نبدة عن انور العولقي على لسان المقربين :
ولد أنور العولقي في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية عام 1971 من أبوين يمنيين أثناء إقامة والديه في أمريكا، وكان والده طالب جامعي يدرس العلوم الزراعية. نشأ أنور وترعرع في أكثر من ولاية أمريكية، وعاد هو وأسرته إلى اليمن عندما كان في السابعة من عمره، وفي تلك الفترة لم يكن يفهم اللغة العربية نطقاً ولا كتابة، ولكنه وبسبب سنه الصغيرة استطاع أن يتعلم دروسه باللغة العربية في المدرسة الأهلية تحت إدارة الأستاذ القدير سعيد الأغبري - رحمه الله - وفي خلال خمسة أشهر فقط انتقل مع بقية زملائه الأطفال إلى الصف الثاني الإبتدائي.
وعندما تأسست بعد ذلك مدرسة آزال تحت إشراف كلية التربية بجامعة صنعاء، انتقل أنور للدراسة فيها، وكان يدرس معه في هذه المدرسة أبناء الطبقة السياسية العليا، بالإضافة إلى أبناء النخبة الأكاديمية والتجارية في صنعاء. واستمر أنور العولقي في مدرسة آزال حتى أكمل دراسته الثانوية، وكان دائماً الطالب المتميز بين زملائه، وحصل على المرتبة الأولى في المدرسة، وكان من ضمن العشرين الأوائل في شهادة الثانوية القسم العلمي للعام 88/1989.
في مايو عام 1990 سافر إلى الولايات المتحدة مرة أخرى؛ لدراسة الهندسة المدنية والتركيزعلى الموارد المائية، وتخرج عام 1994 من جامعة كولورادو الحكومية، وهي من أشهر جامعات أمريكا في مجال الهندسة المدنية. وبعد أربع سنوات بدأ الدراسة للماجستير، وحصل على شهادة الماجستير في تكنولوجيا التعليم من جامعة سان دييغو الحكومية في كاليفورنيا في عام2000م، ولمواصلة الدراسة الجامعية على مستوى الدكتوراة انتقل إلى مدينة واشنطن العاصمة الامريكية، والتحق بجامعة جورج واشنطن ولكنه لم يتمكن من استكمال دراسة الدكتوراة، ويرجع السبب في ذلك إلى المناخ السلبي تجاه المسلمين، وبالذات الشباب الملتزم دينياً، وذلك بعد أحداث سبتمبر 2001، مما جعله يترك أمريكا ويعود إلى بريطانيا واليمن.
ولكنه عاد مرة أخرى إلى أمريكا في أكتوبر 2002، وبعد أشهر قليلة غادر الولايات المتحدة، وحصل على قبول لدراسة الدكتوراة في إحدى الجامعات البريطانية، إلا أن ظروفه المالية والتكلفة العالية للدراسة في بريطانيا، جعلته يقرر عدم مواصلة الدراسة هناك، وعاد إلى اليمن في 2003 وظل فيها حتى الآن.
وقد يرغب القارئ اليمني والعربي أن يعرف أكثر عن أنور العولقي، وما الذي جعله يترك الحياة المهنية في مجال التعليم، ويتفرغ للدراسات الإسلامية والأنشطة الإسلامية الأخرى، كالدعوة، والإمامة في المساجد الغربية، وإلقاء المحاضرات، وإنتاج الأشرطة الدعوية للمسلمين الناطقين باللغة الانجليزية.
في الحقيقة السبب الرئيسي الذي غيّر من توجهات أنور العولقي، وتركيزه على الدعوة الإسلامية، هو ما كان يراه من تصرفات غير إسلامية من شباب المسلمين في الدول الغربية، وأيضاً هناك سبب آخر مهم، وهو ما حصل للمسلمين من قتل ودمار في العراق، وأفغانستان، وفلسطين، والصومال وغيرها.
كل هذه الأسباب والعوامل جعلت أنور العولقي يعطي اهتمامه لدراسة العلوم الإسلامية، ومن ثمّ الدعوة الإسلامية، وقد درس على يد الكثير من علماء المسلمين في أمريكا، واليمن، والسعودية وخاصة على يد علماء في الحديدة وصنعاء. وحصل على إجازات من علماء كبار في اليمن وخاصة من علماء تهامة.
في أمريكا عمل أنور العولقي كإمام لمساجد معروفة في كولورادو، وكاليفورنيا، وفرجينيا. وللفترة من عام 2000إلى 2002 أصبح إماماً لثاني أكبر مسجد في الولايات المتحدة، وهو مسجد دار الهجرة القريب من واشنطن، وكان يصلي عنده آلاف المسلمين، ومنهم السفراء والمهندسين والأطباء والتجار والطلاب وغيرهم.
ولم يكن أنور في كل أنشطته الدينية متطرفاً، أو مغالياً؛ بل كان معتدلاً وسطياً يستمد كل محاضراته وخطبه وتسجيلاته من القرآن والسنة المطهرة. قام بإعداد عدد كبير من الأشرطة التي تحتوي على محاضرات تغطي مواضيع دينية مختلفة، ومن أهم هذه التسجيلات، مجموعة مكونة من عدة أشرطة، تشرح باللغة الانجليزية سيرة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من آدم حتى عيسى، ومجموعتان من الأشرطة تشرح السيرة النبوية للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد أنتج مجموعات أخرى عن الخلفاء الراشدين، ومجموعة عن الدار الآخرة، واعتمد في محاضراته على القرآن والسنة، ولم يخرج أبداً في شرحه عن ما ذكره السلف الصالح.
وللعلم أن كل إصداراته الدعوية هذه، قد تم إنتاجها ونشرها في الولايات المتحدة الامريكية من قبل شركة إعلامية متخصصة، ومسجلة رسمياً في أمريكا ودول الخليج العربي، ولهذا كانت هذه الأشرطة تُباع في أمريكا، وبريطانيا، ودول الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية، وكان المعتمرون والحجاج الآسيويون والأفارقة؛ وحتى الأمريكيون والبريطانيون يشترون أشرطة أنور العولقي من المكتبات في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة وغيرها.
وتم توزيع ملايين الأشرطة على مدى العشر سنوات الماضية في جميع أنحاء العالم، وبالذات في الدول الناطقة باللغة الانجليزية ولم يعترض أحد عليها ابداً، كما أن أنور لم يستفد مالياً من بيع الأشرطة، إلا بنسبة لا تزيد عن 1%، ولم يكن هدفه مادياً، وإنما نشر المعرفة الدينية والإسلامية، وخدمة الإسلام والمسلمين، وتعريف الشباب المسلم بدينهم، معتمداً كما أسلفنا على الكتاب والسنة المحمدية المطهرة، وتم إنتاج آخر مجموعة في أمريكا قبل فترة قصيرة.
أنور العولقي من تقارير الاستخبارات :
حتى قبل هجمات11 سبتمبر الإرهابية 2001، لفت الإمام أنور العولقي اهتمام السلطات الفيدرالية الأميركية بسبب ما تعتقد انه علاقاته المحتملة بالقاعدة. وزاد الاهتمام بعد الهجمات، عندما تبين ان ثلاثة من الخاطفين الانتحاريين قضوا بعض الوقت في مساجده في كاليفورنيا وفولز تشارتش، ولكنه سمح له بمغادرة البلاد في عام 2002.
وقد ظهرت معلومات جديدة في ما بعد بخصوص اتصالاته مع المتطرفين خلال وجوده في الولايات المتحدة. وقد اعرب المسؤولون الاميركيون للمرة الاولى عن اعتقادهم بأن العولقي عمل مع تنظيم «القاعدة» في الخليج بعدما غادر شمال ولاية فرجينيا. وفي منتصف 2006 اعتقل العولقي في اليمن بناء على طلب الولايات المتحدة. وقد افرجت عنه السلطات اليمنية وسط شعور السلطات الاميركية بالقلق.
وقال مسؤول أميركي في مجال مكافحة الارهاب طلب عدم الكشف عن هويته «هناك اسباب جيدة للاعتقاد ان انور العولقي شارك في نشاطات ارهابية في غاية الخطورة منذ ترك الولايات المتحدة، بما في ذلك تنظيم هجمات ارهابية على الولايات المتحدة وحلفائها».
وقال المسئولون ان السلطات الاميركية كانت مقيدة في قدرتها على الضغط على اليمن للاحتفاظ بالعولقي، لعدم وجود قضية ضده. وقال المسئولون ان جهود جمع المعلومات الاستخبارية الجارية الآن في الولايات المتحدة وفي الخارج تمنعهم من تقديم معلومات عن نشاطات العولقي المشتبه فيها.
وكان العولقي وهو في السادسة والثلاثين من عمره، إماما في الفترة بين عامي 2001 و2002، لمسجد دار الهجرة في فولز تشارتش، وهو واحد من اكبر المساجد في البلاد.
وذكر العولقي في شريط مسجل ظهر على موقع بريطاني على الانترنت، ليلة رأس السنة الجديدة، انه خلال وجوده في السجن في اليمن تعرض لتحقيقات متعددة من رجال مكتب المباحث الفيدرالي شملت اسئلة حول تعامله مع المشاركين في هجمات 11 سبتمبر.
وأضاف في التسجيل «لا اعرف ما اذا اعتقلت بسبب ذلك، او بسبب القضايا الاخرى التي عرضوها»، الا انه لم يشرح ذلك. وقال انه يود السفر خارج اليمن ولكنه لا يستطيع ذلك «الى ان تسقط الولايات المتحدة الاتهامات غير المعروفة ضدي».
وتجدر الاشارة الى انه خلال عدة قضايا ارهابية في بريطانيا وكندا في العام ونصف العام السابق، وجد المحققون، في ملفات كومبيوتر خاصة لعدد من المشتبه فيهم ملفات صوتية ونصية لمحاضرات للقائد العسكري للقاعدة يوسف العياري المعروف بإسم «السيف البتار».
وقد ذكر المدعون الفيدراليون في نيويورك في محاكمة متعلقة بالإرهاب في عام 2004 ان الفرع الأميركي للمؤسسة الخيرية التي كان العولقي يشغل فيها منصب نائب الرئيس كانت واجهة ترسل الاموال لـ«القاعدة».
واظهرت اوراق القضية التي قدمت للمحكمة الفيدرالية في الكسندريا ان بعد عام من هجمات 11 سبتمبر عاد العولقي لفترة قصيرة لشمال فيرجنيا حيث زار شيخا متطرفا وسأله عن تجنيد بعض الشباب المسلم من اجل «عمليات جهادية تتسم بالعنف».
ويقضي رجل الدين علي التميمي فترة سجن مدى الحياة لإثارة انصاره للقتال مع طالبان ضد الاميركيين. وعقب مغادرته الولايات المتحدة في 2002، قضى العولقي بعض الوقت في بريطانيا، حيث كوّن له اتباع وسط الشباب المسلم المحافظ وذلك من خلال محاضراته وأشرطته الصوتية، ثم انتقل الى اليمن عام 2004.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية انهم محظورون بموجب قوانين الخصوصية الشخصية من مناقشة اعتقال العولقي لأنه مواطن أميركي.
وقال مسؤول رفيع بالسفارة اليمنية في واشنطن ان العولقي اعتقل بسبب مسائل شخصية وقبلية تتعلق باختطاف وليس بالإرهاب، مؤكدا ان السفارة لا تعتقد انه جزء من تنظيم «القاعدة».
وكان العولقي قد ألقى محاضرة في صنعاء بالجامعة الاسلامية، التي يديرها الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي قاتل مع اسامة بن لادن في الحرب السوفياتية ـ الأفغانية.
وأدرجت واشنطن والأمم المتحدة الزنداني في قائمة الارهابيين عام 2004. وتتهم جهات في واشنطن والامم المتحدة الزنداني بتجنيد عناصر لمعسكرات تنظيم «القاعدة» وجمع تبرعات لشراء اسلحة لجماعات ارهابية. وقالت مصادر اميركية ان طلابا في الجامعة اتهموا بالضلوع في هجمات ارهابية واغتيالات، وهي الجامعة التي التحق بها جون ووكر ليند قبل انضمامه لحركة طالبان.
محاضرات العولقي في منتديات الانترنت حول المبادئ الاسلامية تشجب الغرب بشدة وتتحدث عن المسلمين كشعب محاصر. وقال في خطاب ألقاه عام 2006 انه كان يتوقع نزاعا ملحميا بين المسلمين والكفر. وقال، في إشارة الى القتال في أفغانستان والعراق، ان «اميركا في حالة حرب مع الله». كما انه أشاد بالتمرد في العراق و«العمليات الاستشهادية» في الأراضي الفلسطينية.
وقال ايضا ان «على المسلمين» الاختيار بين الرئيس بوش و«المجاهدين»، مؤكدا ان «الحل أمام العالم الاسلامي هو الجهاد». وقال ايفان كولمان، الباحث في شؤون الإرهاب، ان العولقي يعتبر «مصدر إلهام هائلا للخلايا الارهابية المحلية في المملكة المتحدة واوروبا».
وأضاف ان العولقي واحد من بضعة رجال دين سلفيين متطرفين يحظون باحترام، وانه قادر على الكتابة والتحدث بالانجليزية. وقال والد العولقي، ناصر العولقي، الذي كان يعمل في السابق وزيرا بالحكومة اليمنية، ان قوات الأمن اليمنية صادرت جهاز الكومبيوتر الخاص بابنه وصادرت ايضا نسخا من سلسلة محاضرات ألقاها في جامع الإمام التي يديرها الزنداني.
وأضاف ناصر العولقي ان ابنه حاضر حول تاريخ المسلمين في أسبانيا خمس مرات في الجامعة قبل حوالي ستة شهور من إلقاء القبض عليه. وأضاف في لقاء هاتفي اجري معه ان ابنه لم يكن عضوا في هيئة التدريس بالجامعة، وأكد ايضا انه ليس ارهابيا.
وولد أنور العولقي في نيو مكسيكو عام 1971 عندما كان والده يدرس لنيل درجة جامعية. وقضى جزءا من طفولته في اليمن وعاد عام 1991 لدراسة الهندسة في جامعة ولاية كولورادو، وأصبح بعد تخرجه إماما لمسجد في فورت كولينز ثم في سان دييغو. وتظهر سجلات الضريبة ان العولقي بينما كان في سان دييغو في عامي 1998 و1999 كان يعمل نائبا لرئيس الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية المعطلة الآن، وهي الفرع الأميركي من مؤسسة خيرية يمنية اسسها الزنداني. وقبل ثلاث سنوات وصف مدعون فيدراليون في قضية تمويل ارهاب بنيويورك المؤسسة
الخيرية بأنها «مؤسسة واجهة استخدمت لدعم القاعدة وأسامة بن لادن».
وأشارت لجنة الحادي عشر من سبتمبر والتحقيق المشترك لمجلسي الشيوخ والنواب في الاخفاقات الاستخباراتية التي سمحت للهجمات بالحدوث الى أنه في عام 1999 أجرى مكتب المباحث الفيدرالي تحقيقا قصير الأجل بشأن العولقي عندما علم بأنه ربما يكون قد زاره «وكيل مشتريات» يعمل لصالح بن لادن. وتقول مصادر في هيئات تنفيذ القانون حاليا ان الوكيل كان زياد خليل الذي كانت الحكومة قد قالت عنه انه اشترى هاتفا جوالا وبطاريات لابن لادن في سنوات التسعينات.
وكان خليل جامع التبرعات الأميركي لوكالة الاغاثة الأميركية الإسلامية، وهي مؤسسة خيرية اعتبرتها وزارة الخزانة ممولا لبن لادن واعتبرت مؤسسة العولقي الخيرية شريكها اليمني.
كما علم مكتب المباحث الفيدرالي انه جرت زيارة الى العولقي في أوائل عام 2000 من جانب مساعد مقرب للشيخ الأعمى عمر عبد الرحمن الذين ادين بتهمة التآمر بالارتباط مع تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، وانه كانت لديه صلات مع أشخاص يجمعون الأموال لحركة حماس الفلسطينية المتطرفة، وفقا لتقرير الكونغرس ولجنة الحادي عشر من سبتمبر.
ولكن المكتب كان يفتقر الى أدلة كافية لرفع قضية وأغلق تحقيقه. وفي حدود الوقت نفسه ظهر اثنان من مهاجمي «القاعدة» المستقبليين، هما خالد المحضار ونواف الحازمي، قادمين من قمة لمنظمة القاعدة عقدت في ماليزيا، ظهرا في جامع العولقي بسان دييغو أوائل عام 2000.
وفي وقت لاحق أبلغ شهود مكتب المباحث الفيدرالي بأن العولقي كانت لديه علاقة وثيقة مع الخاطفين في سان دييغو. وأشار تقرير التحقيق المشترك للكونغرس ومجلس النواب الى أن «عددا من الأشخاص اخبروا مكتب المباحث الفيدرالي بعد الحادي عشر من سبتمبر بأن هذا الامام كانت له اجتماعات مغلقة في سان دييغو مع المحضار والحازمي وشخص آخر».
وفي مقابلات صحافية أجريت في حينه نفى العولقي وجود مثل تلك الصلات.وفي يناير 2001 سجل في برنامج لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة جورج واشنطن وكلف بالعمل في دار الهجرة، التي تجتذب ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص في صلاة الجمعة.
وفي ابريل 2001 غادر الحازمي سان دييغو وظهر في جامع العولقي الجديد سوية مع الخاطف المستقبلي هاني حنجور. وجرت مساعدتهما سريعا في الحصول على شقة من جانب رجل أردني التقياه هناك، وهو اياد الربابة.
وتوصلت لجنة الحادي عشر الى ان «بعض موظفي مكتب المباحث الفيدرالي يرتابون في ان العولقي ربما يكون قد كلف الربابة بمساعدة الحازمي وحنجور. ونحن نشارك في ذلك الارتياب اذا ما أخذنا بالحسبان التزامن المدهش لعلاقة العولقي السابقة مع الحازمي». وفضلا عن ذلك فان رقم هاتف دار الهجرة كان قد وجد في شقة بهامبورغ كان يسكنها واحد من مخططي الهجمات هو رمزي بن الشيبة.
وقد ظهرت معلومات جديدة في ما بعد بخصوص اتصالاته مع المتطرفين خلال وجوده في الولايات المتحدة. وقد اعرب المسؤولون الاميركيون للمرة الاولى عن اعتقادهم بأن العولقي عمل مع تنظيم «القاعدة» في الخليج بعدما غادر شمال ولاية فرجينيا. وفي منتصف 2006 اعتقل العولقي في اليمن بناء على طلب الولايات المتحدة. وقد افرجت عنه السلطات اليمنية وسط شعور السلطات الاميركية بالقلق.
وقال مسؤول أميركي في مجال مكافحة الارهاب طلب عدم الكشف عن هويته «هناك اسباب جيدة للاعتقاد ان انور العولقي شارك في نشاطات ارهابية في غاية الخطورة منذ ترك الولايات المتحدة، بما في ذلك تنظيم هجمات ارهابية على الولايات المتحدة وحلفائها».
وقال المسئولون ان السلطات الاميركية كانت مقيدة في قدرتها على الضغط على اليمن للاحتفاظ بالعولقي، لعدم وجود قضية ضده. وقال المسئولون ان جهود جمع المعلومات الاستخبارية الجارية الآن في الولايات المتحدة وفي الخارج تمنعهم من تقديم معلومات عن نشاطات العولقي المشتبه فيها.
وكان العولقي وهو في السادسة والثلاثين من عمره، إماما في الفترة بين عامي 2001 و2002، لمسجد دار الهجرة في فولز تشارتش، وهو واحد من اكبر المساجد في البلاد.
وذكر العولقي في شريط مسجل ظهر على موقع بريطاني على الانترنت، ليلة رأس السنة الجديدة، انه خلال وجوده في السجن في اليمن تعرض لتحقيقات متعددة من رجال مكتب المباحث الفيدرالي شملت اسئلة حول تعامله مع المشاركين في هجمات 11 سبتمبر.
وأضاف في التسجيل «لا اعرف ما اذا اعتقلت بسبب ذلك، او بسبب القضايا الاخرى التي عرضوها»، الا انه لم يشرح ذلك. وقال انه يود السفر خارج اليمن ولكنه لا يستطيع ذلك «الى ان تسقط الولايات المتحدة الاتهامات غير المعروفة ضدي».
وتجدر الاشارة الى انه خلال عدة قضايا ارهابية في بريطانيا وكندا في العام ونصف العام السابق، وجد المحققون، في ملفات كومبيوتر خاصة لعدد من المشتبه فيهم ملفات صوتية ونصية لمحاضرات للقائد العسكري للقاعدة يوسف العياري المعروف بإسم «السيف البتار».
وقد ذكر المدعون الفيدراليون في نيويورك في محاكمة متعلقة بالإرهاب في عام 2004 ان الفرع الأميركي للمؤسسة الخيرية التي كان العولقي يشغل فيها منصب نائب الرئيس كانت واجهة ترسل الاموال لـ«القاعدة».
واظهرت اوراق القضية التي قدمت للمحكمة الفيدرالية في الكسندريا ان بعد عام من هجمات 11 سبتمبر عاد العولقي لفترة قصيرة لشمال فيرجنيا حيث زار شيخا متطرفا وسأله عن تجنيد بعض الشباب المسلم من اجل «عمليات جهادية تتسم بالعنف».
ويقضي رجل الدين علي التميمي فترة سجن مدى الحياة لإثارة انصاره للقتال مع طالبان ضد الاميركيين. وعقب مغادرته الولايات المتحدة في 2002، قضى العولقي بعض الوقت في بريطانيا، حيث كوّن له اتباع وسط الشباب المسلم المحافظ وذلك من خلال محاضراته وأشرطته الصوتية، ثم انتقل الى اليمن عام 2004.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية انهم محظورون بموجب قوانين الخصوصية الشخصية من مناقشة اعتقال العولقي لأنه مواطن أميركي.
وقال مسؤول رفيع بالسفارة اليمنية في واشنطن ان العولقي اعتقل بسبب مسائل شخصية وقبلية تتعلق باختطاف وليس بالإرهاب، مؤكدا ان السفارة لا تعتقد انه جزء من تنظيم «القاعدة».
وكان العولقي قد ألقى محاضرة في صنعاء بالجامعة الاسلامية، التي يديرها الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي قاتل مع اسامة بن لادن في الحرب السوفياتية ـ الأفغانية.
وأدرجت واشنطن والأمم المتحدة الزنداني في قائمة الارهابيين عام 2004. وتتهم جهات في واشنطن والامم المتحدة الزنداني بتجنيد عناصر لمعسكرات تنظيم «القاعدة» وجمع تبرعات لشراء اسلحة لجماعات ارهابية. وقالت مصادر اميركية ان طلابا في الجامعة اتهموا بالضلوع في هجمات ارهابية واغتيالات، وهي الجامعة التي التحق بها جون ووكر ليند قبل انضمامه لحركة طالبان.
محاضرات العولقي في منتديات الانترنت حول المبادئ الاسلامية تشجب الغرب بشدة وتتحدث عن المسلمين كشعب محاصر. وقال في خطاب ألقاه عام 2006 انه كان يتوقع نزاعا ملحميا بين المسلمين والكفر. وقال، في إشارة الى القتال في أفغانستان والعراق، ان «اميركا في حالة حرب مع الله». كما انه أشاد بالتمرد في العراق و«العمليات الاستشهادية» في الأراضي الفلسطينية.
وقال ايضا ان «على المسلمين» الاختيار بين الرئيس بوش و«المجاهدين»، مؤكدا ان «الحل أمام العالم الاسلامي هو الجهاد». وقال ايفان كولمان، الباحث في شؤون الإرهاب، ان العولقي يعتبر «مصدر إلهام هائلا للخلايا الارهابية المحلية في المملكة المتحدة واوروبا».
وأضاف ان العولقي واحد من بضعة رجال دين سلفيين متطرفين يحظون باحترام، وانه قادر على الكتابة والتحدث بالانجليزية. وقال والد العولقي، ناصر العولقي، الذي كان يعمل في السابق وزيرا بالحكومة اليمنية، ان قوات الأمن اليمنية صادرت جهاز الكومبيوتر الخاص بابنه وصادرت ايضا نسخا من سلسلة محاضرات ألقاها في جامع الإمام التي يديرها الزنداني.
وأضاف ناصر العولقي ان ابنه حاضر حول تاريخ المسلمين في أسبانيا خمس مرات في الجامعة قبل حوالي ستة شهور من إلقاء القبض عليه. وأضاف في لقاء هاتفي اجري معه ان ابنه لم يكن عضوا في هيئة التدريس بالجامعة، وأكد ايضا انه ليس ارهابيا.
وولد أنور العولقي في نيو مكسيكو عام 1971 عندما كان والده يدرس لنيل درجة جامعية. وقضى جزءا من طفولته في اليمن وعاد عام 1991 لدراسة الهندسة في جامعة ولاية كولورادو، وأصبح بعد تخرجه إماما لمسجد في فورت كولينز ثم في سان دييغو. وتظهر سجلات الضريبة ان العولقي بينما كان في سان دييغو في عامي 1998 و1999 كان يعمل نائبا لرئيس الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية المعطلة الآن، وهي الفرع الأميركي من مؤسسة خيرية يمنية اسسها الزنداني. وقبل ثلاث سنوات وصف مدعون فيدراليون في قضية تمويل ارهاب بنيويورك المؤسسة
الخيرية بأنها «مؤسسة واجهة استخدمت لدعم القاعدة وأسامة بن لادن».
وأشارت لجنة الحادي عشر من سبتمبر والتحقيق المشترك لمجلسي الشيوخ والنواب في الاخفاقات الاستخباراتية التي سمحت للهجمات بالحدوث الى أنه في عام 1999 أجرى مكتب المباحث الفيدرالي تحقيقا قصير الأجل بشأن العولقي عندما علم بأنه ربما يكون قد زاره «وكيل مشتريات» يعمل لصالح بن لادن. وتقول مصادر في هيئات تنفيذ القانون حاليا ان الوكيل كان زياد خليل الذي كانت الحكومة قد قالت عنه انه اشترى هاتفا جوالا وبطاريات لابن لادن في سنوات التسعينات.
وكان خليل جامع التبرعات الأميركي لوكالة الاغاثة الأميركية الإسلامية، وهي مؤسسة خيرية اعتبرتها وزارة الخزانة ممولا لبن لادن واعتبرت مؤسسة العولقي الخيرية شريكها اليمني.
كما علم مكتب المباحث الفيدرالي انه جرت زيارة الى العولقي في أوائل عام 2000 من جانب مساعد مقرب للشيخ الأعمى عمر عبد الرحمن الذين ادين بتهمة التآمر بالارتباط مع تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، وانه كانت لديه صلات مع أشخاص يجمعون الأموال لحركة حماس الفلسطينية المتطرفة، وفقا لتقرير الكونغرس ولجنة الحادي عشر من سبتمبر.
ولكن المكتب كان يفتقر الى أدلة كافية لرفع قضية وأغلق تحقيقه. وفي حدود الوقت نفسه ظهر اثنان من مهاجمي «القاعدة» المستقبليين، هما خالد المحضار ونواف الحازمي، قادمين من قمة لمنظمة القاعدة عقدت في ماليزيا، ظهرا في جامع العولقي بسان دييغو أوائل عام 2000.
وفي وقت لاحق أبلغ شهود مكتب المباحث الفيدرالي بأن العولقي كانت لديه علاقة وثيقة مع الخاطفين في سان دييغو. وأشار تقرير التحقيق المشترك للكونغرس ومجلس النواب الى أن «عددا من الأشخاص اخبروا مكتب المباحث الفيدرالي بعد الحادي عشر من سبتمبر بأن هذا الامام كانت له اجتماعات مغلقة في سان دييغو مع المحضار والحازمي وشخص آخر».
وفي مقابلات صحافية أجريت في حينه نفى العولقي وجود مثل تلك الصلات.وفي يناير 2001 سجل في برنامج لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة جورج واشنطن وكلف بالعمل في دار الهجرة، التي تجتذب ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص في صلاة الجمعة.
وفي ابريل 2001 غادر الحازمي سان دييغو وظهر في جامع العولقي الجديد سوية مع الخاطف المستقبلي هاني حنجور. وجرت مساعدتهما سريعا في الحصول على شقة من جانب رجل أردني التقياه هناك، وهو اياد الربابة.
وتوصلت لجنة الحادي عشر الى ان «بعض موظفي مكتب المباحث الفيدرالي يرتابون في ان العولقي ربما يكون قد كلف الربابة بمساعدة الحازمي وحنجور. ونحن نشارك في ذلك الارتياب اذا ما أخذنا بالحسبان التزامن المدهش لعلاقة العولقي السابقة مع الحازمي». وفضلا عن ذلك فان رقم هاتف دار الهجرة كان قد وجد في شقة بهامبورغ كان يسكنها واحد من مخططي الهجمات هو رمزي بن الشيبة.
أنور العولقي متحدثا لمراسل الجزيرة!!
تواترت أنباء عن مقتل الشيخ أنور العولقي الذي تتهمه المخابرات الأميركية بعلاقته بمنفذ هجوم بقاعدة فورت هود الشهر الماضي, إلا أن مراسل الجزيرة في صنعاء نقل عن مصادر محلية أن الشيخ أنور العولقي لم يصب بأذى كما أعلن سابقا.
وأضاف أنه ليس هناك أي توضيحات أو بيانات من القاعدة أو أطراف تابعة لها أو مواقعها الإلكترونية.
وذكر العولقي في حوار خاص بالجزيرة نت أنه كان له دور في توجيه نضال فكريا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق