كشف محافظ "أبين" اليمنية أحمد الميسري معلومات جديدة حول المحاولة الارهابية الفاشلة التي استهدفت مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في 27 أغسطس (آب) 2009.
وقال الميسري لصحيفة "عكاظ" السعودية، الثلاثاء 2-2-2010، إن خبير تصنيع متفجرات باكستاني الجنسية، صنع كبسولة التفجير التي زرعت في منطقة حساسة في جسد منفذ المحاولة عبد الله عسيري.
وأوضح أن الخبير الباكستاني درَّب عشراتٍ من عناصر القاعدة في جزيرة العرب على تصنيع المتفجرات وكيفية استخدامها.
وقال "بحسب المعلومات فإن خبير المتفجرات الباكستاني على درجة عالية من المهارة في تصنيع المتفجرات وتولى تدريس وتدريب أفراد في القاعدة على تصنيع المتفجرات وكيفية استخدامها".
وبحسب محافظ أبين، فإن سلطات الأمن اليمنية عثرت في أوكار التنظيم على وثائق تتضمن دروسا عن تصنيع واستخدام المتفجرات، كما أن الخبراء توصلوا إلى مجموعة متفجرات وأحزمة ناسفة موادها شبيهة بالمادة المتفجرة التي وضعت في كبسولة المتفجرة لجهة جودتها وحجمها.
وكشف محافظ أبين عن مقتل الخبير الباكستاني نتيجة انفجار عبوة ناسفة كان يعمل على تصنيعها، لكن "القاعدة" تكتمت على أنباء مقتله.
ولم يتسن هنا التأكد مما إذا كان الخبير قتل في حادثة انفجار منزل في جنوب صعدة الذي أسفر عن مقتل 3 من السعوديين المطلوبين أمنيا وهم محمد الراشد، فهد الجطيلي وسلطان القحطاني في 24 من رمضان الماضي، لكن الأكيد أن القتلى الثلاثة متورطون في محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. |
|
وتناول محافظ أبين، في حديثه لـ"عكاظ"، مخططات تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب واستراتيجيته في تنفيذ عملياته الإرهابية النوعية، وفي مقدمتها إعداد وتدريب أفراده على تصنيع المتفجرات والقنابل اليدوية وتنفيذ عمليات الاغتيال باستخدام المواد والغازات السامة.
وكشف المسيري عن وجود خبير باكستاني آخر لتصنيع المواد السامة يتولى تدريب عدد من أفراد التنظيم الإرهابي في اليمن، لتحضير فرق اغتيالات باستخدام المواد الكيماوية والسموم، مشيرا إلى أن قاعدة اليمن اعتمدت على خبير المتفجرات (قبل مقتله) وخبير السموم اعتماداً كلياً، في إعداد عناصر مدربة في التعامل مع المواد المتفجرة وطرق استخداماتها وتنفيذ عملية الاغتيال باستخدام المواد السامة، مع الإشارة إلى أن خبير السموم لا يزال يتنقل مع عناصر القاعدة في مثلث المحافظات الثلاث.
وبدأت "القاعدة" في تطوير صناعة المتفجرات باستخدام مواد صغيرة لكن فاعلة، عوضا عن استخدام وسائل لافتة كتفخيخ المركبات بالمواد المتفجرة، ما جعل المنفذين يتجاوزون النقاط الأمنية، لذلك كانت حاجتهم ملحة لخبراء تصنيع المتفجرات بطرق غير مألوفة.
ويعيد مقتل خبير المتفجرات الباكستاني إلى الأذهان قصة سقوط خبير التفجيرات والأسلحة الكيماوية والسموم مدحت مرسي السيد المكنى بـ"أبوخباب المصري" في غارة جوية أمريكية استهدفت مناطق القبائل الحدودية الباكستانية في يناير 2006، بعدما كانت قد رصدت مبلغ 5 ملايين دولار مكافأة للقبض عليه. |
|
ومن بين أفراد التنظيم ممن تدربوا على يد الخبيرين الباكستانيين في اليمن منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة عبدالله عسيري وعدد آخر من عناصر تنظيم قاعدة الجهاد.
وتقول المصادر إن عسيري تلقى تدريبات لأشهر في معسكر للقاعدة في اليمن على المواد المتفجرة والسموم، مع عدد آخر من عناصر التنظيم من السعوديين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، وهو ما أكدته وزارة الداخلية في حيثيات إدراجها للعسيري في قائمة ضمت 85 مطلوبا أمنيا المعلنة يوم الثاني من فبراير الماضي.
وأوضح بيان الداخلية حينها أن عسيري تدرب في اليمن على أسلحة "سام7" صاروخ ميلان، الهاون، بيكا، آر.بي.جي، صاروخ بي 10 والمواد المتفجرة والسموم، كما انضم لخلية إرهابية من أهدافها الاغتيالات واستهداف المنشآت النفطية.
ويلفت المسيري إلى أن تنظيم القاعدة يدفن عناصره في حال مقتلهم في محاولة لإخفاء هوياتهم، وأتضح ذلك في العمليات الأمنية الاستباقية التي نفذت ضد التنظيم، لكن عناصر قتلت تم التعرف عليها كهوية سعوديين اثنين قتلا في ضربة المعجلة التي قتل فيها اليمني أبو صالح الكازمي يوم السابع عشر من ديسمبر الماضي.
وأكد مقتل القائد العسكري الميداني للتنظيم قاسم الريمي في عملية الأجاشر ما بين محافظتي صعدة والجوف، لكن القاعدة تكتمت عليه مثل تكتمها على مقتل خبير المتفجرات الباكستاني. مبينا أن الغارات الجوية التي تشنها القوات اليمنية لاتقوم إلا وفق معلومات قطعية ومؤكدة
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق