واختصر فواز ايه. جرجس استاذ العلاقات الدولية في "لندن سكول أوف ايكونوميكس" الوضع بالقول "إن مجموعات إسلامية متطرفة في إفريقيا جنوب الصحراء أصبحت أخيرا أكثر تطرفا وخصوصا في مضمون خطابها الناري وعبر عمليات التجنيد للجهاد". كما تراه.
وتقف "حركة الشباب" الصومالية على رأس حركة تمرد دامية في الصومال تستهدف الإطاحة بالحكومة وفرض الشريعة الإسلامية بشكل صارم.
وفي نيجيريا، تعتزم حركة بوكو حرام (ما يعني باللغة المحلية "التربية الغربية حرام") إقامة "دولة إسلامية بحتة".
وتجذب نيجيريا، الدولة العملاقة في غرب إفريقيا حيث بدأت 12 ولاية شمالية تطبيق الشريعة الإسلامية في العام 2000، الانتباه حاليا في أعقاب محاولة الاعتداء الفاشلة التي قام بها شاب نيجيري، نجل أحد المصرفيين الأغنياء، واستهدفت طائرة تجارية أمريكية يوم عيد الميلاد.
والحركة الإسلامية الأكثر تطرفا ليست بالأمر الجديد في القارة الإفريقية؛ فتنظيم القاعدة نفذ فيها أول اعتداءاته الكبيرة في 1998 ضد سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا (224 قتيلا)، وهما اعتداءان خطط لهما، ولاعتداءات أخرى، مواطن إفريقي من جزر القمر يدعى فضل عبد الله محمد.
ومنذ ذلك الوقت "راقبت الولايات المتحدة وأوروبا عن كثب إفريقيا جنوب الصحراء كأرضية خصبة للتجنيد المحتمل للقاعدة، لكن العلاقات المباشرة مع القاعدة كانت محدودة ومتقطعة"، بحسب جيف دي. بورتر مدير إفريقيا والشرق الأوسط في مركز أبحاث "مجموعة يوراسيا" الذي مقره نيويورك.
وإذا كان إنشاء مجموعات إسلامية متطرفة في إفريقيا جنوب الصحراء يعود في غالب الأحيان إلى اعتبارات داخلية، فإن حركات مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو حركة الشباب، تدعي علانية أنها تتبع القاعدة وأيديولوجيتها المتعلقة بـ"الجهاد العالمي"، ما يثر الخشية من تصدير أعمالها إلى عمق القارة السمراء.
وهكذا أوضح الصحافي الموريتاني اسلام ولد مصطفى الذي يتابع مسائل الإرهاب لحساب صحيفة "تحاليل ابدو" بالقول "إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي راهن في السنوات الأخيرة على عمليات تجنيد ناشطين من العنصر الإفريقي للتمكن من التحرك بسهولة أكبر في إفريقيا، وبدأ بإرسال انتحاريين إلى عواصم دول الساحل".
وإضافة إلى ذلك، فإن أجهزة الاستخبارات في شرق إفريقيا تخشى عملا إرهابيا تنفذه حركة الشباب الصومالية خارج حدود الصومال. والأهداف المحتملة لمثل هذا العمل ليست قليلة: فهناك أوغندا وبوروندي لإسهامهما في قوة حفظ السلام الإفريقية في الصومال وكذلك مصالح غربية في كينيا المجاورة.
ويشدد فواز جرجس من جهته على "مؤشرات مقلقة للتداخل المتنامي والتأثر المتبادل بين "الشباب" والمجموعات الجهادية اليمنية".
وهكذا أعلنت حركة الشباب الجمعة أنها سترسل "مقاتلين" إلى اليمن حيث تطارد القوات الحكومية مشبوهين من تنظيم القاعدة، للمساعدة في محاربة "أعداء الله".
إلا أن بورتر اعتبر مع ذلك أنه "على الرغم من هذا التطرف الجديد (..)، فإن الحركة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء هي سياسية أكثر منها عسكرية وأقل جنوحا للعنف منها في العالم العربي وباكستان وأفغانستان".
وفي مقال حديث، للباحث الفرنسي المتخصص في شؤون القرن الإفريقي رولان مارشال بشان حركة الشباب ذكر أن "المكاسب التي يمكن تحقيقها من دعم أيديولوجيا ما، هي أكبر أحيانا من مضمون الأيديولوجيا بالذات"، معربا عن شكوكه حيال انضمام كلي وكامل لحركة الشباب إلى الجهاد العالمي
العربية نت
0 التعليقات:
إرسال تعليق