في اللغة المتداولة يعني «الربط» او «العقد» في معتقد المغاربة التدخل في القدرة على الاتصال الجنسي لدى الشخص، من خلال عمل سحري يستهدف توجيهها في اتجاه وحيد «حالة المرأة التي ترغب في شل قدرة زوجها على معاشرة غيرها جنسيا»، او شلها بالمرة, وتسمى هذه العملية في المغرب «الثقاف», وعكس ما هو شائع، فإن الثقاف لا يستهدف الرجل فقط، بل المرأة ايضا, وتشمل مجالات اللجوء اليه اغراضا اخرى.
ربط الرجل
الربط في لغتنا العامية تعني القيد، وهو فعل يستعمل عادة حتى للحديث عن شكل حركة دابة، من خلال ربط احد قوائمها الاربع بحبل، يشد الى شيء ثابت, والربط في قواميس السحر له معنى التحكم في قدرة الرجل على المجامعة الجنسية مع النساء, بحيث تكون ممكنة مع امرأة وحيدة هي زوجته او عشيقته ومستحيلة مع الاخريات.
وفي مجتمع يبيح تعدد الزواج، يبدو الثقاف حلا سحريا بالفعل، بالنسبة للنساء الخائفات على دوام استقرارهن الاسري من علاقات الزوج خارج اطار الزوجية, لذلك ليس نادرا ان تلجأ ربة البيت المتوجسة من ضياع زوجها في حضن امرأة اخرى، الى تطبيق واحدة من الوصفات الكثيرة التي ينتج عنها ثقاف الرجل, وهي وصفات تصلح ايضا للمرأة التي تريد ثقاف عشيق لها حتى لا يعود الى زوجته.
وتتباين وصفات ثقاف الرجل حسب درجة تعقيدها والادوات المستعملة فيها, والملاحظ ان وصفات السحر الشعبي (سحر العامة) الذي لا يحتاج لتنفيذه الى ساحر، تعتمد على وسائل غاية في البساطة، هي في العادة كل ما ينفتح وينغلق: كعلبة اعواد الثقاب «الوقيد» او القفل، او المقص او الباب وغيرها.
وهي من الكثرة والتنوع والغرابة، ولذلك سنكتفي بتقديم نماذج منها: تؤخذ الخرقة التي استعملت عقب المجامعة الجنسية، وتوضع بها الحنوط وهي المواد التي تستعمل في تحنيط الميت ثم تدفن في قبر بالمقبرة المهجورة «الروضة المنسية».
ومن الواضح ان ترابط الافكار في هذه الوصفة يقوم على مبدأ الدفن الرمزي للقدرة الجنسية للرجل بهدف قتلها، من خلال وضع بقايا الموت «الحنوط» في خرقة بها مني، ثم دفنها بقبر مجهول الصاحب!
وهي من الكثرة والتنوع والغرابة، ولذلك سنكتفي بتقديم نماذج منها: تؤخذ الخرقة التي استعملت عقب المجامعة الجنسية، وتوضع بها الحنوط وهي المواد التي تستعمل في تحنيط الميت ثم تدفن في قبر بالمقبرة المهجورة «الروضة المنسية».
ومن الواضح ان ترابط الافكار في هذه الوصفة يقوم على مبدأ الدفن الرمزي للقدرة الجنسية للرجل بهدف قتلها، من خلال وضع بقايا الموت «الحنوط» في خرقة بها مني، ثم دفنها بقبر مجهول الصاحب!
ولاحداث العجز الجنسي لدى الرجل ايضا تفتح الزوجة علبة الثقاب وتضع كل جزء منها على جانب من الباب وحين يخرج الزوج ويجاوز الباب، تنادي عليه الزوجة باسمه، ولا تكلمه حين يرد عليها، بل تقول في نفسها «غوت عليك الوقيد، ما غوتش عليك انا» اي ان الوقيد «الثقاب» هو الذي نادى عليك، وليس انا,, ثم تغلق بعد انصرافه علبة الوقيد، مطمئنة الى أن الزوج لن يكون في مستطاعه مجامعة امرأة اخرى غيرها، لمدة عام كامل!
ومن الوصفات الاخرى التي ذكرها لنا ساحر: تحمل المرأة منديلا به اثر من مني الزوج او العشيق الى فقيه «الساحر» كي يكتب عليه بعض الطلاسم السحرية التي تتضمن اسماء ملوك الجن، المطلوب تدخلهم لربط او حل فحولة الرجل.
عقد المرأة والفتاة
إن الربط ليس ممارسة تستهدف شل النشاط الجنسي او تقييده، عند الرجل وحده حتى لا يصير ممكنا الا في اتجاه وحيد، فللأنثى ايضا حقها!
وفي هذه الحالة يسمى الثقاف عقدا, وفي مصنفات السحر نجد الكثير من الوصفات «لعقد المرأة كي لا يطأها احد غيرك» كما يقدم السحرة وصفات اخرى لثقاف البكر التي يلجأ اليها الاباء الخائفون من ضياع بكارة شرف بناتهم من طرف واحد من بني الانس او الجن!
ويبدو مرة أخرى أن تأثير الف ليلة وليلة كبير جدا في فولكلورنا الوطني، اذ نقرأ في حكايات شهرزاد عن الكثير من خيانات النساء، رغم احكام الانس والجن الاغلاق عليهن، داخل علب مظلمة او في اعماق البحار!
إن الربط ليس ممارسة تستهدف شل النشاط الجنسي او تقييده، عند الرجل وحده حتى لا يصير ممكنا الا في اتجاه وحيد، فللأنثى ايضا حقها!
وفي هذه الحالة يسمى الثقاف عقدا, وفي مصنفات السحر نجد الكثير من الوصفات «لعقد المرأة كي لا يطأها احد غيرك» كما يقدم السحرة وصفات اخرى لثقاف البكر التي يلجأ اليها الاباء الخائفون من ضياع بكارة شرف بناتهم من طرف واحد من بني الانس او الجن!
ويبدو مرة أخرى أن تأثير الف ليلة وليلة كبير جدا في فولكلورنا الوطني، اذ نقرأ في حكايات شهرزاد عن الكثير من خيانات النساء، رغم احكام الانس والجن الاغلاق عليهن، داخل علب مظلمة او في اعماق البحار!
فكيف يمكن اذن تقييد عفة المرأة، بحسب معتقداتنا السحرية؟
بالنسبة لعقد البكر، يلجأ الفقيه الساحر كذلك الى القفل او الغربال وصنع الطلاسم المحروسة بالجن، لقطع اي امكانية في اقامة المرأة لعلاقة جنسية قبل الزواج! ومن الوصفات المنتشرة في مجتمعات النسوة المنغلقة على أسرارها، نذكر طريقة «المنسج» والمنسج هو شبكة من خيوط الصوف التي تصفف بشكل عمودي وسط هيكل خشبي، وحولها تعقد ايادي النساء قطعا صغيرة من خيوط الصوف الملونة لتصنع زربية «السجاد», وتتضمن عملية ثقاف الفتاة البكر مرورها بين تلك الخيوط المتشابكة ثم يغلق «المنسج» بعدها.
واذا كنا رأينا في ما سبق ان كتب السحر الاساسية تذكر حلولا لعلاج ربط الرجل، من دون ان تقدم وصفات لاحداثه، فإنها لا تستنكف ذلك، حين يتعلق الامر بالمرأة.
وهكذا يقدم السيوطي مثلا في كتاب «الحكمة»، وصفات عديدة بأعضاء بعض الحيوانات خصوصا المرارة.
ويقول في احداها انه ان طلي ذكر الرجل بها المرارة يقوم مجامعة امرأته يجعل من غير الممكن ان يطأها احد غيره، حيث ان «الرجل منهم اذا أتاها وهو بوطئها ولم يبق غير الايلاج، انطوى ذكره، وارخى وفترت همته ولم يقدر على وطئها».
ومن الوصفات الاخرى التي يزعم انها تحدث هذا المفعول العجيب، نذكر مسح ذكر الرجل قبل ان يجامع المرأة بدم الغراب او مرارة الضبع او مرارة الذئب، الخ.
وطبعا يقدم الققهاء السحرة وصفات اخرى، تقوم عناصرها على تخصصهم المعروف: صنع الجداول والطلاسم، باعتماد اسم المرأة واسم امها، ثم ينقع الطلسم في الماء ويمسح ذكر الرجل به قبل المجامعة.
حل «الربط»
يقسم السحر الرسمي انواع الربط الى ثلاثة:
ما يكون من ارياح الجن، وعلامته ان يسبقه الماء «المني» قبل الالتحاق بها، وهو ما يعرف طبيا بالقذف المبكر.
ما يكون من سحر بني ادم «اي الثقاف».
ما يكون عنينا بارد الهمة على أصله «العجز الجنسي».
وتختلف انماط العلاج التي يُنصح بها باختلاف الحالات، طبعا, وبحسب أقدميتها في المريض ايضا, وتتضمن في الغالب كتابة خواتم «جداول سحرية»، ونقعها في الماء، ثم يرش المربوط بها، او كتابتها على مواد غذائية ليأكلها المسحور، الخ.
لكن السحر الشعبي، في المقابل، يقدم وصفات علاجية أقل تعقيدا، تقتضي عادة ازالة اسباب الربط فقط، فالمرأة التي «ربطت» زوجها بعلبة الوقيد، يكفيها ان تخبره بالامر, اما اذا استعملت القفل او المقص او الباب، فيجب عليها ان تفتح ما اغلقته ليزول الربط.
اما اذا لم يزل المفعول، فيجب عليها التبخر بالدخان المتصاعد من حرباء بعد رميها حية في النار، او الاستحمام بماء مقروء عليه ايات من القرآن، او التبول على سمكة حية ثم ارجاعها الى البحر او النهر.
يقسم السحر الرسمي انواع الربط الى ثلاثة:
ما يكون من ارياح الجن، وعلامته ان يسبقه الماء «المني» قبل الالتحاق بها، وهو ما يعرف طبيا بالقذف المبكر.
ما يكون من سحر بني ادم «اي الثقاف».
ما يكون عنينا بارد الهمة على أصله «العجز الجنسي».
وتختلف انماط العلاج التي يُنصح بها باختلاف الحالات، طبعا, وبحسب أقدميتها في المريض ايضا, وتتضمن في الغالب كتابة خواتم «جداول سحرية»، ونقعها في الماء، ثم يرش المربوط بها، او كتابتها على مواد غذائية ليأكلها المسحور، الخ.
لكن السحر الشعبي، في المقابل، يقدم وصفات علاجية أقل تعقيدا، تقتضي عادة ازالة اسباب الربط فقط، فالمرأة التي «ربطت» زوجها بعلبة الوقيد، يكفيها ان تخبره بالامر, اما اذا استعملت القفل او المقص او الباب، فيجب عليها ان تفتح ما اغلقته ليزول الربط.
اما اذا لم يزل المفعول، فيجب عليها التبخر بالدخان المتصاعد من حرباء بعد رميها حية في النار، او الاستحمام بماء مقروء عليه ايات من القرآن، او التبول على سمكة حية ثم ارجاعها الى البحر او النهر.
وفي بعض الحالات المستعصية يتطلب العلاج تدخل عدة اطراف، كأن يكتب الفقيه الساحر طلسما على حديدة فأس ويذهب بها المعني بالثقاف الى حداد ليضعها في النار، وحين تحمي يُرمى بها في الماء، و«المربوط» متجرد من ملابسه السفلى بشكل يسمح للبخار المتصاعد من ان يلمس جهازه التناسلي، وفي بعض الحالات الاخرى يمسح المربوط اعضاءه التناسلية بالماء الذي يطفئ فيه الحداد الحديد الحامي.
اشكال أخرى من الثقاف
ولئن ارتبط الثقاف في القاموس اليومي للمغاربة بالجانب الجنسي الحساس لديهم، ككل الشعوب العربية، لكثرة استعماله في اغراض تخريب العلاقات الحميمة بين الازواج والعشاق، فإن مجالات اخرى لا تقل اهمية يطلب السحرة لقضائها, وبشكل عام ثمة في جعبة السحرة عدد لا يحصى من الوصفات لاحداث «الثقاف» او «العقد» لاغراض اخرى.
فالتاجر الذي يضايقه نجاح منافس له مثلا يذهب الى الساحر ليصنع له جدولا سحريا لثقاف تجارة الغريم الرائجة فتبور ويفلس المحسود.
ولئن ارتبط الثقاف في القاموس اليومي للمغاربة بالجانب الجنسي الحساس لديهم، ككل الشعوب العربية، لكثرة استعماله في اغراض تخريب العلاقات الحميمة بين الازواج والعشاق، فإن مجالات اخرى لا تقل اهمية يطلب السحرة لقضائها, وبشكل عام ثمة في جعبة السحرة عدد لا يحصى من الوصفات لاحداث «الثقاف» او «العقد» لاغراض اخرى.
فالتاجر الذي يضايقه نجاح منافس له مثلا يذهب الى الساحر ليصنع له جدولا سحريا لثقاف تجارة الغريم الرائجة فتبور ويفلس المحسود.
والرجل او المرأة الراغبان في الانتقام من خصم او عدو، يطلبان ايضا من الساحر ان يضع له جدولا من اجل «عقد بول الخصم»، (كذا) بحيث ينحبس البول في مثانة المطلوب، الى أن تنفجر.
والشخص الراغب في اقتناء قطعة ارض او مبان او تجارة معروضة للبيع، يصنع لدى الساحر جدولا لثقافها، فلا تباع ولا تشترى الا له، حين يريد وبالسعر الذي يريد, وهكذا الى ما لا نهاية.
المعتقدات السحرية في المغرب
الحلم والكابوس
تسمح لنا الاثنوغرافيا المقارنة بملاحظة درجة التشابه الكبيرة بين معتقدات المغاربة حول الامور المرتبطة بالنوم والمشاهدات والمسموعات الحلمية، مع معتقدات غيرهم من الشعوب المتحضرة او البدائية.
الليل والنهار
النوم بتعبير العامة هو «اخو الموت» تغادر خلاله الروح جسد الشخص النائم لتسبح في الملكوت, ولذلك فإن كل ما نسمعه او نشاهده اثناء نومنا ما هو الا مشاهدات ومسموعات حملتها الروح معها من رحلة تسكعها الليلي في عالم سرمدي لا حدود فيه بين ارواح الموتى والاحياء، أو بين الماضي والحاضر والمستقبل, ولان النائم هو «اخو الميت» بتعبير المغاربة فإنهم يحاذرون ان يوقظوا شخصا نائما بشكل فجائي، لانهم قد يخلقون للنائم اضطرابا لا تجد معه الروح متسعا من الوقت للعودة الى جسده، فيموت جراء ذلك، واذا ارادوا ايقاظ شخص (خصوصا الطفل الرضيع) يرتبون على كتفه او ظهره، برفق مرددين عبارة البسملة (بسم الله عليك، فق!).
الحلم والكابوس
تسمح لنا الاثنوغرافيا المقارنة بملاحظة درجة التشابه الكبيرة بين معتقدات المغاربة حول الامور المرتبطة بالنوم والمشاهدات والمسموعات الحلمية، مع معتقدات غيرهم من الشعوب المتحضرة او البدائية.
الليل والنهار
النوم بتعبير العامة هو «اخو الموت» تغادر خلاله الروح جسد الشخص النائم لتسبح في الملكوت, ولذلك فإن كل ما نسمعه او نشاهده اثناء نومنا ما هو الا مشاهدات ومسموعات حملتها الروح معها من رحلة تسكعها الليلي في عالم سرمدي لا حدود فيه بين ارواح الموتى والاحياء، أو بين الماضي والحاضر والمستقبل, ولان النائم هو «اخو الميت» بتعبير المغاربة فإنهم يحاذرون ان يوقظوا شخصا نائما بشكل فجائي، لانهم قد يخلقون للنائم اضطرابا لا تجد معه الروح متسعا من الوقت للعودة الى جسده، فيموت جراء ذلك، واذا ارادوا ايقاظ شخص (خصوصا الطفل الرضيع) يرتبون على كتفه او ظهره، برفق مرددين عبارة البسملة (بسم الله عليك، فق!).
إن الطفل الذي يضحك أثناء نومه، يفعل ذلك لأنه يرى مقامه في الدار الآخرة، بينما الذي يبكي، فبسبب علمه بقرب وفاة احد والديه وأو كليهما, اما الكبار فإن الاستيهامات الجنسية التي يعيشونها اثناء النوم ما هي الا تخييلات تقوم بها الشياطين للاستهزاء منهم, ولتفادي ان يحصل ذلك، اي لكي لا يحتلم الانسان، فما عليه سوى كتابة اسم ادم على فخذه الايمن واسم حواء على الايسر، قبل أن يخلد الى النوم، فإن طاقته الجنسية سوف تتعطل في المنام، ولن يحتلم.
إن الحلم يصبح قوة سحرية يعتقد في أن قوى خفية تخاطب النائم لتملي سلوكا ينبغي عليه اتباعه، او لاخباره بحدث وشيك الوقوع، سار أو محزن، وتختلف قيمة ومصداقية الاحلام، حسب طريقة نوم الحالم وحسب توقيت الحلم ايضا, فالاحلام التي ترى قبل منتصف الليل كاذبة، بمعنى أنها لا تتحقق، بينما احلام الصباح هي التي تصدق وتتحقق بشرط ان يكون الحالم نائما على جنبه الايمن، لان ما يحلم به النائم على جنبه الايسر او على البطن او على الظهر ما هو الا همسات الشياطين، ليس الا.
ولان النهار نقيض الليل، فإن احلام النهار تؤول عكس احلام الليل، كما يقول القسطلاني، فالذي يرى نفسه عريسا في حلم الليل، معنى ذلك انه سيموت، اما اذا رأى نفس الحلم في غفوة نهارية، فذلك يعني انه سينتظر فرحا.وقد انتبه الفقهاء مبكرا الى أهمية الاحلام في حياة الناس، فألفوا الكثير من المصنفات لتفسيرها واشهرهم ابن سيرين الذي تعرف كتبه رواجا كبيرا منذ القرن الثامن الميلادي وحتى اللحظة الراهنة على نحو واسع في المغرب.
إن تفسير الاحلام لا يستند الى أسس منطقية، فتارة يفسر حلم بعكس ما يذهب اليه (العرس في الحلم تفسيره الوفاة، مثلا) وتارة أخرى يتم الاستناد على تأويل آيات قرآنية، لكنه في كل الاحوال يلبي حاجة العامة الى فهم مغزى ما يعتبر خطابا آتيا من الغيب.
إن تفسير الاحلام لا يستند الى أسس منطقية، فتارة يفسر حلم بعكس ما يذهب اليه (العرس في الحلم تفسيره الوفاة، مثلا) وتارة أخرى يتم الاستناد على تأويل آيات قرآنية، لكنه في كل الاحوال يلبي حاجة العامة الى فهم مغزى ما يعتبر خطابا آتيا من الغيب.
ومن أمثلة التفسيرات الاسطورية أن رؤية اللونين الابيض او الاخضر في الحلم هي بشرى، بينما اللونان الاحمر او الاسود دليل شؤم, والذي يأكل الثمر في المنام كثير الذنوب، ورؤية البحر معناها دخول معركة، واذا كان الغرق فتأويله الهزيمة، اما العرس فمعناه الجنازة، والذي يحلم انه مات، سيكون عمره طويلا بينما تعني رؤية البيض المرأة، والحناء خصومة، والافعى أو العسل او العقرب، كلها رموز للاعداء.
وفي اعتقاد المغاربة ان الذي يرى حلما صالحا يستطيع ان يردده على مسامع من يريد، بينما من يرى حلما سيئا يذهب ليحكيه في حفرة المرحاض، او لا يحكيه على مسامع اي كان عدا «اهل العلم» ومن اجل ابطال مفعوله او على الاقل التخفيف من اثاره السلبية، يقيم وليمة (صدقة) يتلى أثناءها القرآن، ويدعو الله ان يرد عنه القضاء.
وفي اعتقاد المغاربة ان الذي يرى حلما صالحا يستطيع ان يردده على مسامع من يريد، بينما من يرى حلما سيئا يذهب ليحكيه في حفرة المرحاض، او لا يحكيه على مسامع اي كان عدا «اهل العلم» ومن اجل ابطال مفعوله او على الاقل التخفيف من اثاره السلبية، يقيم وليمة (صدقة) يتلى أثناءها القرآن، ويدعو الله ان يرد عنه القضاء.
أحلام خاصة
عندما يشخص الفقيه المعالج حالة مريض ويكتشف انها من عمل السحر، خصوصا حين يتعلق الامر بالتوكال وهو على نحو ما رأينا مستحضر سحري قاتل يتناوله المسحور في اكله او شرابه، يكتب الفقيه جدولا يضعه المريض تحت الوسادة وينام وفي حلمه يرى ملامح الشخص المتسبب في المرض ونوع العمل السحري، وطبعا بعد الاستيقاظ يخبر الفقيه بما رأى للقيام بما يلزم ويشخص العلاج.
ويذهب السحرة ابعد من ذلك، حيث يوهمون كل من ينتابه شك في حبيب او خصم او عدو ان في استطاعتهم جعل هذا الاخير يبوح بأعماله ونواياه اثناء النوم.
عندما يشخص الفقيه المعالج حالة مريض ويكتشف انها من عمل السحر، خصوصا حين يتعلق الامر بالتوكال وهو على نحو ما رأينا مستحضر سحري قاتل يتناوله المسحور في اكله او شرابه، يكتب الفقيه جدولا يضعه المريض تحت الوسادة وينام وفي حلمه يرى ملامح الشخص المتسبب في المرض ونوع العمل السحري، وطبعا بعد الاستيقاظ يخبر الفقيه بما رأى للقيام بما يلزم ويشخص العلاج.
ويذهب السحرة ابعد من ذلك، حيث يوهمون كل من ينتابه شك في حبيب او خصم او عدو ان في استطاعتهم جعل هذا الاخير يبوح بأعماله ونواياه اثناء النوم.
الكابوس
يطلق المغاربة على الكوابيس اسم «بوتليس» او بوغطاط بمعنى أن اعتقادهم يذهب الى تحميل مسؤولية وقوع الكابوس لجني اسمه «تليس» تارة او «غطاط» تارة أخرى, وفي فهمهم ان الجن ينقض على النائم حين يرى الكابوس, وهذا ليس معتقدا مغربيا خالصا، اذ تشاركنا الكثير من شعوب الارض الاعتقاد في كون الكوابيس هي من فعل ارواح شريرة.
ولعلاج من يرى الكوابيس كثيرا في منامه او من يتعرض لاعتداء (بوتليس) او (بوغطاط) بتعبير الفقهاء، ثمة وصفات سحرية متعددة ومتنوعة حسب اهل «الحكمة», فابن الحاج المغربي ينصح في «شموس الانوار» بأن يأخذ المعني كبد عنز ويقسمه الى سبعة اجزاء يتناول عند كل وجبة جزءا منها, اما السيوطي فينصح في كتاب الرحمة بأكل العسل والصابون بعد خلطهما, بينما يقدم السحر الشعبي وصفات لا تقل غرابة عن الوصفتين السابقتين، من قبيل: تخطي المريض ثلاث مرات لقلب رجل قتل غدرا، في الاتجاهين، او شرب الماء الذي استعمله الحداد في اطفاء الحديد الاحمر.
يطلق المغاربة على الكوابيس اسم «بوتليس» او بوغطاط بمعنى أن اعتقادهم يذهب الى تحميل مسؤولية وقوع الكابوس لجني اسمه «تليس» تارة او «غطاط» تارة أخرى, وفي فهمهم ان الجن ينقض على النائم حين يرى الكابوس, وهذا ليس معتقدا مغربيا خالصا، اذ تشاركنا الكثير من شعوب الارض الاعتقاد في كون الكوابيس هي من فعل ارواح شريرة.
ولعلاج من يرى الكوابيس كثيرا في منامه او من يتعرض لاعتداء (بوتليس) او (بوغطاط) بتعبير الفقهاء، ثمة وصفات سحرية متعددة ومتنوعة حسب اهل «الحكمة», فابن الحاج المغربي ينصح في «شموس الانوار» بأن يأخذ المعني كبد عنز ويقسمه الى سبعة اجزاء يتناول عند كل وجبة جزءا منها, اما السيوطي فينصح في كتاب الرحمة بأكل العسل والصابون بعد خلطهما, بينما يقدم السحر الشعبي وصفات لا تقل غرابة عن الوصفتين السابقتين، من قبيل: تخطي المريض ثلاث مرات لقلب رجل قتل غدرا، في الاتجاهين، او شرب الماء الذي استعمله الحداد في اطفاء الحديد الاحمر.
الاستخارة
الاستخارة هنا بمعنى النوم في بعض الاماكن الخاصة بغية الحصول على أجوبة عن اسئلة تقلق النائم, وهي ممارسة قديمة جدا، ومن القدم بحيث لا تعرف اصولها الاولى, فقد عرفها الاغريق، وسجلت كتابات متفرقة على ممارستها من قبل العديد من الامم اما كطقس سحري او ديني.
وفي المغرب تمارس الاستخارة في بعض المغارات القديمة التي تمنحها الاساطير صفة كونها مساكن للجن، كمغارة سيدي شمهاروش عند قدم جبل توبقال, وهو واحد من ملوك الجن السبعة كما سبق أن رأينا، ومغارة لالة تكنوت في حاحة (اقليم الصويرة بالجنوب المغربي).
ويعتقد دوتيه ان لالة تكنوت هي جنية ومغارة تاغية اخنيفن بوس وغيرها, وتمارس الاستخارة ايضا في اضرحة الاولياء حيث ينام فيها الزوار لفترات محددة تختلف من ولي لآخر، ويرى النائم خلالها الولي الذي يخبره بحقيقة ما يرغب في معرفته: مصدر مرضه ووسيلة علاجه، او الحظ الذي ينتظره الخ, ومن اشهر الاضرحة التي تمارس فيها الاستخارة في المغرب، والتي لفتت انتباه علماء الانتربولوجيا والفولكلور ضريح مولاي ابراهيم (طير الجبال) على بعد 80 كيلومترا من مراكش, فإليه يحج المسحورون والعاجزون جنسيا (المثقفون) ليغتسلوا بماء طاحون (الماء) الموجود قربه، ثم يستخيرون ثلاث ليال متوالية كي يروا الولي في المنام, ومن بركاته الذائعة انه يعالج المرأة العاقر حين تلجأ الى الاستخارة في ضريحه.
الاستخارة هنا بمعنى النوم في بعض الاماكن الخاصة بغية الحصول على أجوبة عن اسئلة تقلق النائم, وهي ممارسة قديمة جدا، ومن القدم بحيث لا تعرف اصولها الاولى, فقد عرفها الاغريق، وسجلت كتابات متفرقة على ممارستها من قبل العديد من الامم اما كطقس سحري او ديني.
وفي المغرب تمارس الاستخارة في بعض المغارات القديمة التي تمنحها الاساطير صفة كونها مساكن للجن، كمغارة سيدي شمهاروش عند قدم جبل توبقال, وهو واحد من ملوك الجن السبعة كما سبق أن رأينا، ومغارة لالة تكنوت في حاحة (اقليم الصويرة بالجنوب المغربي).
ويعتقد دوتيه ان لالة تكنوت هي جنية ومغارة تاغية اخنيفن بوس وغيرها, وتمارس الاستخارة ايضا في اضرحة الاولياء حيث ينام فيها الزوار لفترات محددة تختلف من ولي لآخر، ويرى النائم خلالها الولي الذي يخبره بحقيقة ما يرغب في معرفته: مصدر مرضه ووسيلة علاجه، او الحظ الذي ينتظره الخ, ومن اشهر الاضرحة التي تمارس فيها الاستخارة في المغرب، والتي لفتت انتباه علماء الانتربولوجيا والفولكلور ضريح مولاي ابراهيم (طير الجبال) على بعد 80 كيلومترا من مراكش, فإليه يحج المسحورون والعاجزون جنسيا (المثقفون) ليغتسلوا بماء طاحون (الماء) الموجود قربه، ثم يستخيرون ثلاث ليال متوالية كي يروا الولي في المنام, ومن بركاته الذائعة انه يعالج المرأة العاقر حين تلجأ الى الاستخارة في ضريحه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق