يعتبر الكثير من الباحثين أن المتشائمين والمحبطين هم أسرع الناس للسقوط في فخ التجنيد, وهذا صحيح إذا تمكن قناصه من إستعمال الطريقة الصحيح في كسب ثقته..
وهي مسايرته في تشاؤمه وإحباطه وتأكيد كل ما يفكر به. فآخر الدراسات تقول إن ملايين الساعات التي قضاها الناس من أصحاب الأمراض النفسية أو الاكتئاب خلال العقود الخمسة الماضية في قراءة كتب تعلم أساليب التفكير الإيجابية وكيفية الحفاظ على التفاؤل ذهبت أدراج الرياح بسبب تأثيرها المحدود، إلى جانب احتمال أن يكون لها ارتدادات عكسية عليهم.
ولفتت الدراسة إلى أن محاولة دفع الناس للتفكير الإيجابي ستصيبهم بالمزيد من الإحباط، لأنها ستؤكد لهم بأنهم غير سعداء مقارنة بالآخرين، داعية إلى جعلهم يتقبلون أفكارهم السلبية واتخاذها منطلقاً لهم لتحسين أوضاعهم.
وتنطلق الدراسة التي نشرتها مجلة "العلوم النفسية" من نظريات في علم النفس تشير إلى أن البشر "مخلوقات تحب الجدل" وتميل إلى التشبث برأيها والدفاع عنه لدى سماع رأي مخالف له، ما يجعل كل محاولة لتغيير رأي البشر دافعاً لهم للتمسك بأفكارهم السابقة.
كما تنطلق من فرضية أخرى تعتبر أن المرء يكوّن أفكاراً معينة عن نفسه، ويجزم بأنها صحيحة، وبالتالي فإن توجيه المديح له قد يترك لديه آثاراً عكسية، فلو قام شخص بالإشادة بذكاء صديقة وتشبيهه بـ"أينشتاين" مثلاً فإن الأخير سيفترض مباشرة أن ذلك غير صحيح، ما يدفعه للاعتقاد بأنه أقل ذكاء مما هو في الواقع.
أما الاختبار الأساسي في الدراسة فقام على الطلب من 68 شخصاً تدوين أفكارهم بشكل حر لمدة أربع دقائق، بينما كان منظمو المسابقة يقومون بقرع جرس كل 15 ثانية مع ترداد كلمة "أنت شخص محبوب.
وقد أظهر هذا الاختبار أن هذه الرسائل الإيجابية لم تساعد المتشائمين وأصحاب الهمم المثبطة خلال تدوين أفكارهم، لا بل زادت من منسوب التشاؤم لديهم لتصادمها مع الافتراضات التي يحملونها عن أنفسهم، وفقاً لمجلة "تايم."
وخلصت الدراسة بالتالي إلى أن الوسيلة الأفضل لعلاج المتشائمين أو المحبطين تتمثل في جعلهم يتقبلون الصور السلبية الموجودة في أذهانهم عوض محاولة تغييرها والانطلاق منها لواقع أفضل.
وما أكثر المحبطين والمتشائمين في مجتمعاتنا, وهناك من يجيد تسيرهم من خلال قنوات أخبارية أو تصريحات تناسب ما يميلون إلى سماعه!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق