في أحاديث العامة، يجري الحديث عادة عن الجنّ كمصدر شرّ وأذى, لكن في بعض الحالات يتم اللجوء الى مخلوقات الخفاء للاستعانة بــ «خدماتها» في تحقيق بعض الأغراض, فالجن يمكن - أن يكون مؤذياً أو حامياً ومساعداً - بحسب الظروف والحالات,,.
الجان أصـل الـمـصائـب كـلـهـا!!
يقول فقيه عشاب من مدينة الرباط: «ان الأذى الذي يلحق الانسانَ هو ناتج عن الجان، مسخر من لدن الفقيه أو النفاثات «العجائز»، فالجن يدق العظم، ويشرب الدم، وينهك الجسد، ويخرب الدور، ويهدم القصور، ويعمّر القبور, وهذا النوع من الجان يوجد بالقرب من عين البحر الأزرق، وعندما يسخره أحدهم لالحاق الأذى، فانه يسقي الضحية من هذا الماء، فلا يشفيه من أذاه «طالب» ولا طبيب الا اذا قضى الله أمره».
ان هذا النموذج من أحاديث الوهم والخرافة كاف لكشف الأساليب التضليلية والترهيبية المحملة بمغالطات تناقض أبسط حقائق العلوم الطبية والجغرافية وغيرها,, والكثير مما تحفل به مصنفات السحر الصفراء، يورد أحاديث غريبة عن مخلوقات سر وجودها يكمن في الحاق الأذى بالبشر، من دون أدنى سبب, ولا يتردد تجار الدجل في حشو رؤوس العامة بها، قصد ابتزازهم.
انواع الجان المتنقم
كيف ولماذا اذن، يعتدي الجان على الناس؟ وكيف يمكن للانسان أن يتفادى أذاهم؟
- بحسب الاعتقاد الشائع، فان اعتداء الجان يكون في واحدة من حالات ثلاث:
أن يكون الجني من صنف الجان «النواقم» أي الفكرة المتمردين، فيأتي اعتداؤه مجانيا على بني البشر، وبدون سبب واضح.
- أو قد يكون الجني «مسخرا» لالحاق الأذى بواسطة «جدول» يصنعه الفقيه الساحر بناء على طلب من طرف جهة ماّ.
ويتم دفنه (الجدول السحري) في ركن مجهول من مقبرة مهجورة (الروضة المنسية).
كيف ولماذا اذن، يعتدي الجان على الناس؟ وكيف يمكن للانسان أن يتفادى أذاهم؟
- بحسب الاعتقاد الشائع، فان اعتداء الجان يكون في واحدة من حالات ثلاث:
أن يكون الجني من صنف الجان «النواقم» أي الفكرة المتمردين، فيأتي اعتداؤه مجانيا على بني البشر، وبدون سبب واضح.
- أو قد يكون الجني «مسخرا» لالحاق الأذى بواسطة «جدول» يصنعه الفقيه الساحر بناء على طلب من طرف جهة ماّ.
ويتم دفنه (الجدول السحري) في ركن مجهول من مقبرة مهجورة (الروضة المنسية).
وبحسب ادعاء السحرة، فان هذا النوع من «الديار» (أي العمل السحري المؤذي) هو أخطر ما يمكن أن يلحق الانسان نظرا لصعوبة التعرف على مكان دفن الجدول، وبالتالي استخراجه منه وابطال مفعوله,
ثالث حالات الاعتداء، هي التي تأتي كرد فعل انتقامي من الجان على أذى لحقهم (عن قصد أو بغير قصد) من طرف انسان.
ويعتقد المغاربة أن أمراض الصرع وفقدان الذاكرة وانفصام الشخصية وشلل العصب الوجهي (اللقوة)، والثقاف، والتجرية (الحاق نزيف حاد بامرأة خلال فترة العادة الشهرية)، والتمريض (اصابة شخص بمرض)، و«التعريض» (أي افشال عمل أو مشروع يقوم به عدو أو غريم بأعمال السحر)، وغيرها من الأمراض كلها من أعمال الجان الشريرة.
وقد بلغ الاعتقاد في مسؤولية الجان عن كل ما يصيب البشر من الأمراض الى حد تسمية المغاربة لأمراض معينة بأسماء الجان، الذين يعتقدون في مسؤولية مخلوقات الخفاء عن اصابتهم بها.
ففي دراسة قديمة كتبها الباحث الفرنسي «لاوست» حول بعض «الأسماء» البربرية للغول والغولة»، عثرنا على اشارة عابرة مفادها أن كلمة «بوزلوم» التي يطلقها المغاربة ـ عادة ـ على أمراض الروماتيزم,,, وخصوصا منها النوع المعروف، كانت في الأصل تسمية أطلقتها بعض القبائل البربريةSCIATIQUE تحت اسم طبياًّ المغربية كبني مكيلد وزمور، على ما اعتقدت في أنه الجني الذي يصيب البشر بذلك المرض,
وتستعمل العامة للتحرز من أذى الجان أحجبة أو مواد واقية أخرى كالملح، «الذي لا يحبه الجان»، كما يعتقد, ويعلق أو يحمل في تلافيف الثياب، أو يوضع قليل منه تحت وسادة النوم, كما يستعمل أي شيء مصنوع من الحديد (لاعتقاد الناس أن الجان لا يحب الحديد، أو يخشاه!).
ولذلك نرى الناس يسارعون كلما سقط مصاب بالصرع في الطريق العام، الى وضع حاملة مفاتيح بين أصابع يده، اعتقادا منهم أن المصروع مصاب بمس من الجان، وأن كل ما هو مصنوع من الحديد يطرد الجان!
رؤية الجان وتسخيره!
في زعم السحرة أنه تمكن رؤية الجان تحت شروط خاصة. ويقول الفقهاء الذين يقومون بعمليات «صرع» الجان، انهم يرون صورة الجني على وجه المريض «المسكون به»، حينما يشددون الخناق عليه.
ومن أطراف ما قرأنا في الكتب الصفراء ما أورده السيوطي في كتاب (الرحمة )، وهو من أكثر كتب السحر رواجا بالمغرب، حيث يقدم من ضمن وصفاته الغريبة واحدة يقول انها تسمح برؤية الجان (كذا!).
واذ نذكرها هنا، فمن أجل الكشف عن أساليب الدجل والخرافة، ولا ننصح القارئ بتجريبها,فمن شأن ذلك أن يجعله يفقد بصره، ربما، بدل رؤية الجان!
في زعم السحرة أنه تمكن رؤية الجان تحت شروط خاصة. ويقول الفقهاء الذين يقومون بعمليات «صرع» الجان، انهم يرون صورة الجني على وجه المريض «المسكون به»، حينما يشددون الخناق عليه.
ومن أطراف ما قرأنا في الكتب الصفراء ما أورده السيوطي في كتاب (الرحمة )، وهو من أكثر كتب السحر رواجا بالمغرب، حيث يقدم من ضمن وصفاته الغريبة واحدة يقول انها تسمح برؤية الجان (كذا!).
واذ نذكرها هنا، فمن أجل الكشف عن أساليب الدجل والخرافة، ولا ننصح القارئ بتجريبها,فمن شأن ذلك أن يجعله يفقد بصره، ربما، بدل رؤية الجان!
يقول السيوطي: «,,,من أراد أن ينظر الجان ويعرف مكانهم، فليكتحل بمرارة سنور (قط) أسود ومرارة دجاجة سوداء، (لنلاحظ هنا مرة أخرى القيمة السحرية للّون الأسود) يخلطهم جميعا ويكتحل بهم (يضعه على عينيه كالكحل)، فانه يرى الجان ويخبروه بما يريد,,,».
وصفة قديمة
وهناك وصفة أخرى كانت تمارس بالمغرب، حسب ما ذكر «ادموند دوتيه»، وتتضمن طقوسا سحرية لا تقل غرابة عن السابقة, وبحسبها فانه من أجل «دعوة الجان» ينبغي القيام بوصفة سحرية تفصيلها كما يلي:
تم احضار الحناء والملح وسميد القمح من عند سبع نساء (نلاحظ مرة أخرى القدرة السحرية للرقم سبعة) ولدن لأول مرة، ولم يسبق لكل واحدة منهن الزواج سوى من زوج واحد, تخلط هذه العناصر جميعاً وتعطر بــ «الجاوي» الذي تم احراقه في «مهراز» (مدق) ويحمل الخليط المحصل عليه من العملية الى الحمام والى المجزرة وسوق الحبوب وبالقرب من عيون الماء والآبار وعند تقاطع الطرقات، والى كل الأماكن الأخرى التي يطرقها الجان.
وهناك وصفة أخرى كانت تمارس بالمغرب، حسب ما ذكر «ادموند دوتيه»، وتتضمن طقوسا سحرية لا تقل غرابة عن السابقة, وبحسبها فانه من أجل «دعوة الجان» ينبغي القيام بوصفة سحرية تفصيلها كما يلي:
تم احضار الحناء والملح وسميد القمح من عند سبع نساء (نلاحظ مرة أخرى القدرة السحرية للرقم سبعة) ولدن لأول مرة، ولم يسبق لكل واحدة منهن الزواج سوى من زوج واحد, تخلط هذه العناصر جميعاً وتعطر بــ «الجاوي» الذي تم احراقه في «مهراز» (مدق) ويحمل الخليط المحصل عليه من العملية الى الحمام والى المجزرة وسوق الحبوب وبالقرب من عيون الماء والآبار وعند تقاطع الطرقات، والى كل الأماكن الأخرى التي يطرقها الجان.
ويرمي في كل مكان شيء من هذا الخليط، مع تلاوة دعاء خاص لاستحضار الجان ودعوته الى حضور موعد في مكان وزمان يتم تحديد هما له.
وفي المساء، يجلس الساحر (أو الساحرة) مع الزبون لانتظار حضور الجني المدعو, فيحل في أحد أركان المنزل عند الموعد ويظهر, ويمكن أن يَطلُب منه الداعي ما يشاء.
خـلـق الجان الـحـامـي
ومن العادات القديمة التي اشتهرت في المغرب والتي لا تزال تمارس على نحو واسع حتى اليوم؛ أن يقدم شخص قربانا عند بداية أو نهاية الأشغال لتشييد منزله أو بناية مقاولته.
ويؤكل لحم القربان، الذي يكون اما خروفاً أو دجاجاً بحسب الامكانيات المالية، من طرف صاحب البيت وعمال البناء، بعد طهيه.
ويُعتقد أن الجان تتغذى بدماء القربان التي سالت في المجاري, وبهذا المعنى يكون القربان وجبة يشترك في تناولها الانس والجن, وفي تقاليد المغاربة أن مشاركة أحد في تناول الطعام تعني خلق أواصر مودة وتقارب معه, ومنه نفهم ـ ربما ـ أن «قربان البناء» هذا انما يهدف الى خلق مودة بين صاحب البيت والجن الذي سيسكنه.
ومن العادات القديمة التي اشتهرت في المغرب والتي لا تزال تمارس على نحو واسع حتى اليوم؛ أن يقدم شخص قربانا عند بداية أو نهاية الأشغال لتشييد منزله أو بناية مقاولته.
ويؤكل لحم القربان، الذي يكون اما خروفاً أو دجاجاً بحسب الامكانيات المالية، من طرف صاحب البيت وعمال البناء، بعد طهيه.
ويُعتقد أن الجان تتغذى بدماء القربان التي سالت في المجاري, وبهذا المعنى يكون القربان وجبة يشترك في تناولها الانس والجن, وفي تقاليد المغاربة أن مشاركة أحد في تناول الطعام تعني خلق أواصر مودة وتقارب معه, ومنه نفهم ـ ربما ـ أن «قربان البناء» هذا انما يهدف الى خلق مودة بين صاحب البيت والجن الذي سيسكنه.
وقد ذهب الكثير من علماء الاثنوغرافيا الى أن هذا النوع من القرابين انما يروم خلق جني، من روح القربان التي أُزهقت بعد الذبح حتى يتكلف بحماية البيت المبني,فيصبح البناء - بحسب هذا التصور- «مسكونا» من طرف جني يحميه!
ومن العادات الأخرى الشائعة، أن يقدم الداخل الجديد على بيت بهدف الاقامة به، بعض الهدايا توددا للجن الذي يسكنه, وتندرج هذه الطقوس ضمن ما يعرف عندنا بـ «طلب التسليم» أي اظهار الخضوع للقوى الخفية التي «تسكن المكان» (بتسكين الميم والنون).
وتختلف قيمة ونوع القربان المقدم في هذه الحالة اختلافا كبيرا بحسب الوضع الاجتماعي للمقيم الجديد وبحسب المناطق, فقد يذبح كبشا أو دجاجا، ليريق دمه في المجاري أو يفرغ فيها كيس ملح صغير أو مواد غذائية سائلة أخرى، تفرغ في نفس المكان كالزيت أو الحليب وغيرها,,.
ومن العادات الأخرى الشائعة، أن يقدم الداخل الجديد على بيت بهدف الاقامة به، بعض الهدايا توددا للجن الذي يسكنه, وتندرج هذه الطقوس ضمن ما يعرف عندنا بـ «طلب التسليم» أي اظهار الخضوع للقوى الخفية التي «تسكن المكان» (بتسكين الميم والنون).
وتختلف قيمة ونوع القربان المقدم في هذه الحالة اختلافا كبيرا بحسب الوضع الاجتماعي للمقيم الجديد وبحسب المناطق, فقد يذبح كبشا أو دجاجا، ليريق دمه في المجاري أو يفرغ فيها كيس ملح صغير أو مواد غذائية سائلة أخرى، تفرغ في نفس المكان كالزيت أو الحليب وغيرها,,.
0 التعليقات:
إرسال تعليق