أحب أن أضيف فقط على ما جاء به الدكتور مصطفى واعراب حول يد فاطمة, أنه ربما تكون ترمز للالهة الخمس (أبناء العملاقين كرونوس لدى اليونان أو الجان الخمس لدى الامازيغ).. سنتطرق إلى ما يعنيه الرقم 5 و7 كأرقام ذات خصائص سحرية لاحقا.. إليكم بحث د. مصطفى واعراب.
العين الشريرة.. أقدم المعتقدات السحرية (د. مصطفى واعراب)
يندرج الاعتقاد في العين الشريرة ضمن أقدم المعتقدات السحرية التي تشكل إرثا فولكلوريا مشتركا لدى أمم وحضارات الأرض المتباعدة، فقد عرفته شعوب الغرب والشرق، من اليونانيين والرومانيين إلى الهنود والفراعنة والبابليين والقرطاجيين، وغيرهم
وحسب وسترمارك، فإن هذه الشعوب اعتقدت أيضا في قدرة اليد البشرية على الوقاية من أذى العين الشريرة, ولم يكن المغرب بمنأى عن تأثير تلك الحضارات، حيث تشير المعطيات الأثرية إلى أن رمز الكف الواقية كان معروفا ومتداولا لدى أسلافنا، بدليل أن نماذج من «يد فاطمة» وجدت ضمن اللقى الأثرية بموقع شالة الأثري بالعاصمة الرباط, ويؤكد ذلك أن التخوف من الطاقة السحرية المؤذية التي تطلقها العين الشريرة، والذي يستشعره المغاربة حتى اليوم من بعضهم البعض، له جذور ضاربة في القدم.
العين التي «تقتل»
ليس نادرا أن يصادف راكب الطريق أمامه رسم «عين» أو «كف» عند أسفل مؤخرة شاحنة أو عربة نقل، وقد كتب إلى جانبها عبارة «عين الحسود فيها عود», ويرسم البعض على أرباب الدور والدكاكين يدا بأصابع مجتمعة أو متفرقة، أو يعلق حدوة الحصان على الجدران، بينما تضع النسوة لبناتهن في سلسلة اليد أو العنق، التميمة المعروفة لدى شعوب المغرب العربي باسم «خميسة» والمصنوعة من معادن رخيصة أو نبيلة.
إن هذه التجليات اليومية التي تشير كلها إلى أساليب مختلفة للوقاية من العين الشريرة، إنما تكشف عن درجة اعتقاد الفرد المغربي في قدرة نظرات الآخر على الحاق الأذى بما يملك ويحب «أي إصابته بالعين».
و«العين» هي تلك الشحنة السحرية المدمرة التي تقذفها النظرات الحاسدة، حتى عن غير قصد, ولذلك يصنفها العلامة المغاربي ابن خلدون ضمن «التأثيرات النفسية» التي تصيب الإنسان, ويشرح في مقدمته الشهيرة طريقة الاصابة بالعين قائلا «إن تأثيرات نفس المعيان (أي ذي العين الشريرة) عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات والاحوال ويفرط في استحسانه، وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده».
ليس نادرا أن يصادف راكب الطريق أمامه رسم «عين» أو «كف» عند أسفل مؤخرة شاحنة أو عربة نقل، وقد كتب إلى جانبها عبارة «عين الحسود فيها عود», ويرسم البعض على أرباب الدور والدكاكين يدا بأصابع مجتمعة أو متفرقة، أو يعلق حدوة الحصان على الجدران، بينما تضع النسوة لبناتهن في سلسلة اليد أو العنق، التميمة المعروفة لدى شعوب المغرب العربي باسم «خميسة» والمصنوعة من معادن رخيصة أو نبيلة.
إن هذه التجليات اليومية التي تشير كلها إلى أساليب مختلفة للوقاية من العين الشريرة، إنما تكشف عن درجة اعتقاد الفرد المغربي في قدرة نظرات الآخر على الحاق الأذى بما يملك ويحب «أي إصابته بالعين».
و«العين» هي تلك الشحنة السحرية المدمرة التي تقذفها النظرات الحاسدة، حتى عن غير قصد, ولذلك يصنفها العلامة المغاربي ابن خلدون ضمن «التأثيرات النفسية» التي تصيب الإنسان, ويشرح في مقدمته الشهيرة طريقة الاصابة بالعين قائلا «إن تأثيرات نفس المعيان (أي ذي العين الشريرة) عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات والاحوال ويفرط في استحسانه، وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده».
إن المعيان يبدي اعجابه، يلمس، يبين، وفي كلمة: يميز شيئا أو شخصا، ولو ذهنيا، وعلى الفور، تضعف صحة الشخص المعين ويموت أحيانا، أو يتعرض لحادثة سير.
أما الأشياء المعينة فإنها قد تتلف وتتفتت، إذا لم يقل الناظر اليها أو المتحدث عنها عبارة: «بسم الله».
فالعين إذن هي شريرة بقصد أو من دون قصد, ومع ذلك فإن تأثيرها المؤذي ينتج منه فقدان المعين لشيء جميل يتمتع به، وقد يصل الأمر إلى أن يفقد حياته بسبب «العين» في أعقاب مرض مستعص يصيبه أو حادثة قاتلة, والصدفة وحدها تحدد نوع الاصابة ومكانها وزمانها.
وفي اعتقاد المغاربة أن اشخاصا معينين «عينهم تفتت الحجر»، ولهم علامات ظاهرة تفضحهم, كأصحاب النظرات المحدقة، وذوي العيون الغائرة في مجرها، والنساء بشكل عام، والعجائز منهن بشكل خاص, ولذلك كانت الأعراف تقضي خلال المناسبات الاحتفالية، كالأعراس مثلا، أن يتم جمع العجائز لوحدهن مع الحرص على أن يتناولن الطعام ويبقين بعيدا عن العرسان.
الأنانية
وعموما، فإن الأشخاص الأنانيين والنمامين والغشاشين وأصحاب النظرة المائلة والذين ينظرون إلى الناس على وجوههم ملامح التكدر، كل أولئك أعينهم شريرة، وينبغي تفاديهم.
وتتجاوز المبالغة عند الحديث عن الأثر المدمر لنظرات الشخص المعيان، حدود المقبول، وان كانت تعكس في الحقيقة درجة الخوف من الاصابة بالعين، ومن أمثلة ذلك الحكاية التي سمعها (إدموند دوتيه) خلال زيارته إلى مدينة «الصويرة الكبيرة» (في الجنوب الغربي للمغرب)، في بدايات القرن الماضي,,, وتقول ان أحد الاشخاص المشهورين بحدة نظراتهم كان يتجول في الجزيرة التي توجد قبالة المدينة، فرأى صخرة ضخمة وصاح: «يا لها من صخرة كبيرة!»، فانفجرت الصخرة وانشطرت أمام الأنظار غير المصدقة للناس، إلى ثلاثة أجزاء.
والطريف أن ناقل الواقعة أخبر (دوتيه) بأنه لم يكن حاضرا لحظة وقوعها، لكنه شاهد الأجزاء الثلاثة للصخرة المنشطرة، في «جزيرة الصويرة».
إن ما يمكن أن نستنتجه من هذه الحكاية الطريفة، هو أن القوة السحرية للعين، وهي التي تندرج ضمن الأذى الذي يسميه عامة المغاربة «الباس» (بتسكين السين)، لا تمارس تأثيرها المدمر على البشر فحسب، وإنما على ما هو أصلب منه، وأكبر حجما.
وعموما، فإن الأشخاص الأنانيين والنمامين والغشاشين وأصحاب النظرة المائلة والذين ينظرون إلى الناس على وجوههم ملامح التكدر، كل أولئك أعينهم شريرة، وينبغي تفاديهم.
وتتجاوز المبالغة عند الحديث عن الأثر المدمر لنظرات الشخص المعيان، حدود المقبول، وان كانت تعكس في الحقيقة درجة الخوف من الاصابة بالعين، ومن أمثلة ذلك الحكاية التي سمعها (إدموند دوتيه) خلال زيارته إلى مدينة «الصويرة الكبيرة» (في الجنوب الغربي للمغرب)، في بدايات القرن الماضي,,, وتقول ان أحد الاشخاص المشهورين بحدة نظراتهم كان يتجول في الجزيرة التي توجد قبالة المدينة، فرأى صخرة ضخمة وصاح: «يا لها من صخرة كبيرة!»، فانفجرت الصخرة وانشطرت أمام الأنظار غير المصدقة للناس، إلى ثلاثة أجزاء.
والطريف أن ناقل الواقعة أخبر (دوتيه) بأنه لم يكن حاضرا لحظة وقوعها، لكنه شاهد الأجزاء الثلاثة للصخرة المنشطرة، في «جزيرة الصويرة».
إن ما يمكن أن نستنتجه من هذه الحكاية الطريفة، هو أن القوة السحرية للعين، وهي التي تندرج ضمن الأذى الذي يسميه عامة المغاربة «الباس» (بتسكين السين)، لا تمارس تأثيرها المدمر على البشر فحسب، وإنما على ما هو أصلب منه، وأكبر حجما.
لقد أثارت العين الشريرة نقاشا فقهيا طويلا، انصب حول السؤال: هل يعاقب المعيان، حين يثبت أن نظراته كانت «مسؤولة» عن إيذاء شخص أو شيء, فرأى ابن خلدون، من جانبه، أن ما ينجم عن نظرات الحسد» ليس مما يريده ويقصده (صاحبها) أو يتركه، وإنما هو مجبور في صدره عنه», وبالتالي فلا جرم على المعيان, ويستدل العلامة على حكمه بالقول القديم المأثور: «القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل والقاتل بالعين لا يقتل».
لكن في مقابل هذا التسامح الخلدوني، كان القضاء الفقهي في المغرب متشددا، ويقضي بمعاقبة كل من عرف عنه كونه صاحب «عين شريرة», وحتى ماض ليس بعيدا عنا كثيرا (نهاية القرن التاسع عشر)، كان في امكان القاضي أن يصدر حكما في حق من يقتنع بأنه معيان، يقضي بأن يوضع في فمه اللجام والشكيمة كما الدواب، ليساق بعد ذلك في دروب المدينة وأسواقها من طرف شخص يمسك بعنانه، وكان في اعتقاد القاضي والعامة أن ذلك الإذلال القاسي كفيل بتخليص المعيان من القوة المدمرة لنظراته.
يد فاطمة
«يد فاطمة» ليست تعبيرا محليا، بل هي ابتداع أوروبي أطلق قبل نحو قرن، على حجاب شهير نطلق عليه في تعبيرنا المغربي الدارج اسم «الخميسة» أو «الخمس», وهي عبارة عن كف متلاصقة الأصابع، تصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس أو العاج أو غيرها من المواد المعدنية وتعلق على مكان بارز من الجسم (العنق في الغالب)، حتى تكون في مرمى بصر الآخرين، وتبطل مفعول كل عين شريرة.
وحسب ج, هربر، فإن اليهود المغاربة الذين كانوا يشتغلون في صياغة وتجارة المجوهرات، لعبوا دورا رئىسيا في ترويج «الخميسة»، فالاعتقاد في خصائصها السحرية مشترك بين المسلمين واليهود المغاربة، حتى اليوم، وقديم جدا، حيث وجدت بعض البقايا الأثرية الشبيهة بيد فاطمة ضمن المجوهرات التي عثر عليها، بموقع شالة بالرباط، وتعود إلى العهد الروماني.
«يد فاطمة» ليست تعبيرا محليا، بل هي ابتداع أوروبي أطلق قبل نحو قرن، على حجاب شهير نطلق عليه في تعبيرنا المغربي الدارج اسم «الخميسة» أو «الخمس», وهي عبارة عن كف متلاصقة الأصابع، تصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس أو العاج أو غيرها من المواد المعدنية وتعلق على مكان بارز من الجسم (العنق في الغالب)، حتى تكون في مرمى بصر الآخرين، وتبطل مفعول كل عين شريرة.
وحسب ج, هربر، فإن اليهود المغاربة الذين كانوا يشتغلون في صياغة وتجارة المجوهرات، لعبوا دورا رئىسيا في ترويج «الخميسة»، فالاعتقاد في خصائصها السحرية مشترك بين المسلمين واليهود المغاربة، حتى اليوم، وقديم جدا، حيث وجدت بعض البقايا الأثرية الشبيهة بيد فاطمة ضمن المجوهرات التي عثر عليها، بموقع شالة بالرباط، وتعود إلى العهد الروماني.
ويعتبر هربر أن تاريخ التميمة المعروفة باسم «يد فاطمة» مليء بالمتناقضات، فالعين الشريرة مفردة، بينما أصابع اليد خمسة، ولا يمكن ادخال خمسة أصابع في عين واحدة, ومن هنا فثمة عدم توافق بين الحركة والغرض منها, وفي مقابل ذلك، يقدم الباحث اطروحته في الموضوع، مجملها أن المغاربة كانوا يشيرون إلى من يخشون «عينيه» بالعضو التناسلي المذكر قائلين: «,,, في عينك!», ونظرا لخلو العبارة من كل حشمة، فقد شبهوا العضو التناسلي بالاصبع الأوسط لليد، واتخذوا منه بديلا ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى اتخاذ اليد كلها حجابا ضد العين، بدل الاصبع الذي يتوسطها!
أما ادموند دوتيه، فيرى ان «يد فاطمة» لها علاقة، من دون شك، بزوج قرن الحيوان من جهة، ومن جهة أخرى بحدوة (صفيحة) الحصان، التي هي طلسم آخر يستعمل بكثرة ذي العين الشريرة، ويبدو انها (حدوة الحصان) تجمع بسبب شكلها ووظيفتها والمادة التي تصنع منها، المميزات السحرية لرموز عدة: القرون، الهلال، اليد وكذا خصائص حدوة الحصان»، هذا الحيوان الأليف الذي كان مقدسا لدى البدائيين.
بما ان اصابع اليد الخمسة هي الحامي الذي يلجأ اليه للوقاية من العين، فتكفي تسميتها بمد اليد، أو يقول «خمسة في عينك» لكي يبطل مفعول العين الشريرة، وحسب دوتيه مرة أخرى، فإن كلمة «خمسة» لوحدها استحوذت على القدرة السحرية لليد, وتبعا لذلك اصبح يوم الخميس (خامس يوم في الاسبوع)، مناسبا في بلدان المغرب العربي كلها، لزيارة أضرحة الأولياء المشهورين في أوساط العامة بعلاج أعراض الاصابة بالعين.
الفقيه
ويحدد الفقيه المعالج نوعين من الاصابة بالعين الشريرة: حين يكون المعيان معروفا أو حين يكون مجهولا للمصاب بـ «العين» ويختلف العلاج حسب الحالة، ويكون صعبا حين يجهل المصاب هوية المعيان, وفي هذه الحالات الصعبة، يأخذ الفقيه قطعة كبيرة من حجر الشب (الشبة) يقرأ عليها بعض العبارات السحرية ويمررها حول المريض سبع مرات، ثم يرمي بها مع جمر متقد في إناء, ليتبول عليها المريض، وبانطفاء الجمر، تنطفئ العين الشريرة المجهولة.
أما حين يكون المعيان معروفا فإن العلاج يصبح في غاية اليسر، فاذا عرف المعيان يؤمر بالاغتسال ثم يؤخذ الماء الذي اغتسل فيه ويصب على المحسود من خلفه فيبرأ, ومن صفات علاج العين الشريرة التي يؤكد السيوطي أنها «صحيحة ومجربة» قوله: «اذا أتاك المعيان رجلا كان أو امرأة، تأخذ بيضة بعدما توقفه (الميعان)، نجعلها على رأسه وأكتافه وتمسح وانت تقول- قل هو الله احد- إلخ، وتقول ايضا: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، سبع مرات، وتعطيه البيضة ينفخ فيها وتقول «يا الله يا رب يا حفيظ يا مانع»، سبع مرات، وينفخ فيها ايضا ثم تكسرها في زلافة (طاسة) كحلاء فيها شيء من الماء، تخرج لك العين السوداء بإذن الله تعالى».
وكان للمغاربة اليهود طقوس يقاسمون اخوانهم المسلمين الاعتقاد في قدرتها على معالجة «العين»، نذكر منها الوصفة التالية: يأخذ الشخص المعيم حفنة من الحمص وكوب ماء ويذهب ليمسح عتبات: أبواب الملاح والبيعة (الكنسية اليهودية) والحمامات، بواسطة ثوب مبلل بذلك الماء، ثم يترك حبة حمص فوق كل عتبة، ويعصر المعين الثوب من مائه ليمسح جسده بالماء المحصل عليه يتخلص من أذى العين الشريرة.
وقد كانت هذه الطقوس تمارس من طرف النساء اللواتي اصابتهن «العين» خلال احدى زياراتهن والرجال الذين أصيبوا بها خارج بيوتهم, وبالنسبة للمسلمين، كانوا يغيرون فقط البيعة بالمسجد وباب الملاح بباب المدينة، ويكملون مفعول الطقوس ببعض الكتابات السحرية (الحروز) التي تتضمن بدون شك الرقية.
الفقيه
ويحدد الفقيه المعالج نوعين من الاصابة بالعين الشريرة: حين يكون المعيان معروفا أو حين يكون مجهولا للمصاب بـ «العين» ويختلف العلاج حسب الحالة، ويكون صعبا حين يجهل المصاب هوية المعيان, وفي هذه الحالات الصعبة، يأخذ الفقيه قطعة كبيرة من حجر الشب (الشبة) يقرأ عليها بعض العبارات السحرية ويمررها حول المريض سبع مرات، ثم يرمي بها مع جمر متقد في إناء, ليتبول عليها المريض، وبانطفاء الجمر، تنطفئ العين الشريرة المجهولة.
أما حين يكون المعيان معروفا فإن العلاج يصبح في غاية اليسر، فاذا عرف المعيان يؤمر بالاغتسال ثم يؤخذ الماء الذي اغتسل فيه ويصب على المحسود من خلفه فيبرأ, ومن صفات علاج العين الشريرة التي يؤكد السيوطي أنها «صحيحة ومجربة» قوله: «اذا أتاك المعيان رجلا كان أو امرأة، تأخذ بيضة بعدما توقفه (الميعان)، نجعلها على رأسه وأكتافه وتمسح وانت تقول- قل هو الله احد- إلخ، وتقول ايضا: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، سبع مرات، وتعطيه البيضة ينفخ فيها وتقول «يا الله يا رب يا حفيظ يا مانع»، سبع مرات، وينفخ فيها ايضا ثم تكسرها في زلافة (طاسة) كحلاء فيها شيء من الماء، تخرج لك العين السوداء بإذن الله تعالى».
وكان للمغاربة اليهود طقوس يقاسمون اخوانهم المسلمين الاعتقاد في قدرتها على معالجة «العين»، نذكر منها الوصفة التالية: يأخذ الشخص المعيم حفنة من الحمص وكوب ماء ويذهب ليمسح عتبات: أبواب الملاح والبيعة (الكنسية اليهودية) والحمامات، بواسطة ثوب مبلل بذلك الماء، ثم يترك حبة حمص فوق كل عتبة، ويعصر المعين الثوب من مائه ليمسح جسده بالماء المحصل عليه يتخلص من أذى العين الشريرة.
وقد كانت هذه الطقوس تمارس من طرف النساء اللواتي اصابتهن «العين» خلال احدى زياراتهن والرجال الذين أصيبوا بها خارج بيوتهم, وبالنسبة للمسلمين، كانوا يغيرون فقط البيعة بالمسجد وباب الملاح بباب المدينة، ويكملون مفعول الطقوس ببعض الكتابات السحرية (الحروز) التي تتضمن بدون شك الرقية.
للوقاية من العين
تحفل المعتقدات السحرية في المغرب بكم هائل من اساليب الوقاية من أذى العين الشريرة- فهناك حيوانات لها القدرة على الحماية من «العين» كالسلحفاة البرية التي تدجن وتترك لتدور في البيت, والخنزير الوحشي الذي تعلق أنيابه في أعناق البشر والخيول, ثم هناك ايضا: العين اليسرى للثعلب أو الذئب والبوم، وغيرها من العناصر الحيوانية التي تستعمل للوقاية من نظرات الحسد.
ويعتقد المغاربة ان اللون الاسود يبطل سحر العين ولذلك يعقلون لاطفالهم «خميسة سوداء اللون على الجبين او في معصم اليد، بواسطة خيط احمر، كما يلفون في ثياب رضعهم «صرة» من ثوب اسود، بها قليل من الشب والفاسوخ والحرمل والقزبر حبوب، كما يضعون تحت اسرة نومهم سكينا او كيسا به ملح وشب وحرمل,,, ولانهم يعتقدون في وجود اشخاص عينهم شريرة «معيانين», واذا وجد احد الخائفين من العين، في مرمى عيني معيان بسبب الجوار في السكن، فإنه ينثر امام عتبة باب بيته الشب والحرمل، حتى يوقف تأثير نظرات المعيان المؤذية ويمنعها من الدخول.
واذا حضر المعيان إلى عرس، فإن أصحاب العرس ينتظرون انصرافه، بفارغ الصبر, حتى اذا غادر الحفل، جرى أحدهم إلى مرقد النار ليأخذ منه جمرة يلقيها في قدر ماء، قائلا: «الله يطفي عينين فلان، كيف ما طفأت هذه الجمرة».
وتحمل الفتاة الخائفة من «العين» في حمالة صدرها سبعة فصوص من الثوم، أو قليلا من الملح في حقيبة يدها, ويعلق الرجل «خميسة» صغيرة في سلسلة عنقه الذهبية، او يحمل مع مفاتيحه رصاصة نحاسية تم اطلاقها من بندقية، يوم الأربعاء الأخير من الشهر القمري.
وقد كان المغاربة في بعض المناطق يحملون- للوقاية من العين- عقربا حيا في وعاء من القصب، ويعلقونه على دورهم، لكن اكثر اساليب رد أذى النظرات المؤذية يظل هو الرقية التي ابتدع المعالجون طقوسا وطرائف عديدة لاستثمار خصائصها الوقائية، هي من الكثرة بحيث سنكتفي بالوقوف عند كثرهم انتشارا.
والرقية تقول: «بسم الله ارقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك», وتستعمل بكثرة على شكل حجاب يعلق في العنق، أو تتلى خلال التبخر بالملح، كما يقولها الفقيه المعالج، وهو يضع يده اليمنى على رأس المصاب ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع مرات, أو «يحتويها» الماء المقروء عليه، الذي قرئت عليه الرقية، قبل ان يسكبه الفقيه على رأس المحسود من جهة الخلف,,.
الوشم للوقاية من أذى العين الشريرة
يعد الوشم واحدا من اقدم الممارسات المنتشرة في كل المناطق المغربية، وهو عبارة عن رسومات هندسية على بعض مناطق جسم المرأة، وبدرجة اقل من الرجل.
ومن اكثر تقنيات الوشم تداولا، نجد الوشم بالحناء على اليدين والقدمين، الذي يتبدد مع الزمن، والوشم «الجراحي» الذي يصبح جزءا من العضو المرسوم فوقه، ولا يمكن محوه منه إلا بالجراحة او باستعمال بعض المستحضرات الكيماوية.
والنوع الذي سنتحدث عنه هنا، هو النوع الثاني الذي يتم من خلال شق الجلد بابرة حادة لرسم أشكال هندسية معينة، تملأ الجروح بالكحل ومسحوق الفحم عصارة بعض النباتات, وعندما تشفى تلك الجروح، تترك مكانها رسما أخضر يميل إلى الزرقة تصعب ازالته من الجلد، يمثل شكلا هندسيا معينا.
لقد كان الوشم في المغرب حتى وقت قريب وسيلة لتحقيق بعض الاغراض الاجتماعية, نذكر من اهمها: علاج بعض الامراض المزمنة (كالروماتيزم)، او التعريف بأبناء وبنات القبيلة الواحدة من خلال وشم الشكل الذي يمثل هويتها على وجوههم او اذرعهم، فضلا عن ان الوشم يعد مصدر زينة، خصوصا لدى النساء الفقيرات.
بيد أن بعض علماء الانتربولوجيا والاجتماع اعتبروا ان الوشم (خصوصا الجبيني الذي يرسم عند ملتقى الحاجبين)، ليس مجرد «زينة للفقراء» وانما هو ايضا وبالأساس حرز للوقاية من العين الشريرة (كما يرى مثلا ادموندوتيه)، من حيث هو نمنة لعين ثالثة بين العينين (وهو رأي وسترمارك)، أو شكل محرف لأصابع اليد الخمسة.
وهذا النوع من الوشم لا يزال يمارس في المناطق الريفية بالمغرب لاعتقاد الناس انه يقي من العين الشريرة ويحمل حسب الشكل والمنطقة اسما مختلفا, ومنه نقدم هذه النماذج التي كانت الاكثر شيوعا.
هذا النموذج يطلق عليه المغاربة حسب اختلاف المناطق، اسماء: مركب ونوالة وغيرها، يرى فيه وسترمارك نمنة لعين مفتوحة, فالنقطة تمثل حدقة العين، بينما الشارة التي فوقها بمثابة الحاجب, فهي عين ثالثة بين العينين.
وقد كان هذا النوع من الوشم الجبيني بكثرة في وسط القبائل العربية والبربرية: دكالة، بني مطير، السراغنة، بني مكيلد، إشقيرن، اولاد حريز، أحمر، إلخ.
هذا النموذج الذي يحمل من الأسماء: جدول، حدادة مقص، وردة، حل وسد,,, يعتبر حرزا دائما في مواجهة العين الشريرة، يجلب اليه النظرات المؤذية فيبطل مفعولها.
يعد الوشم واحدا من اقدم الممارسات المنتشرة في كل المناطق المغربية، وهو عبارة عن رسومات هندسية على بعض مناطق جسم المرأة، وبدرجة اقل من الرجل.
ومن اكثر تقنيات الوشم تداولا، نجد الوشم بالحناء على اليدين والقدمين، الذي يتبدد مع الزمن، والوشم «الجراحي» الذي يصبح جزءا من العضو المرسوم فوقه، ولا يمكن محوه منه إلا بالجراحة او باستعمال بعض المستحضرات الكيماوية.
والنوع الذي سنتحدث عنه هنا، هو النوع الثاني الذي يتم من خلال شق الجلد بابرة حادة لرسم أشكال هندسية معينة، تملأ الجروح بالكحل ومسحوق الفحم عصارة بعض النباتات, وعندما تشفى تلك الجروح، تترك مكانها رسما أخضر يميل إلى الزرقة تصعب ازالته من الجلد، يمثل شكلا هندسيا معينا.
لقد كان الوشم في المغرب حتى وقت قريب وسيلة لتحقيق بعض الاغراض الاجتماعية, نذكر من اهمها: علاج بعض الامراض المزمنة (كالروماتيزم)، او التعريف بأبناء وبنات القبيلة الواحدة من خلال وشم الشكل الذي يمثل هويتها على وجوههم او اذرعهم، فضلا عن ان الوشم يعد مصدر زينة، خصوصا لدى النساء الفقيرات.
بيد أن بعض علماء الانتربولوجيا والاجتماع اعتبروا ان الوشم (خصوصا الجبيني الذي يرسم عند ملتقى الحاجبين)، ليس مجرد «زينة للفقراء» وانما هو ايضا وبالأساس حرز للوقاية من العين الشريرة (كما يرى مثلا ادموندوتيه)، من حيث هو نمنة لعين ثالثة بين العينين (وهو رأي وسترمارك)، أو شكل محرف لأصابع اليد الخمسة.
وهذا النوع من الوشم لا يزال يمارس في المناطق الريفية بالمغرب لاعتقاد الناس انه يقي من العين الشريرة ويحمل حسب الشكل والمنطقة اسما مختلفا, ومنه نقدم هذه النماذج التي كانت الاكثر شيوعا.
هذا النموذج يطلق عليه المغاربة حسب اختلاف المناطق، اسماء: مركب ونوالة وغيرها، يرى فيه وسترمارك نمنة لعين مفتوحة, فالنقطة تمثل حدقة العين، بينما الشارة التي فوقها بمثابة الحاجب, فهي عين ثالثة بين العينين.
وقد كان هذا النوع من الوشم الجبيني بكثرة في وسط القبائل العربية والبربرية: دكالة، بني مطير، السراغنة، بني مكيلد، إشقيرن، اولاد حريز، أحمر، إلخ.
هذا النموذج الذي يحمل من الأسماء: جدول، حدادة مقص، وردة، حل وسد,,, يعتبر حرزا دائما في مواجهة العين الشريرة، يجلب اليه النظرات المؤذية فيبطل مفعولها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق