَة((1)، ونصَّ عليه: (أيَّاماً معدودات((2) واختار له شهر رمضان على أنه واكب في زمن الفرض الأول فصلَ الحر الشديد؛ لأنه زمن نزول القرآن فجمع بذلك الحُسْنَيَيْن عندما قال: (شَهْر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى((3).‏الصوم في اللغة‏والصوم أو الصيام، وليس لهما مصدر ثالث في اللغة هو: "ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام.. أو هو: الإمساك عن الشيء والترك له."(4) والمشهور عند الناس أنه الإمساك عن الطعام والشراب وثالثهما ساعات معينة من اليوم في شهر من السنة، ولكنْ هناك نوع رابع من الصيام قليل فاعلوه وإن كان قد مارسه بعض الأنبياء والصالحين، كالإمساك عن الكلام، ففي سورة مريم موقفان يأتي فيهما الصيام إمساكاً عن الكلام بصفته تعبيراً عن الشكر، الأول موقف زكريا الذي قال: (ربِّ اجعلي آيةً، قال: آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويَّا((5). والثاني موقف مريم ذاتها: (فقولي: إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلّم اليوم إنْسيَّاً((6).‏أهداف الصيام:‏تعدَّدت أهداف الصيام وغاياته، ولكنها تدور حول الأغراض التالية:
‏1 ـ العبادة والتقرب من الله، بصفة أنّ الصيام شعيرة من شعائر الدين، وجاءت عند المسلمين إحدى أركان الإسلام الخمسة الأساسية.

‏2 ـ التكفير عن الذنوب والخطايا كصيام اليهود.

‏3 ـ الزهد والسمو بالروح والجسد كصيام المتصوفة والزهاد والنساك.

‏4 ـ التعبير عن موقف سياسي، كالصيام الذي اتبعه (المهاتما غاندي) في نضاله السلمي ضد المستعمرين الإنكليز، وكالإضراب عن الطعام الذي قام به المعتقلون السياسيون والأسرى في السجون الإسرائيلية، ومن تضامن معهم.‏

5 ـ ممارسة الصيام لأسباب صحية، كعلاج بعض الأمراض، والتخفيف من البدانة، ومعالجة بعض أمراض جهاز الهضم خاصة.

‏تاريخ الصيام في تراث الأمم‏ليس الصيام بدعةً إسلامية، وإنما مارستْه أديان وأمم قبل العرب والمسلمين، ولكن بكيفيات وتقاليد تختلف عن كيفيات المسلمين وتقاليدهم، وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم عندما قال: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون((7). وعرفتْ الجماعات البدائية الصيام قبل الصيد وقبل الحصاد، وقبل أداء طقوس السِّحر.‏وفي كثير من الحضارات القديمة عُدَّ الصيام وسيلة لرفع غضب الآلهة و لتهدئتها أو للمساعدة على انبعاث إلهٍ اعتقدت أنه مات في فصلٍ من فصول السنة، كما عُدَّ وسيلة لإعداد الأفراد، خاصة الكُهّان والكاهنات للتقرب من الآلهة، أو لمهام تتعلق بالجماعة.‏فمن الأمم التي مارست الصوم في غابر الأزمان:

‏1 ـ الفراعنة، فأقدم الوثائق التاريخية عن الصيام ما نجده منقوشاً في معابد الفراعنة، وما كُتب في أوراق البَرْدي من أن المصريين القدماء مارسوا الصيام، وخاصة أيام الفتن والنزاعات والحروب، حسب ما تمليه شرائعهم ومعتقداتهم. كما يذكر التاريخ أن المصريين الفراعنة كانوا يصومون أيّام الأعياد وفاءً لنهر النيل الذي اعتبروه مصدر الرزق والخير لهم، كما صاموا أيام الحصاد وجني الثمار، وأما رجال المعبد فكانوا يصومون ستة أسابيع في العام، يبدؤون صومهم من طلوع الشمس حتى مغيبها، ويمتنعون خلالها عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، ويقضون ليلهم في النسك والتطهر والعبادة.‏

2 ـ وفي الديانات الهيلينية، على سبيل المثال، عبدة (أكليبوس)(8) إلـهِ الطب الشافي، ساد الاعتقاد عندهم بأن الآلهة تُلهم النبوءات الشافية في الرؤى والأحلام لمن صام بإخلاصٍ شديد من كهنته، وعرف اليونان الصوم ومارسوه لغاياتٍ وأهداف متعدّدة، فقد كانوا يصومون قبل الحرب ليعتادوا على الصبر والتحمل راجين من ذلك النصرَ. ولعلَّ (أبوقراط) ـ القرن الخامس قبل الميلاد ـ أول من قام بتدوين طرق الصيام وأهميته العلاجية. وكان بعض الفلاسفة اليونانيين القدامى يصومون عدة أيام في السنة، وكانوا يعدون الصوم خلال فترات معينة أحسن طريقة لتعليم النفس وتهذيبها، فصام (فيثاغورس) العالم الرياضي المشهور أربعين يوماً، وكان مقتنعاً بأن الصوم يساعد العمليات الفكرية؛ وصام كلٌّ من (سقراط) و(أفلاطون) عشرة أيام.
‏3 ـ وفي عهد البطالسة، كان أطباء الإسكندرية ينصحون مرضاهم بالصوم تعجيلاً للشفاء.
‏4 ـ وكذلك فرضتْ البوذية(9) والهندوسية(10) الصيام، وامتُدح الكهنة الهندوس لكثرة صومهم الشخصي، لأسبابٍ متعدّدة، ويتحتَّم على الهندي في صيامه ألاّ يقتل حيَّاًَ وحتى الهوام والحشرات، ولا يأكل من ذي روح، وقالت كتبهم المقدسة: عليك بالصوم، تصوم يوماً وتفطر يوماً، ويصوم الرهبان البوذيون أيّاماً محدَّدة مقدَّسة من كل شهر. ولم يُحرَّم الصيام إلا في الزراداشتية(11) دون غيرها من الأديان المعروفة؛ ذلك لاعتقاد الزاراداشتيين بأن الصيام يضعف المؤمن ولا يساعده على النضال ضد الشر ومقاومة الشيطان(12).

‏5 ـ وفي الديانة الجينية(13) يُعد الصوم وفقاً لقواعد خاصة وممارسة معينة من التأمَّل طريقة أكيدة يصل معها ممارسها لحالة السمو والارتقاء، قلَّد الجينيّون أو (اليانيّون) مؤسس هذه الديانة: (مهاويرا) الذي صام يومين ونصف اليوم، قبل أن يهيم على وجهه في البلاد عارياً، مستسلماً للتأمل.

‏6 ـ وفي الصين حتى عام 1949 كان مألوفاً ملاحظة فترة محددة للصوم، والانقطاع قبل التضحية في ليلة الانقلاب الشتوي قبل أن يبدأ الإله يانج (Yang): القوة الموجبة دورة جديدة. وكذلك صام (المنغوليون) فتركوا الطعام كل عاشر يوم.
‏7 ـ وفي الديانة الشامانية(14) يعتقد أتباعها في القدرة على الشفاء بالاتصال الروحي مع الشخصيات الدينية القادرة على الرؤية، والتي اكتسبت هذه الرؤية بعد إصابتها بأمراض لا يمكن تفسيرها، وهي شائعة بين الفنك سكان سيبيريا، اعتاد أصحاب الرؤى الصوم بعد الرؤية الأولى للتدريب على رؤىً أكثر عمقاً والسيطرة على قدراتهم الروحية(15).
‏8 ـ وكان أوائل الكولومبيين من سكان بيرو يمارسون الصوم للتكفير عن الخطايا والذنوب التي يُعترف بها أمام الكاهن.‏

9 ـ وقد مارس هنود شمالي أمريكا (سكان السهول الكبرى وشمال غربي الباسفيك) الصيام أثناء طلب الرؤية. قبل معرفة البشرية للتدوين، وقبل نزول الكتب السماوية.‏وعُرف الصوم عند الهنود الحمر سكان جنوب غربي أمريكا على اعتباره من المظاهر المصاحبة للاحتفالات عند تغيير الفصول الموسمية.‏
10 ـ والذي يقرأ وصية لقمان لابنه يقع على مواطن يحرضه فيها على الصيام، ومعالجة الجسد بالتجويع لإذلاله لإمكان السيطرة على شهواته.‏يوصي لقمان ابنه قائلاً: يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة.

‏11 ـ والصيامية، وهي نِحلة من نِحل المجوسية، تجردوا للعبادة، وأمسكوا عن الطيبات من الرزق تزهُّداً، واتجهوا في عبادتهم للنيران، وأمسكوا عن النكاح والتزويج"(16).‏ويحتفل البهائيون بعيد النيروز، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يوماً، وذلك في 21 آذار.
‏12 ـ إذا كانت الديانات القديمة والوثنية منها خاصة تمارس الصوم لأغراض متعددة فإن الديانات السماوية المتميزة بنزول كتب معينة على أنبيائها تميزت بأن الصوم لديها يمارَس لتأدية غرض ديني وتؤكد على حتمية الصيام خلال فترة معينة من العام.
وإن كان قد صاحبه أغراض جانبية أغلبها على هامش الغرض الديني، وهذه الديانات هي:
‏أ ـ الديانة اليهودية: اتسمت أوقات الصوم عند اليهود بارتباطها بإحياء ذكرى نكبة أو كارثة في التاريخ اليهودي بغرض الندم والتوبة والتكفير، ومن أشهر أيام الصوم عندهم وأقدسها:‏
أولاً ـ صوم يوم (كيبور) أي الغفران، وموعده اليوم العاشر من الشهر القمري اليهودي (تِشري) أول أُكتوبر، ويبتدئ من وقت الغروب إلى غروب اليوم الذي يليه مع انقطاع عن المأكل والمشرب والمنكح وأي عمل دنيوي ما عدا التعبد لله.
‏ثانياً ـ صوم داود((17) إحياء لذكرى بداية حصار القدس من قِبَل الملك البابلي (نبوخذ نصر) سنة 588 يهودية قبل الشتات، وقد أثنى النبي محمد ( على هذا النوع من الصيام إذ قال: [إنًّ أحب الصيام إلى الله صيام داود... كان يصوم يوماً ويفطر يوماً]. متفق عليه.

‏وصوم آب ذكرى تدمير الهيكل سنة 586 قبل الشتات بالتقويم اليهودي، وهو أكثر أيام الصيام إجلالاً، يشتد فيه الحزن، ويقرأ اليهود عقب الصلوات الليلية في كتاب (العويل)(18) يتبعونها بترديد أشعار النحيب.‏وصوم جيداليا أو (كذاليا) ذكرى اغتيال جداليا حاكم جيداه بعد تدمير الهيكل الأول وصوم (إستر) ذكرى الملكة اليهودية الصالحة ـ بنظرهم ـ وابن عمها مردخاي، وما أدَّياه من فضل عظيم لليهود، وموعده يومَيْ الرابع عشر والخامس عشر من آذار (مارس) من كل عام.
‏أما نبي الله موسى فقد صام أربعين يوماً صامها عند جبل سيناء، وذلك لاستقبال كلمات الله تعالى، وورد ذكرى ذلك في القرآن قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة، وأتممناها بعشر... إلخ((19).‏

وهناك خبر عن النبي محمد ( رواه البخاري في صحيحه قال: [قدم النبي ( المدينة واليهود تصوم عاشوراء، فسأل عنه فقالوا له: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي ( لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا].‏وللتوفيق بين عاشوراء عند المسلمين وعاشوراء عند اليهود، نقول إنه اليوم العاشر من شهر تشري بالتوقيت اليهودي، وهو الشهر الأول في سنتهم العبرية، فجعله الرسول في اليوم العاشر من الشهر الأول من التوقيت الإسلامي: المحرم، وقال: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع: التاسوعاء؛ ليخالف اليهود" فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي الرسول. فلم يصم في حياته إلا عاشوراء مرةً واحدة، ولكنه صام في حياته تسعة رمضانات بعد أن فُرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة.‏أما اليهود في هذا العصر فقد نبذوا كل مظهر للصوم، إلا ما يقوم به بعض رجال الدين عندهم، ولا يعدو أن يكون صوراً ومظاهر فارغة لا تحمل أي معنى من معاني العبادة.
‏ب ـ وأما النصارى فليس في أناجيلهم نص في فريضة الصوم، وإنما فيه ثناء على من صامه بصفته عبادة ولذلك ففيه سمة الاختيارية، وأشهر صومهم وأقدمه (الصوم الكبير) الذي قبل عيد الفصح (القيامة عند الشرقيين)، وهو الذي صامه موسى ( وكان عيسى ( يصومه أيضاً، وتبعه الحواريون ثم وضع الرهبان أنواعاً أخرى من الصيام، وفيها خلاف بين المذاهب والطوائف، فالكاثوليك كان الصيام عندهم شديداً في بدء النصرانية، أما الكنيسة الشرقية للروم الأرثوذكس فأيام الصيام فيها أكثر منها عند الكاثوليك، وقوانينها أشد صرامة وفيها مواقيت كثيرة للصوم والإمساك عن اللحم ونتاجه، أما البروتستانت فالصوم عندهم سُنَّة حسنة، أما الأقباط فيصومون أربعين يوماً لذكرى الأربعين التي صامها المسيح ( وكان هذا الصوم يبدأ عقب عيد الغطاس مباشرة، فنقله البطريك الإسكندري (ديمتريوس)، وهو البطريك الثامن عشر (188 ـ 234) إلى ما قبل عيد القيامة مباشرة، وأدمج في هذا الصوم صوم أسبوع الاستعداد وأسبوع الآلام، فبلغت العدة 55 يوماً، وهو الصوم الكبير عندهم(20).

‏وأثناء فترة الصوم لا يعقد النصارى الزواج، وبعضهم يصومون يوم الأربعاء المسمى عندهم بيوم المؤامرة التي انتهت بالقبض على عيسى ( بحسب زعم بعضهم، وكذلك يصوم آخرون يوم الجمعة لأنه اليوم الذي صُلب فيه المسيح ( كما يعتقدون.‏ج‍ ـ أما الصيام عند المسلمين فقد فُرض بنصٍّ من القرآن الكريم، قال عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا، كُتب عليكم الصيامُ كما كُـتِب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون((21).
وجعله (أياماً معدودات( في الشهر التاسع من السنة الهجرية (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان((22). وقد روت بعض الأحاديث أن الرسول ( كان يصوم يوم عاشوراء وهو في مكة كما كانت تصومه قريش في الجاهلية، وكانت قُريش تصومه؛ لأنه يوم كانت تُستَر فيه الكعبة. فعندما فُرض شهر رمضان بالنص القرآني، صار واحداً من أركان الإسلام الخمسة، وتقرر على المسلمين صيامه عند رؤية هلال الشهر التاسع المسمى برمضان، ويستمر الصوم من الفجر حتى غروب الشمس، يمسك فيها الصائم عن المأكل والمشرب والجنس، وتختلف ساعة الإمساك حسب موقع مكان الصائم من خط الطول وخط العرض على الكرة الأرضية، ويُطلب من المسلم في شهر الصوم الإكثار من قراءة القرآن والصلاة المفروضة والتراويح والتهجّد وغيرها.‏ويصوم المسلمون تطوعاً يوم عاشوراء ووقفة عرفات وبداية رجب وشعبان ومنتصفهما، والأيام البيض وهي 13 و14 و15 من الشهر القمري، قال قتادة: كان الصيام زمن نوح ثلاثة أيام في كل شهر، ثم نسخه الله في رمضان، وصوم النذور ككفارات عن ذنوب يرتكبها المؤمن في سنته. ولكن الصيام في أصل العقيدة الإسلامية فرضٌ فرضه الله تعالى يُتقرب فيه إلى رضاه وإطاعته، كي تسمو نفوسهم، وتتطهر أبدانهم، وأوجب القرآن الصيام بصفةِ كفارة عن اقتراف بعض الذنوب الكبيرة كالقتل والظِهار وتكفير اليمين، فقال عن القتل: (وما كان لمؤمنٍ أن يقتل مؤمناً إلا خطأ، ومن قتل مؤمناً خطأً فتحرير رقبة... أو... فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله...((23).

‏وقال عن الظِّهار(24): (والذين يظاهرون من نسائهم، ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسَّا... فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين( (25). وقال عن كفارة اليمين: (لا يؤاخذُكم الله باللغو في أيمانكم، ولكنْ يؤاخذكم بما عَقَدْتم الأيمان، فكفّارته إطعام عشرة مساكين.... فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام((26).‏الأحداث الكبرى في الإسلام واكبت زمن الصيام‏لقد كرَّم الله شهر الصوم عند المسلمين بأن وقعت فيه مجموعة من الأحداث والمعارك والانتصارات الفاصلة في تاريخ الإسلام، فهذه بعضها:
‏17 رمضان غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة.‏
10 رمضان فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.‏وفي رمضان غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة.‏وفي رمضان هُدم صنم العُزَّى في السنة الثامنة للهجرة.‏وفي رمضان انتشار الإسلام في اليمن في السنة العاشرة للهجرة.‏
25 رمضان معركة الزلاقة في سنة 470 للهجرة انتصر جيش المرابطين على جيش الإسبان‏وفي رمضان معركة حطين. انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين.
‏15 رمضان معركة عين جالوت في سنة 658 للهجرة انتصر قطز على المغول.‏
28 رمضان فتح الأندلس في سنة 92 للهجرة، انتصر طارق على لذريق بعد أن نزل إلى ساحل بلاد الأندلس.‏
10 رمضان حرب تشرين التحريرية في 6 تشرين (اكتوبر) 1973 وتسمى عند المصريين معركة العبور.‏
وهناك معارك وانتصارات أخرى أحرزها المسلمون في رمضان كفتح جزيرة رودس ومعركة نهاوند وغيرها.‏ومع أن القرآن ينص على أن شهر رمضان نزل فيه القرآن وهي ليلة القدر، ويقدرها العلماء بالأيام الوترية من العشر الأخير من رمضان، نزل فيها القرآن دفعة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل على الرسول مُنجَّما حسب الظروف والأحوال والمناسبات، ويذهب بعض العلماء إلى أن رمضان نزلت فيه كتب سماوية مقدسة كصحف إبراهيم التي يقال إنها نزلت في العاشر من رمضان، والتوراة لستٍ من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة من رمضان أو ثماني عشرة منه. والزبور لثنتي عشرة منه، وأظن أن الذين أرخوا لنزول هذه الكتب المقدسة قارنوا تواريخ نزولها بمطابقاتها في التاريخ الهجري، ولكن ذلك يظل تخميناً لا تعضده الدقة العلمية.
‏آراء عمالقة الأطباء في الصيام‏من هذا العرض شبه المفصَّل يتّضح أن الأمم، على اختلاف أجناسها وعروقها، البدائي منهما والمتحضر، المتدين منها والوثني، عرفت الصيام ومارسته، وإن اختلفت في غاياتها وأغراضها من الصيام، وإن كانت الغاية الأساس هي الغاية الدينية، فالكتب السماوية والأنبياء طلبوا من أتباعهم الصيام تقربّاً لله وطاعة لتعاليمه، وحتى هذا الغرض الديني ينطوي على منافع صحيّة وفوائد نفسية لمُمارِسِه، فقد كثرت تعاليم الدين الإسلامي التي تحض على الاعتدال في تناول الطعام، ففي القرآن يقول تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تُسرفوا، إنه لا يحب المسرفين((27).
وتواترات الدعوة إلى الاقتصاد في وجبات الطعام في الأحاديث النبوية الشريفة، قال الرسول (: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه" وقال: "حسب ابن آدم لُقيمات يقمنَ صُلبه" وصرح بالدعوة إلى الصيام بقوله: [صوموا تصحوا] وجعل "الصيام جُنَّة"؛ "لأن المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء"(28)، والصوم ضرب من الحمية، وحتى الشاعر العربي امتثل بالتعاليم الدينية عندما قال:‏ثلاثٌ هنَّ من سبب الحِمام * * * وداعية السليم إلى السقام‏دوامُ مُدامة، ودوامُ وطءٍ * * * وإدخال الطعام على الطعام‏وإذا كانت الكتب السماوية والأنبياء والكهان ورجال الدين قد أكدوا على الغاية الدينية من الصوم، وجعلوها الهدف الأول من الصيام فإن الأطباء والمصلحين الاجتماعيين ركّزوا على الجانب الصحي من الصيام، ولهذا عالج الكثيرون من الأطباء مرضاهم بالصوم، في مشارق الأرض وفي مغاربها، في قديم الزمان وفي حديثه، فهذا ابن سينا وصف الصوم لمعاجلة جميع الأمراض المزمنة، ووصف الأطباء المسلمون في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين صوم ثلاثة أسابيع للشفاء من الجدري، ومرض الداء الإفرنجي (السيفلس)، وفي زمن احتلال نابليون لمصر جرى تطبيق الصوم في المستشفيات للمعالجة من الأمراض التناسلية، ويقول الدكتور السيوطي: إن الصيام يمنع تراكم المواد السمية الضارة، كحمض البول والبولة وفوسفات الأمونياك والمنغنيز في الدم، وما تراكم في المفاصل والكلى من الحصيات البولية، ويقي من داء الملوك (النِّقرس)، كما يقول الدكتور إبراهيم الراوي: يؤثر الصيام في تنشيط القدرات الفكرية عند الإنسان لتنشيطه الخلايا الدماغية.‏
ولم يقل هؤلاء الأطباء المسلمون مقولاتهم هذه تعصبّاً للإسلام وانحيازاً لجانب الصيام وإنما قال مثل هذه المقولات عمالقة الطب الغربي في قديم الزمان و حديثه، وكلهم يؤكد فوائد الصيام الصحية، وقد مرّ معنا أن طائفة من أطباء الحضارة الهيلينية لمسوا فوائد الصيام، فقد مر معنا أن الطبيب اليوناني (أبو قراط) في القرن الخامس قبل الميلاد يُعد أول من قام بتدوين طرق الصيام وأهميته العلاجية وتبعه أطباء اليونان مثل (أسكابياد) و(سيلوس) فلجؤوا إلى معالجة كثير من الأمراض التي استُعصيت على وسائل المداواة المتوفرة لديهم حينئذٍ، كما مر معنا أن عبدة (أكليبوس): إله الطب الشافي ساد الاعتقاد عندهم أن الصيام بإخلاص شديد يفضي إلى الشفاء من بعض الأمراض، وإلى مثل هذا ما رأيناه عند أطباء الإسكندر؛ في زمن البطالسة أنهم كانوا ينصحون مرضاهم بالصيام تعجيلاً للشفاء.‏ونُقل عن الطبيب الأمريكي (كارلو) أنه خاطب قومه ناصحاً لهم بالانقطاع عن الطعام مرةً كل عام.‏ثم امتدح دين الإسلام قائلاً: إنه أحكم الأديان، حيث فرض الصيام، وأن محمداً الذي جاء بهذا الدين – برأيه - كان خير طبيب وفق إرشاده وعمله، حيث كان يأمر بالوقاية قبل المرض وقد ظهر ذلك في الصيام، وفي صلاة القيام(29).
وينقل عن الدكتور (ماك فادون) أحد الأطباء العالميين الذين اهتموا بدراسة الصوم أنه يقول: إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً؛ لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله، فيقل نشاطه، فإذا صام الإنسان خف وزنه، وتحلَّلت هذه السموم من جسمه بعد أن كانت مجتمعة، وما أن تذهب عنه حتى يصفى صفاءً تاماً(30).‏
وفي ألمانيا أقام الدكتور (أوتوبو تشنجر) مصحاً في بلدة (بادبيرمونت) سماه (مصح الصوم الطبي) قال عن الصوم: استناداً إلى النتائج البعيدة المدى والإمكانيات المتعددة في التطبيق العملي للمعالجة بالصوم فإن هذه المعالجة، قد أثبتت جدواها بشكل منقطع النظير، حتى إنها فاقت كل التوقعات التي كان يتوقعها من قبل(31).
‏وقد تنبه الأطباء والباحثون إلى تأثير الصوم على المُسِنّين، فأرشدوهم إلى عدم الإفراط في الطعام وترك الانغماس في الملذات والشراب، ومن الحِكَم المشهورة التي قالها أحد الأعراب مقولة: "لا يوجد ما هو أشدّ ضرراً على الشيخ الكبير من أن تكون له جارية حسناء وطباخ ماهر". ولذلك يقترحون الصوم للتخفيف من الشهوات الجامحة، وهذا ما تنبه إليه الرسول ( في فترة مبكرة عندما أرشد الشباب بالصوم لكبح غرائزهم لكسر حدة الشهوة الجامحة، إذ لم يتيسر لهم الزواج، قال: [يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء](32).‏فهذا (لودفيك كارنارو) من البندقية يكتب أبحاثاً عن فوائد الصوم بعد أن مارسه واستفاد منه، وهو في الثالثة والثمانين من عمره، وقد سئل أحد المعمرين، وهو ميشيل أنجلو عن سر صحته الجيدة، وتمتعه بنشاط غير عادي بعد أن تجاوز الستين، فقال: إن السبب في احتفاظي بالصحة والقوة والنشاط إلى اليوم هو أنني كنتُ أمارس الصوم من حينٍ لآخر، وقد بيّن (آلان سوري Alain Saury) قيمة الصوم في حيوية الجسم ونشاطه، ولو كان في حالة المرض، وأورد حالات عدد من المسنين، تجاوزت أعمارهم السبعين، استطاعوا بفضل الصوم استرجاع نشاطهم وحيويتهم الجسمية والنفسية.‏فالصوم أداة يمكن أن تعيد الشباب والحيوية إلى الخلايا والأنسجة المختلفة في البدن، ولقد أكّدت أبحاث (Margulis) أن الصوم وحده قادر على إعادة الشباب الحقيقي إلى الجسد.‏ولو رحت أستعرض ما كتبه أطباء الغرب عن فوائد الصوم الصحية، لاستطال بين يديّ البحث، كالذي كتبه في إنجلترا الدكتور (تشين) الذي خالف عادات قومه من (البروتستانت) المفرطين في الطعام، وعالج نفسه بواسطة الصوم من آثار الإفراط في المآكل، وما كتبه في ألمانيا (هوفمان) أن الصوم يعين على معالجة الصرع والقرحة والسرطانات الدموية والساد الذي يصيب العينين، وأورام اللثة ونزيفها والقرحة الجفنية، وأكد ذلك في روسيا الدكتوران: مينوف وسباسيك. وأيّد أبحاثهما الدكتور (زيلاند)، وفي الولايات المتحدة بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجاً للمرضى منذ القرن الماضي، فقد عالج الدكتور (ادوارد ديوي) الاضطرابات المعوية والمِعديّة والاستسقاء والترهل الجسدي.‏هذا وعقدت مؤتمرات كالمؤتمر الثامن لاختصاصيي الحمية الغذائية الذي عقد عام 1928 حيث أقر المؤتمرون فائدة الصيام لمعالجة الأمراض الناجمة عن فرط التغذية أو اضطراب الاستقلاب، وفي حالات تصلب الشرايين، وارتفاع الضغط الدموي، وفي الاختلاجات العضلية، أليس في هذا مصداق قوله (: [صوموا تصحوا].‏
فوائد الصوم ومنافعه‏بالإضافة إلى أن الصوم، في كثير من الديانات، شعيرة من شعائر الدين، يَرتقي في الدين الإسلامي إلى درجة الفرض بصفته أحد أركان الإسلام الخمسة، فإن لـه فوائد دنيوية فردية واجتماعية ونفسية وأخلاقية، لا يتسع مقام البحث إلا لتلخيص بعضها، منها:‏

1 ـ أن الصوم، سواء للمريض أو السليم، راحة للجسم، يمكِّنه من إصلاح أعطابه، ومراجعة ذاته. وبفضله تستعيد أجهزة الإطراح والإفراغ نشاطها وقوتها، ويتحسّن أداؤها الوظيفي في تنقية الجسم، مما يُفضي إلى ضبط الثوابت الحيوية في الدم وسائر سوائل البدن.‏
2 ـ يوقف الصوم عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء، ويعمل على طرحها، فيطرد السموم المتراكمة في البدن التي يمكن أن تتحول إلى نفايات سامة إذا لم تطرح. وكذلك يحلل المواد الزائدة والترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة، فيحسِّن وظيفة الهضم، ويسهل الامتصاص، ويسمح بتصحيح فرط التغذية.
‏3 ـ يعمل الصيام على ترشيد توزيع الطاقة حسب حاجة الجسم.
‏4 ـ يقوم الصوم كعلاج شافٍ لكثير من أمراض العصر المتنامية، فتهبط في الجسم نسبة الدسم، وحمض البول، فيقي البدين، وأصحاب السِّمنة المفرطة، من الإصابة بتصلب الشرايين، وداء النقرس، وآفات القلب، وغيرها من أمراض التغذية.
‏5 ـ يقوي الصيام الجهاز العصبي، فيفتح الذهن، ويقوي الإدراك.
‏6 ـ والصيام المنتظم يعيد للجسم حيويته وشبابه، وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيّرة.
‏7 ـ والصيام علاج لبعض الأمراض المزمنة، وهذا ما لجأ إليه الطبيب العربي القديم ابن سينا، والطبيب الروسي الحديث (ب. ج ـ سباسكي) الأستاذ في جامعة موسكو.‏
8 ـ علاجان اقتصاديان لا يكلفان المرء شيئاً، وهما من أنجع العلاجات: الصوم ورياضة المشي.
‏9ـ للصوم فضيلة نفسية أنه يعوّد الإنسان الصبر على التحمُّل، ولذلك قال الرسول (: [الصوم نصف الصبر، ويقوي الإرادة، وترويض النفس، ويخفف التوتر في الجهاز العصبي (اللهم إني صائم)] . والجوع يساعد الصائم على السيطرة على الذات، وكبح شهوات الجسد الجامحة، فيستشعر الصائم أنه في عبادة، فيكف عن الرفث والصخب.
‏10 ـ وعند الجوع ينكسر البطر، والبطر يُفضي أحياناً إلى الطغيان والاستبداد. ومن هنا جاء قوله تعالى: (إن الإنسان ليطغى أنْ رآه استغنى((33) فالجوع يحرك غريزة التواضع والاستكانة وهذا ما انتبه إليه الإمام الغزالي عندما قال: "الصيام زكاة النفس، ورياضة الجسم، فهو للإنسان وقاية، وللجماعة صيانة، في جوع الجسم صفاء القلب، وإنفاذ البصيرة، ولأن الشبع المفرط يورث البلادة، ويعمي القلب، ويكثر الشجار فيتبلَّد الذهن، أحيوا قلوبكم بقلة الضحك وقلة الشبع، وطهروها بالجوع تصفو وترق، ومن هنا جاءت حكمة النبوة: نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع، أي لا نأكل حتى درجة الشبع المفرط. وهذا تأييد لوصية لقمان الحكيم لابنه القائل فيها: يا بُنيَّ إذا امتلأتْ المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة.
‏11 ـ والصوم يعمل على إيقاظ الشعور الجماعي المشترك في صفوف الأمة حين يذوق الجميع: غنيّهم وفقيرهم آلام الجوع ومرارة الظمأ، فيتحرك فيهم الحس الاجتماعي التضامني، وتستيقظ الرغبة في الحنان على الفقير الجائع.‏هذه بعض فضائل الصيام وفوائده، ولو حاول المرء استقصاءها كلها لوجد في الصيام منافع كثيرة غير التي عددناها.‏كنتُ أود أن أكتب عن آراء شعراء العرب في الصيام، ولكنْ نظراً لأنهم في كل وادٍ يهيمون، خشيت أن يجنح بيَ البحث إلى وادي الخيال، وهذا يجانب المنهج العلمي الذي أردته لهذا البحث، ومادة الشعر في الصيام سأفرد لها دراسة ليس هذا مكانها.
‏المصادر والمراجع:‏1 ـ القرآن الكريم
‏2 ـ صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، المكتبة الإسلامية، استانبول، تركية: 1981م.
‏3 ـ صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري، المطبعة العامرة، استانبول، تركية 1323ه‍.
‏4 ـ الطب النبوي، ابن قيمِّ الجوزية، تح: شُعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة ط9، دمشق 1986.‏
5 ـ الكتاب المقدَّس، الجمعية البريطانية والأجنبية لانتشار الكتب المقدسة، مدرسة أوكسفورد 1980م.‏
6 ـ لسان العرب، ابن منظور المصري، دار صادر ودار بيروت، 1955م ـ 1374ه‍ لبنان.
‏7 ـ موسوعة المورد، منير بعلبكي، بيروت، لبنان، 1967.
‏8 ـ الموسوعة الميسرة، الندوة العالمية للشباب المسلم، الرياض، 1409ه‍/ 1989م.‏
(1) سورة البقرة: 195.
‏(2) سورة البقرة: 185.‏
(3) سورة البقرة: 186.
‏(4) لسان العرب، ابن منظور، مادة: صوم.
‏(5) سورة مريم، آية 10 وفي سورة آل عمران، 42، (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا(.‏
(6) سورة مريم، آية،27.‏
(7) سورة البقرة، 183.‏
(8) في الميثيولوجية اليونانية زعموا أن أكليبوس كان ابن أبولو، ولكنَّ زيوس خشي أن يوفَّق إلى إبعاد شبح الموت عن الناس أجمعين، فأنزل صاعقة أردته قتيلاً.
‏(9) البوذية: هي ديانة ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية في القرن الخامس أو السادس قبل الميلاد، تدعو إلى نبذ الترف، والمناداة بالمحبة والتسامح، وفعل الخير، وحمل النفس على التقشف والخشونة وترك الملاذ. [الموسوعة الميسرة للأديان ـ 105].‏
(10) الهندوسية: ديانة وثنية، يعتنقها معظم أهل الهند، وقد تشكّلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، يدين بها الهندوس المنتشرون في الهند في المقام الأول، وفي بعض أجزاء باكستان وبنغلاديش (باكستان الشرقية) وسِري لانكا، ونيبال، قوامها الإيمان بالتناسخ، والدعوة إلى التحرر من الشَّرَه والدنيوية، [الموسوعة الميسرة للأديان، 529].‏
(11) الزاراداشتية: ديانة فارسية قديمة، أسسها زاراداشت، وهي تقول بوجود إلهين: أحدهما (أهورامزدا) يمثّل الخير، والآخر، وهو (أهريمان) يمثِّل الشر،وبأن الصراع بين هذين الإلهين لا ينقطع، كما تقول بأنّ على أتباع أهورمزدا أن يلتزموا نظاماً أخلاقيَّاً صارماً يمكّنهم من أن يصبحوا طاهري الفكر والقول والعمل.
‏(12) موسوعة المورد، منير بعلبكي، 4/107.‏
(13) الجينية (Jainism): ديانة منشقة عن الهندوسية ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يدي مؤسسها (مهاويرا) وما تزال إلى يومنا هذا، أبوه أمير مدينة في ولاية بيهار، عاش حياته متمتعاً بالخدم والملذات العادية، ولما آلت إليه ولاية العهد حلق رأسه، وخلع ملابسه الفاخرة، وبدأ مرحلة الزهد والخلوة والتبتل.
‏(14) ديانة بدائية، تتميز بالاعتقاد بعالم محجوب، هو عالم الآلهة والشياطين وأرواح السلف، وبأن هذا العالم لا يستجيب إلا للشامان.
‏(15) الإنترنت: مجلة أفق، ترجمة وإعداد: أسامة أبو الوفا.
‏(16) دائرة معارف القرن العشرين، 5/593.‏
(17) انظر سفر صموئيل النبي.
‏(18) سفر العويل: من أسفار العهد القديم، يتألف من خمس قصائد، كلها تفجّع على بيت المقدس، بعد أن دمرها البابليون عام 586 ق.م، يُنسب إلى النبي اليهودي آراميا، ولكن المؤرخين يشكّون في صحة هذه النسبة.‏
(19) سورة الأعراف، 142.
‏(20) الكنيسة القبطية: هي الكنيسة التي ينتسب إليها أقباط مصر، وهي ترى أن للسيد المسيح طبيعة واحدة فقط، هي الطبيعة الإلهية، ترقى إلى القرن الخامس للميلاد، ويرعاها بطريرك الإسكندرية، ومقره القاهرة، وللكنيسة القبطية أتباع كثر ومكانة مرموقة في أثيوبية حيث تدين كثرة السكان بتعاليمها.‏
(21) سورة البقرة، 183.‏
(22) سورة البقرة، 185، وكانت بداية صيام شهر رمضان في شعبان في السنة الثانية للهجرة في المدينة، في السنة التي فُرض فيها الجهاد، لأن الصيام جهاد النفس، والجهاد جهاد العدو.
‏(23) سورة النساء: 92.
‏(24) الظِّهار: أن يقول الرجل لزوجته: أنت عليَّ كظهر أمي، وكانت العرب في الجاهلية تُطلِّق بهذه الكلمة.‏
(25) سورة المجادلة، 4 ـ 5.
‏(26) سورة المائدة، 93.‏
(27) سورة الأعراف، 31.
‏(28) انظر في توثيق هذه الأحاديث كتاب صحيح مسلم 3/121 ـ 176.‏
(29) للتحقق من هذا الموضوع يُرجع إلى كتاب الطب النبوي.‏
(30) صفحة من الأنترنت بموقع التقوى، بقلم: خالد اللحام نقلاً عن الدكتور نجيب كيلاني في كتابه (الصوم والصحة).‏(31) المصدر نفسه أيضاً.‏
(32) الوجاء: معالجة تؤدي إلى وقف النكاح.‏
(33) سورة العلق، 6.



د. محمود الربداويي _ الثراث العربي

0 التعليقات:

إرسال تعليق